هاني فحص: علقت صورة غيفــارا في النجف

هاني فحص: آفة الأمة العربية أن ربعها أميون. تصوير: أشرف العمرة

شغل المفكر الإسلامي اللبناني الدكتور هاني فحص الساحة الثقافية والدينية والسياسية بآرائه المعتدلة، وعبر قراءات لسماحة السيد الماركسي ـ كما يطلق عليه ـ كارل ماركس، وبدر شاكر السياب، وادونيس، ومحمود درويش، وغيرهم من أعلام الفكر والثقافة استطاع أن يتعرف إلى أسماء كثيرة، ويكوّن أفكاراً خاصة، وإشكالية. علق الشيخ صورة الثائر العالمي ارنستو تشي غيفارا في منزله في النجف، وانشغل بالهمّ الثقافي العام في الوطن العربي، وأسهم في تقريب المسافات بين الطوائف المسلمة، وقاد الحوار المسيحي ــ الإسلامي مع أقرانه المعتدلين من اجل وأد الفتن بأشكالها كافة في بلاده، ونادى بضرورة التقريب بين الأديان، والتشارك في الحياة بين الجميع، وعدم ترك المجال للمتعصبين في كل مذهب يحتكرون الرأي وسط غيبة المعتدلين، ورأى أن العرب بحاجة إلى حوار مع الآخر، حتى مع اليهود الذين هم بحاجة إلى قراءة جديدة، أوسع من الصهيونية التي تريد احتكار دينها. وعبر عن تخوفه من استمرار الصراع بين الديانات «إذا ظلت الأديان التوحيدية تتصارع بهذا الشكل، وتركت موقعها المسؤول للمتطرفين من المنتمين لها، فسوف تبحث الأجيال عن دين آخر قد يكون هو اللادين».

وارتبط فحص ـ حسب تعبيره ـ بأبرز قضية انسانية وعربية، قضية فلسطين التي يعدها المحرك الأول والأخير لقضايانا العربية، وقال في حوار مع «الإمارات اليوم»: «أنا متّهم بحب فلسطين، وهذه اجمل تهمة، وهناك من يأخذ عليّ هذا الحب، اعيش على الاعتبار الفلسطيني فهو مصدر حياة بالنسبة إليّ». معتبراً أن كثيرين يحسبونه «عراقياً وبحرينياً ومصرياً وأردنياً، فالهوية تشكل بالنسبة إليّ تداخلاً عربياً، بل هي الحيوية التي أتحرك من خلالها».

شرطي الثقافة

ويضيف فحص «عندي بطاقة هوية متعددة الألوان، وهذا أحد مصادر فرحي وحيويتي، رائع أن تحب الآخر، وأن يحبك، من دون أن تفقد ذاتيتك الخاصة، وهذا يذكرني بعبدالحميد الكاتب وابن المقفع، حينما ذهب العسكر لاعتقال الأول، فقال كل واحد منهما: انه هو، فضاع الشرطي».

ويوضح فحص «نحن نريد أن نضيع شرطي الثقافة مع تمسكنا بهويتنا الوطنية، ودول عربية قوية تحمي شعوبها وبلدانها، وبذلك تحمي حقوق الآخرين، وهذا مفهوم للوحدة العربية الجديدة من دون أوهام وتسرع».

وعن واقع الأزمة الثقافية العربية التي هي موضع اهتمامه يقول «تبدأ العافية عندما يقرّ المريض بمرضه، وبحاجته إلى العلاج، ويكون محباً للحياة والعمل، فهل نحن محبون للحياة والعمل، يجب أن نتعرف إلى مرضنا، هناك تقصير ثقافي لابد من علاجه، لا نبدأ من الصفر، هذا المقتنى والمخزون لا يجب أن نعيش عليه يجب أن نضيف إليه».

ويرى أن الآفة الكبرى التي تتعرّض لها الأمة العربية هي أن «أمتنا ربعها أميون، أمية مطبقة، نصف نساء الأمة العربية أميات، إذن من يقرأ وماذا يقرأ، الكتاب العربي يزداد عددا هل يزداد قراء؟ هناك تناقص في عدد القراء. وأي كتاب يقرأ.. تتطور الطباعة، والإنترنت فتح علينا كهوف الماضي».

