«دبي للثقافة» تطلق «رؤى عالمية حول الاقتصاد الإبداعي الإسلامي»

دبي تؤكد حضورها مركزاً دولياً لاقتصاد الثقافة والفنون

صورة

«رؤى عالمية حول الاقتصاد الإبداعي الإسلامي»، عنوان الكتاب الجديد الذي أطلقته هيئة دبي للثقافة والفنون، بالتعاون مع مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، صباح أمس، في متحف الاتحاد بدبي بحضور المدير العام بالإنابة لهيئة دبي للثقافة والفنون سعيد محمد النابودة، والمديرالتنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي عبدالله محمد العور، ومستشار رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون ظاعن شاهين، ومستشار المواقع التراثية في دبي للثقافة عبدالله المطيري، وحشد من ممثلي وسائل الإعلام وكبار المسؤولين من دبي للثقافة ومركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي. ويشتمل الكتاب على آراء لعدد من الخبراء من دولة الإمارات والعالم، ويحدد السبل الكفيلة بتوطيد مكانة دبي مركزاً دولياً لاقتصاد الثقافة والفنون الإسلامية، ورسم مسار مستقبلي للتوسع في هذا المجال.

استطلاع

يتضمن الكتاب نتائج استطلاع تم إجراؤه لقياس مستوى التصور والإدراك العام في دبي لاقتصاد الثقافة والفنون الإسلامية، حيث تم إجراء هذا الاستطلاع بين شهري أبريل ومايو 2016 مع أكثر من 1000 شخص يقطن في دبي، وذلك لرصد آراء سكانها حول القطاع الاقتصادي المهم وإمكانات مساهمته في بناء مستقبل المدينة، حيث تمتلك دبي سجلاً حافلاً في استقطاب المواهب العالمية عبر توفير الفرص والبيئة الإبداعية الحاضنة.

كما يفرد الكتاب مساحات واسعة من فصوله الأربعة لاستقطاب ورعاية المواهب، وكيفية إرساء بنية تحتية ثقافية عالمية المستوى، كما يهتم بتعزيز الوعي العام حول الثقافة والفنون الإسلامية وحشد التمويل، ويرسم خارطة طريق للخطوات المقبلة التي ينبغي على دبي اتخاذها لتنمية هذا القطاع، مع مناقشة مطولة حول تعريف اقتصاد الثقافة والفنون الإسلامية ومكوناتها الرئيسة في الملحقات ومنهجية البحث.

وقبل طرحه في دبي، تم إطلاق الكتاب في لندن في 19 سبتمبر، وأستراليا في 27 من الشهر ذاته. ليأتي إطلاقه في أستراليا بعد معرض العملات الإسلامية الذي أقيم من خلال علاقة تعاون وشراكة بين هيئة دبي للثقافة والفنون وبين المتحف الإسلامي في أستراليا في عام 2016، حيث يمثل هذا المشروع جانباً من الجهود المستمرة التي تبذلها الهيئة لتعزيز الثقافة الإسلامية في الخارج.

قراءة موجزة

يوفر كتاب «رؤى عالمية حول الاقتصاد الإبداعي الإسلامي» ملاحظات مهمة حول ترسيخ مكانة دبي مركزاً دولياً لاقتصاد الثقافة والفنون الإسلامية، كما يطرح العديد من المقترحات لوضع منهجية تضمن توسيع هذا الاقتصاد في المستقبل، فيما يستعرض الكتاب الجديد الصادر عن هيئة دبي للثقافة والفنون، بالتعاون مع مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، آراء الخبراء من جميع أنحاء العالم حول الإمكانات التي تجعل من دبي مركزاً لرواد الأعمال الإبداعية، ودور المدينة في تعزيز إرث الفنون الإسلامية تاريخياً وجغرافياً.

مقاربات ثقافية

وفي تقديمه للكتاب الجديد، قال وزير الصحة ووقاية المجتمع ورئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون عبدالرحمن بن محمد العويس «صحيح أن مقاربة الثقافة والفنون الإسلامية كقطاع اقتصادي هي جزء من توجه جديد ومتنامٍ لفهم تأثير وحجم الاقتصاد الإبداعي، ولكن هذا القطاع متجذر عميقاً في صلب النظرية الاقتصادية للعالم الإسلامي، وقد أشار العلامة العربي ابن خلدون في مقدمته التي خطها في القرن الـ14 إلى أنواع الصنائع والحرفيين، ليشرح تشعب عملية الإنتاج وارتباط قيمة العمل بالدخل الذي يحققه».


