خلال أمسية منتدى الفجيرة الرمضاني

مشاركون في «صناعة الثقافة»: القراءة طريق المستقبل

المشاركون في الأمسية طالبوا بمزيد من المحفزات للتشجيع على الانخراط في عالم القراءة. من المصدر

تحت عنوان «صناعة الثقافة طريق المستقبل».. عقد منتدى الفجيرة الرمضاني، الذي تنظمه جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة الفجيرة، فعاليات أمسيته الرمضانية الثالثة.

استضافت الأمسية الكاتب والناشر جمال الشحي، والكاتب والباحث محمد المهري، وأدراها الكاتب محمد خميس، وذلك في مجلس رئيس دائرة الطيران المدني بالفجيرة، محمد عبدالله السلامي، في مدينة دبا الفجيرة، بحضور رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية المشرف العام على المنتدى، الشاعر خالد الظنحاني.

مكتبة محمد بن راشد

نوّه الكاتب والناشر جمال الشحي، بمشروع مكتبة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي تعدّ المكتبة الأكبر عربياً، لاحتوائها على أكثر من ثلاثة ملايين عنوان، كما تمثل نواة للإبداع والمعرفة، وملتقى لكل المهتمين بالثقافة والعلوم، ومتحفاً للتراث وتاريخ الحضارة الإنسانية.

وتطرّق المشاركون إلى مفهوم الثقافة، وكيفية استشرافها المستقبل عبر التركيز على القراءة وصناعة الثقافة، ووضع آليات لتنمية المعرفة يمكن من خلالها تحقيق التنمية الشاملة، بما يحقق رؤية الحكومة الرشيدة في الوصول إلى سعادة المجتمع بمختلف فئاته، مشددين على أهمية تشجيع المجتمع على الانخراط في عالم القراءة عبر مجموعة من الحوافز، وبمساندة من الأسرة ومؤسسات المجتمع.

وأكد المشاركون أهمية التركيز على القراءة، من خلال المؤسسات الثقافية المنتشرة في الدولة، وتحفيز الدور التربوي الأخلاقي بين الشباب في المحافظة على قيم التسامح والاحترام النابعة من هوية الإمارات الثقافية، وتقاليد وتراث الأجداد، بهدف استشراف المستقبل.

تكريس القيم

من جانبه، أشار محمد عبدالله السلامي، إلى أهمية المجالس الرمضانية في إثراء الحوار بين أبناء الدولة، وتسليط الضوء على أبرز الموضوعات التي تهم المجتمع الإماراتي، فضلاً عن دورها في التأكيد على الوحدة الوطنية واللحمة بين أبناء المجتمع الواحد، مشيراً إلى ضرورة وضع محفزات للشباب تسهم في جذبهم إلى القراءة عبر تعاضد مؤسسات المجتمع التي تعمل على صناعة ثقافة وطنية تستشرف المستقبل. بينما أكد الكاتب محمد خميس دور الثقافة في تكريس القيم والمبادئ الوطنية، مشيراً إلى أهمية دعم الاعتزاز بالهوية الوطنية بين الشباب، والحفاظ على التراث والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة.

من جهته، قال الكاتب جمال الشحي إن «دولة الإمارات تمتلك العديد من المدن الثقافية ومعارض الكتب الدولية والمؤسسات الثقافية الحكومية والأهلية، التي تقوم بدور رائد في نشر الثقافة والعلوم، وإثراء الحركة الثقافية، وإحياء التراث الشعبي والمحافظة عليه»، مشيراً إلى إمكانية أن تصبح الإمارات منتجاً للثقافة في المستقبل القريب، إذا استمرت على نهج القيادة الرشيدة في تشجيع القراءة، ونشر الثقافة عبر المبادرات الوطنية الثرية والمتنوّعة.

الاستفادة من التجارب

أشار الشحي إلى أهمية الاستفادة من تطوير عمليات نشر الكتب، والاستفادة من تجارب الدول في دعم القراءة، مستعرضاً تجربة سنغافورة في هذا الإطار، من خلال وصولها إلى مجتمع قارئ عبر إنشاء المكتبات في كل مكان، ودعم مؤسسات النشر التي تتفاعل بشكل مباشر مع القارئ، من أجل عمليات التطوير المستمرة. من ناحيته، أكد الكاتب محمد المهري أهمية الثقافة التي غرست في الماضي، والتي استلهمت من أفكار المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحكام الإمارات، في إنتاج المعرفة والحفاظ على هوية الإمارات الثقافية، مستشهداً بكلمة الشيخ زايد: «من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل»، لافتاً إلى أن «حاضرنا اليوم هو نتاج ثقافتنا القديمة، ونتاج حاضرنا سيكون الملهم الرئيس لمستقبلنا». وشدد المهري على أهمية نقل الحوار إلى داخل المنزل بين العائلة الواحدة لتكريس الثقافة الإماراتية الأصيلة. وأضاف أن «الواقع يفرض علينا مجاراة التطور الحضري والتغيرات الاجتماعية المتلاحقة، ولا سبيل لذلك إلا من خلال الحفاظ على الهوية الوطنية، واتباع النهج الذي وضعته قيادتنا الرشيدة، بأن الثقافة هي التي تحقق الثراء المعرفي».

وأشار إلى أبرز المحفزات التي تساعد على القراءة، التي انطلق بها من الأسرة أولاً، ثم تحديد ماذا نقرأ؟ إضافة إلى أهمية العنوان وشكل الكتاب في عملية الجذب للقراءة.

تويتر