عصبيات

ويدعو المفكر الإسلامي الى تفكيك نظام الثنائيات التي تصبّ في اذكاء ذاكرة العصبيات «وتضعف الجسد العربي العام، وليس مجرد بنائه الثقافي (شرق غرب/ عربي قومي/ مسيحي اسلامي)، من اجل اكتشاف المساحة بين الطرفين التي تمكن الأديب والعالم والفنان من أن يلعب بالمعنى المسرحي مع هذه الثنائيات، ويكتشف سر الوحدة في المتعدد، وسر التعدد في الواحد»، مستدركاً أنه لا يكرس لثقافة العزلة، بل من وجهة نظره «الشك والسؤال هما مفتاح المعرفة، وهذا يؤدي بنا الى ثقافة الآخرين، ويشجعنا على الكف عن تنظير العزلة والاكتفاء بمقولة (صراع الحضارات) أو الثقافات، الحضارة التي تتصارع مع الأخرى لا تكون حضارة، فالصراع ينسب للحضارات مجازا، والمثقفون متحضرون، وهذا ينسب لهم، والثقافة الجامعة المركبة هي الثقافة الأكثر حيوية، والأكثر قدرة على تجديد نفسها بشرط الموازنة الدقيقة بين المحلي والعالمي، والمحلي والقومي، وتقديري أن المحلية تتحقق في النص الأدبي والعلمي والفني وهو ذروة العالمية».

مجتمع مدني

وعلى عكس كثير من الأصوليين والسلفيين يطالب المفكر الإسلامي بمجتمع مدني يحمي الجميع «مجتمعنا الذي كان من المفترض أن يكون مدنياً لم يتشكل، المعايير ليست مدنية، أداؤها ليس مدنياً، يجب أن يتطور الى المدنية بشكل ما. انعكس ذلك على الثقافة بغض النظر عن جمالية النص او احقية النص»، مشيراً الى بعض ظواهر التعصب في عالمنا العربي «هناك ظواهر نراها مثلاً في مصر، اجد واحداً يحمل القرآن، وآخر يحمل الانجيل، وهذا مصدر تشاؤمي، والتشاؤم ليس انسحاباً».

ويؤكد رئيس المركز اللبناني للدراسات والحوار والتقريب على اهمية وجود الدولة وحمايتها لأفراد المجتمع «برأيي الدولة ضرورة اجتماع، ومن دون الدولة لا اجتماع، وعندما تقصر الدولة في تحقيق هذه الضرورة وتتحول الى محض سلطة اختزالية طبقيا أو عرقيا أو دينيا أو طائفيا يفقد الفرد شعوره بالأمان والاحتضان والمراقبة والقانون والحق، وفي غياب الدولة يذهب الفرد الى جماعته الدينية او الطائفية ليستقر». مضيفاً أن غياب الدولة، بالمعنى الجامع والحاضن أي أن تدير الاختلاف لا أن تعمقه او توسعه، يصعّد الطوائف مع غياب الأحزاب المدنية ايضاً، ويستدعي ماضيها، والماضي سهل أن تستدعيه.

الاعتدال والحوار

ويوضح فحص دوره في غير محفل فكري وفقهي وثقافي «توجهي وما أقوم به ليس استثناء، هناك تيار اعتدال غير معبر عنه تماماً، أنا لو كنت ألمس رفضاً لهذا الاعتدال او هذا التوجه، لكنت اتحفظ على الأمل في الاعتدال، وخطاباتي تلقى رضاً حتى في اوساط المتعصبين»، مؤكداً اهمية الاعتدال وتقريبه للمجتمعات والأفراد والأنظمة «الاعتدال جميل وأقرب الى الحق والحقيقة، المعتدل لا ينقلب الى التطرف، والمتطرف ينقلب الى الاعتدال او الأكثر تطرفاً، والمتوسط عمراً بإمكانه أن يكون شاهداً، وأن يشارك في ترجيح الاعتدال على مستوى الدولة، وأن تودع المسألة في عهدة الشباب المتعلم والمثقف، ولديه معرفته بمجتمعه، وذاته وأكثر اقتراباً للواقع».