عبدالله المطيري : أبشر القراء اليوم بـ15 متحفاً في منطقة الشندغة، سيركز كل واحد منها على إبراز جانب من جوانب التراث المحلي.


19

سبتمبر إطلاق الكتاب الجديد في لندن.

1000

شخص من دبي شاركوا في الاستطلاع.

وقال سعيد محمد النابودة «يعتبر الكتاب الجديد الذي تطلقه (دبي للثقافة) حول واقع المساهمة الاقتصادية للقطاعات الإبداعية الإسلامية استمراراً لجهودها الرامية إلى إيجاد الأطر الداعمة لتطوير وازدهار الاقتصاد الاسلامي بكل مكوناته بما في ذلك المساهمة الفعالة للفنون والثقافة الإسلامية، وإن هذا الجهد الذي تقدمه الهيئة يرتكز بالمقام الأول على أهداف (مبادرة دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي)، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لجعل الإمارة العاصمة العالمية للاقتصاد الإسلامي»، وأضاف «منذ تأسيسها في عام 2008، تعمل (دبي للثقافة) على تعزيز الثقافة والفنون الإسلامية محلياً وخارجياً، وذلك من خلال تطوير مبادرات متنوعة أصبحت اليوم تتمتع بمكانة مرموقة إقليمياً وعالمياً».

رافد ثقافي

وقال عبدالله المطيري، لـ«الإمارات اليوم»: إن «الرجوع إلى التراث الحضاري والإنساني هو أصل كل تقدم فالمتاحف ودور الثقافة ومراكز التراث هي الرافد الحقيقي لثقافة الشعوب بشكل عام، وإن السائح الذي يزور بلداً ما لا يبحث عن الأبراج ومراكز التسوق الحديثة بقدر بحثه عن جذور الثقافة والتاريخ الخاص بالبلد الذي يزوره، فنجد أن جل السواح أو أغلبهم يبحثون عن المكتسبات التراثية والمعالم التي تميز هذا البلد أو ذاك، وهذا ما جعل حكومة دبي ممثلة في هيئة دبي للثقافة والفنون وبلدية دبي ودائرة السياحة والتسويق التجاري تتفق على منهج ومبدأ موحد منسجم يدعم رؤية الإمارة، ويكون أساسه تقسيم المهام بين جهة تبني وجهة تدير وجهة أخرى تتولى مهام التسويق».

وأضاف «نحن فخورون اليوم بمتحف الاتحاد الذي يستقبل هذه المناسبة، الذي بات الآن من أهم المعالم الثقافية المميزة في الدولة بما يبرزه من أوجه مسيرة الاتحاد وبناته»، وتابع «أبشر القراء اليوم بـ15 متحفاً في منطقة الشندغة، سيركز كل واحد منها على إبراز جانب من جوانب التراث المحلي، أضف إلى ذلك ما هو موجود في متحف دبي في قلعة الفهيدي التي تعتبر أقدم قلعة بنيت في 1798، بما تضمه من المقتنيات الثقافية والتراثية والأثرية البارزة، كما نفخر اليوم بأماكن أثرية مثل موقع القصيص والصفوح وموقع ساروق الحديد، الذي يعتبر أغنى المواقع وأهمها وأكثرها ندرة، حيث اكتشف إلى حد اليوم ما يزيد على 13 ألف قطعة أثرية».

أهدف منشودة

وقال عبدالله محمد العور إن «قطاع الثقافة والفنون والإبداع يشكل جوهر نمط حياة المسلمين والشعوب التي كانت على تماس معهم في مراحل من التاريخ الإنساني»، وأضاف «هذا الكتاب يقدم دعماً غير محدود لرؤية واستراتيجية دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي التي اعتبرت نمط الحياة إحدى الركائز الرئيسة المستهدفة خلال السنوات الأربع القادمة، كما يسهم في دعم التوجه العام نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة».

تويتر