«9 هجري».. يحتفي بما قدّم المسلمون للعالَم

تسع محطات تنقلنا إلى ما قدمه العلماء المسلمون على مر التاريخ في معرض «9 هجري»، الذي يقام في «دبي مول»، والذي يستمر حتى نهاية شهر رمضان المبارك. هذه المحطات تنقلنا عبر أجنحة ذات تصميم مستوحى من الفن الإسلامي، الى مجالات المعرفة والثقافة الإسلامية، وكيف تبلورت وتطورت وأثرت بالحضارة الإنسانية عبر الزمن. ويستمد المعرض اسمه من كون الشهر الفضيل هو تاسع الشهور في التقويم الهجري، وهو بمثابة احتفاء بإسهامات الإسلام في بناء الحضارات في الماضي والحاضر.

تبدأ الجولة بالمعرض من خلال المحطة التي تم تقديم فيها مجموعة من رسومات لعلماء تركوا أثرهم في عالم الإسلام، لتقدم إسهامات العلماء في العديد من المجالات، فهي النبذة التي تصف ما قدمه العلماء في المعرفة والأدب والعلوم والفن والأزياء والهندسة والخط، وغيرها.

تأخذنا منطقة المعرفة إلى بيت الحكمة الذي جمع العلماء من كل أركان الدين الإسلامي لإنشاء أكبر أكاديمية فكرية في التاريخ في بغداد. أما المنطقة الثانية فهي منطقة الأفلام، وتأخذنا عبر شاشات موضوعة في المنصة الى أفلام وثائقية وصامتة، لا تحمل سوى الموسيقى المرافقة للمشاهد التي تعبر عن الإسلام والثقافة بشكل تصويري، فهي تستعرض وجهات نظر حول الثقافة الإسلامية، ثم منها ننتقل الى جناح الأدب، وهو عبارة عن مكتبة كبيرة تحتوي على مجموعة من الكتب التي تعرض الأدب العربي في عصوره الذهبية، حيث برز في بغداد، وتحتوي المكتبة على مجموعة كبيرة من الكتب التي تتاح للجمهور قراءتها في المكتبة، لأن الشراء أو الاستعارة غير متوفرين. أما قسم العلوم، وهو القسم الرابع، فيحتوي على مجموعة من الشاشات التفاعلية التي تقدم المعلومات عن الكواكب والكون، وكذلك المخلوقات والحيوانات. وعلى الرغم من كون أول العلوم الإسلامية كانت تتعلق بالفلك ودراسة أوقات الصلوات، إلا أن المعرض يقوم على التكنولوجيا الحديثة لتقديم هذه المعلومات العلمية في الفيزياء والكيمياء، وكل ما اكتشف في التاريخ الإسلامي عبر تقنيات العصر. ومن العلوم إلى الفنون، إذ يضم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية التي ترتبط بالإسلام، ومنها الاعمال الخطية، الى جانب مجموعة من الاعمال الفنية التي تقوم على الظل المختلف عن المجسمات، إذ تنعكس الإضاءة لتبتكر أشكالاً جديدة بخلاف الموجودة في المجسمات، وقدمت هذه الاعمال من مجموعة السركال الفنية، بينما قدمت أيضاً في الجناح ورشة عمل خاصة بالفنون.

هذا الانعكاس في الضوء يبرز أيضاً مع الأنماط الهندسية في الضوء والانعكاس، عبر مجموعة من الاشكال الهندسية التي تتقاطع فيها الأضواء بأسلوب يستخدم الفن في الهندسة. أما الأزياء، فتقدم في الركن السابع، ومع اختيارات من تصاميم لمصممين من غاليري لافاييت، حيث تم عرض مجموعة من الجلابيات التي تناسب أجواء الشهر الكريم، الى جانب مجموعة من الحقائب للمصممة رولا غلايني التي تتميز بتصاميمها العصرية وأشكالها التي غالباً ما تكون على شكل مستطيل، وتتوسطها مسكة صغيرة يمكن بواسطتها حمل الحقيبة، فيما الجلد المستخدم يواكب الموضة في الألوان. كما تم عرض مجموعة من الشموع التي تعكس أجواء رمضان، التي صممت بعطور طبيعية، ومنها ما يدوم لنحو 60 ساعة، ومنها ما يفوق 80 ساعة على شكل أقمار ونجوم. كما شمل الجناح مجموعة من الهدايا للرجال والمرتبطة باللباس التقليدي والمحافظ ومقتنياته. والجدير ذكره أن هذا القسم يقدم النصائح حول كيفية تنسيق الاطلالة الرمضانية وإطلالة العيد. أما القسمان الأخيران، فيقدمان فن الخط العربي بأسلوب معاصر، حيث يمكن أن يتفاعل الناس مع الشاشات وكتابة الحروف عبر تقنيات الواقع الافتراضي، مع وضع التصاميم للطريقة التي يكتبون فيها الكلمات العربية، بينما يحمل القسم الأخير ما آل إليه علم الأرقام والرياضيات.