ويطالب فحص بتكوين جزر للحوار والتقريب بين أصحابها، حتى لو احتاجت إلى وقت طويل، موضحاً «أدعو الى تيار الاعتدال، وتكوين جزر للحوار، والوصل بينها حتى تثمر، علينا ألا نستعجل، نزرع نخيلاً لا ورداً، الورد جميل، لكن النخيل يحتاج الى وقت طويل، وحكمة، وصبرا، وأكثر قدرة على الحياة ومواجهة العواصف والجفاف والصقيع».

الأسئلة الأولى

ويقول فحص عن اروقة الدراسة في حوزة النجف التي تلقى فيها علومه الفقهية والثقافية والفكرية المختلفة «هناك تعرفت إلى الآداب والفكر، والعالم في النجف حوزة تقليدية اساس عمارتها الحرية، وكانت منفتحة على رياح خارجية، وفي محطات كثيرة كان للنجف دورها الرائد، وانفتحتُ على ادب المهجر وأتيح لي أن أقرأ بدر شاكر السياب وادونيس ومحمود درويش، وارغون، واليوت، وبريجير».

ووسعت الأسئلة مدارك فحص، كما يوضح «تعلمنا في النجف أن ننغمس في السؤال، ونقرأ ماركس وسارتر ومجلة الطليعة والهلال، وأن نناقش الأمور وننشغل بين الثابت والمنهج، وقرأنا نهج البلاغة، كما قرأنا لابن عربي والحلاج وحلم العدالة والإبداع».

ويحكي عن حبه للقائد الثوري غيفارا الذي اصبحت صورته وأفكاره محط إعجاب العالم بأسره، وأنها كانت قد وجدت طريقها الى النجف ايضاً، ويقول «أحببت غيفارا ولم تجر إدانتي عندما علقت صورته في بيتي في النجف، وإنما كانت هناك دهشة؛ دهشةٌ غير مألوفة، لم أعاقب عليها بالمعنى الحوزوي، ولم أعاقب على الأسئلة والشغب، حققت محبة في اوساط من اختلف معهم»، مؤكداً أنه يتمنى أن تتحول تلك الصورة إلى مناحٍ كثيرة في الحياة، بعيداً عن التعصب لرأي واحد، أو رؤية تصادر غيرها من الرؤى، مطالباً بالقبول بالآخر، والحرية «من دون عنف مرجعي مباشر أوغير مباشر».

قراءة جديدة

الاعتدال هو الفكرة التي يناضل من اجل تكريسها المفكر الإسلامي، وأساس حضوره وقبوله من قبل الجميع ومن كل الطوائف والأديان، فالاجتهاد الفكري كان عنوانه، ويقول «في رأيي أن مقولة (النص توقف عند السنة) رأي مبالغ فيه، لا يستطيع احد أن يمنع الاجتهاد، ولم يتوقف. والخليفة العباسي (القادر) لم يوقف باب الاجتهاد، لأن هناك موضوعات مستجدة، وهناك مستجدات في الموضوعات نفسها، لابد من تكييفها فكرياً ومذهبياً، بسبب المتحول، ودائماً هناك جدل بين الثابت والمتحول».

ويتابع «محمود شلتوت والغزالي وآخرون مجتهدون، العيب على الدولة حين تحاول إتباع العالم والفقيه، وهذا حصل في الوسط الشيعي والسني معاً»، مبيناً أن الاجتهاد غير المنظم وغير المضبوط، ينتج الآلاف ممن يدعون بالمجتهدين، وهم غير ذلك.

ويرى فحص أن «الحصيلة التجديدية في التراث الشيعي ليست اكثر من غيرها، الإشكالية إسلامية عامة، في رأيي أن الذي يميز الشيعة هي مسألة التقليد بالمعنى الفقهي. العالم السني مهما بلغ من العلم فتواه غير ملزمة والمرجع ليس هو بل الذي يقلده، بينما الشيعي ملزم بتقليد المجتهد، وهذا عامل تماسك وعامل ضبط، لذلك أنا لا أخاف من ممارسات السلبية المحدودة عند الشيعة او التوترات الحادة التي تظهر احيانا ومن شأنها أن تستمر، لأن هناك ضوابط بسبب المرجعية. بينما في الوسط السني تقريبا المرجعية مهزوزة، ومن هنا يأتي التعدد والانشقاقات الدائمة، وتكوين الجماعات الفرعية المتناحرة».

ويؤكد المفكر الذي يعتمد الخطاب العلمي في قراءته وتحليله أن «العلاج هو في تشغيل او تنشيط التعددية المرجعية على اساس المعايير العلمية، والأخلاقية وهذا يحفظ الحرية والأخلاقية في الممارسة الدينية، بينما المطلوب عند السنة اعادة تكوين المرجعية بمعناها الذي يتضمن الالتزام، من دون عنف مرجعي مباشر او غير مباشر»، ويشير «من هنا بالذات، من وجود المرجعية وتعددها، تأتي حرية الشعب في قراءة النص ومراعاة المستجد والمعرفي والحياتي في أوساط رجال الدين والعلماء المدنيين».

ويبين في هذا السياق التحليلي المشكلة كما يراها «في الوسط السني المرجعية غير متحققة، والتقليد يأخذ طابعاً ماضوياً تصبح فرصة اعادة قراءة النص على ضوء المستجد او نسبية القراءة ضيقة، وفي وسط الفقهاء خصوصاً أن الفقهاء محكومون بالمزاج الشعبي (الجمهور)، ما يفسر أن الفكر التجديدي السني في هذه الفترة يكاد ينحصر في علماء مدنيين في الدائرة الإسلامية».

ويضيف «عندما تعزلني انعزل، وكما انت تنتج فكر العزلة انا ايضا انتج فكرة عزلتي، وعندما تتسع مساحات الاختلاف تضيق مساحات الاتفاق، يصبح التعدد مشدوداً الى الصراع بدل الحوار، علماً بأن العيش المشترك ثمرة الحوار، ينتجه المجتمع ويحميه العلماء وتحرسه الدولة. فإذا قصرت الدولة وقصر العلماء يختل العيش المشترك، ويهتز نظام المصالح المشتركة، وتصبح مصلحة كل جماعة كأنها مضادة لكل جماعة أخرى. ونتبادل البؤس والفقر والجهل، ونغادر الحاضر الى الماضي لنبرر صراعنا».

أقليات

ويشدد المفكر الإسلامي على ضرورة عدم تهميش الأقليات في العالم العربي «لأنهم مصدر حيوي لكل دولة»، ويضيف «إذا ظل العرب والمسلمون يرتبون وعيهم السياسي والاجتماعي والثقافي على اساس الأعداد فهذه كارثة، وهذه دعوة الى أن تتحول الأقليات الى هوامش ملغومة بكل انواع المتفجرات من اثنية ودينية، المسيحيون في البلاد العربية 10% والشيعة 10% وهذه الـ10 لا يجوز تضخيمها وجعلها بديلاً للأكثرية، ولكن على الأكثرية أن تحترم اكثريتها ايضاً، أن تتخلى عن بعض حصتها من اجل استقطاب الأقلية وتحويلها من العدد الى المعنى، لأن في ذلك حفظاً لمصالح الأكثرية وثقافتها».

ويؤكد أن تهميش طائفة على حساب أخرى لن يكون لمصلحة فكرة الدولة، ويوضح «إذا تم مثلاً تهميش المسيحي في لبنان فلا داعي لوجود لبنان، اضافة الى أن الأقليات مصدر حيوية، ومن دونها يصبح معنى مصر ولبنان والأردن وفلسطين ناقصاً، وتغيب النكهة الجميلة للمسلم في هذه الأقطار، والتي تأتي من خلال مشاركته مع المسيحي في الحلم والحزن، في القدس وفلسطين، في الأقصى والقيامة»، ويستطرد «عندما يُهمش المسيحيون في لبنان يصبح كياناً فارغاً لا داعي له، الخطر إخلاء فلسطين والقدس من المسيحيين، والأرقام تقول إن نسبة المسيحيين 20% الآن في العام 1967 2% عدد المسيحيين، في عام 1967 في القدس كان عدد المسيحيين 50 ألفاً، الآن 5000 هذا تهويد حقيقي. المدخل الحقيقي لتجنب هذه المأساة هو الكف عن اسلمة قضية القدس لأن الأسلمة، بالمحصلة النهائية، تفيد الأسرلة».

ويضيف «لنتذكر إشكالية الناصرة بين المسجد والكنيسة التي ادخلت (اسرائيل) على الموضوع الاجتماعي، وكادت أن تودي بوحدة المجتمع الفلسطيني، فلسطين والقدس حق للجميع، حق مستلب للإنسان الفلسطيني، هذا المفهوم يجب أن يترسخ في نظامنا وحوارنا مع العالم». وخلص الى القول «نحن قبلنا في بأوسلو، وأوسلو لم تقبل بنا، كنا مع (أبو عمار) والآن مع أبو مازن الذي يمثل الاعتدال، (اسرائيل) لا تريد اعتدالاً، الاحتلال محرج للتطرف، تريد تطرفاً حتى تبرر تطرفها، علينا أن نتشارك نحن والمسيحيون خصوصاً، مع اليهود، في قراءة اليهودية قراءة أخرى من اجل انسنتها». وعبر عن تخوفه إذا استمر الصراع بين الديانات «إذا ظلت الأديان التوحيدية تتصارع بهذا الشكل، وترك موقعها المسؤول للمتطرفين من المنتمين لها، فسوف تبحث الأجيال عن دين آخر قد يكون هو اللادين».

أيام عبدالناصر.. أجمل أيام العرب

ويرى فحص أن أفضل المراحل التي عاشتها الأمة العربية هي مرحلة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ويوضح «خطأ أن نقول إن الحروب تخلق العصبيات. ذاكرة العصبيات تخلق الحروب، هناك نقد للمرحلة الناصرية في مصر، لكن في تلك المرحلة ازدهرت الرواية والمسرح، فالكتابة المسرحية فيها تحد، وهذا يحتاج الى نظام سياسي. العلة في النظام المعرفي، أليست مشكلة أن مسرح المدينة في بيروت مغلق؟، وبيروت الأم فيها احتمال واحد يقوم به المسرحي جواد الأسدي من خلال مسرحه».

وتساءل عضو الفريق العربي للحوار الإسلامي ــ المســيحي عن دور الجيل الذي يجب أن يكمل المسيرة «في السينما بعد أن مات المخرج يوسف شاهين هناك 10 أشخاص يمكن أن يكونوا يوسف شاهين الجديد، أين الفرص المتاحة لهم.

هاني فحص

المفكر الإسلامي والكاتب الدكتور هاني فحص مفكر لبناني، ولد في الجنوب عام 1946 من خريجي حوزةِ النجف عام 1972 يكتب في صحف ودوريات عربية عدة، وله مؤلفات كثيرة تُعنى بإعلاء قيمة الحوار، ونظرات في السياسة من منطلق فكري، ومن أهم كتبه «في الوحدة الإسلامية والتجزئة»، و«التهويد الثقافي»، و«ملاحظات في المنهج، المسرح»، و«الحوارفي فضاء التوحيد والوحدة». وشارك في لقاءات عدة للتقريب بين الأديان، والمذاهب المختلفة.

إشراك اليهود في الحوار

ويؤكد فحص أهمية اشراك اليهود في الحوار، بل أشار الى أن «الإسلام كدين عاملهم بشراكة في غير مرحلة، وكانوا جزءا من المجتمع العربي، وفي الأندلس كان المشترك مع اليهود والمسلمين كبيراً، وعلى اساسه بنيت التجربة الحضارية تحت مظلة التوحيد، وعندما خرج اليهود معنا احتضناهم وأشركناهم من المغرب الى اسطنبول مروراً بدمشق والقاهرة، وقلة قليلة جاءت الى القدس».

ويرى عضو الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي أن «المشكلة هي في اختزال الصهيونية لليهودية، نحن قبلنا بهذا الاختزال، ولا نبحث عن اليهودي وهو موجود في فلسطين والعالم، منظمة التحرير الفلسطينية طرحت مبكراً مشروع الدولة الواحدة، وأفسدته الخفة العربية في التصرف، والتي اعطت غولدا مائير ذريعة محاربة الاطروحة ومنع تطبيقها، وجمال عبدالناصر قبل المشروع، وكان منتظرا أن يحصل تواصل عبر المغرب».

 

تويتر