1000 صقر شاركت في المنافسات.. و«غيث» ظاهرة البطولة

«النخبة».. مسك ختام «فخر الأجيال»

صورة

في حلّة تراثية بهيجة، اختتمت، مساء أول من أمس، في منطقة الروية بدبي، النسخة الخامسة من بطولة فخر الأجيال للصيد بالصقور، التي نظمها على مدار 12 يوماً، مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، انطلاقاً من مطلع الشهر الجاري.

الناشئة في قلب الحدث

أكدت مديرة البطولات التراثية في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، أن البطولة ستواصل التجديدات، والانفتاح على الآراء التطويرية للبطولة في نسختها المقبلة، مضيفة لـ«الإمارات اليوم»: «رغم أننا ندور في فلك تراثنا المحلي، إلا أن البطولة استوعبت مشاركات خليجية وعالمية متعددة، ومع التمسك بالموروث فإن الجانب التقني في ما يتعلق بحسم نتائج المسابقات يعتمد على الأدوات الأكثر تكنولوجية وتقدماً في هذا المجال».

ورصدت «الإمارات اليوم» مشاركات متعددة لهواة من الناشئين قَدِموا بصحبة ذويهم، للمشاركة عبر فئات متعددة من بطولة فخر الأجيال.

واستقبلت البطولة 27 طالباً من مدرسة النخبة النموذجية في دبي، للاطلاع على مجريات البطولة، وغرس الموروث التراثي في نفوس الأجيال الصغيرة، وتعزيز هويتهم الوطنية منذ سن مبكرة، حسب سعاد إبراهيم درويش.


12

يوماً، تواصلت المنافسات التي اختتمت، أول من أمس، في منطقة الروية بدبي.

 ونسجت البطولة، الأحدث في كوكبة بطولات فزاع التراثية، والمخصصة لاستدعاء مهارة الصيد بالصقور، التي طالما ارتبطت بنمط حياة البادية الإماراتية، حالة كرنفالية مبهرة، ليمتد صيد الصقور موروثاً يسعى المركز إلى استدامته وإحيائه، وفق العديد من البطولات التي تغطي مختلف أنواع الصقور، وتستوعب أيضاً فئات عمرية مختلفة من الصقّارة المحترفين والهواة.

وعبر منافسات تجاوزت في مجموعها 1000 صقر من أفضل الطيور الماهرة والمدربة، استوعبت البطولة، التي شهدت تركيب الحلقات الذكية في مختلف المسابقات للطيور المشاركة، فئات عدة.

وخصصت فعاليات اليوم الختامي للمنافسات الختامية لأرفع فئات المنافسة، وهي «النخبة»، التي جاءت بمثابة مسك ختام المنافسات، عبر تحقيق العديد من الأرقام القياسية، والأداء المميز للصقور المشاركة، في حين تم تكريم أبرز الصقور الذي حظي بمتابعة خاصة من قبل رواد البطولة، وإشادة اللجنة المنظمة، وهو الصقر «غيث» لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، إذ انفرد الصقر «غيث» بثنائية نادرة حينما حقق رقمين متقدمين جامعاً بين مهارة الصيد الحي والتلواح.

وتوجت اللجنة المنظمة الفائزين بالمراكز الأولى في «النخبة»، و«فخر الأجيال» لصيد الصقور، وتقدم المكرمين الصقر «غيث» الذي حقق المركز الأول في فئة حر وحش محلي، في مشاركتين هذا الموسم، وتسلم «كأس» المركز الأول، سهيل الكندي.

وقالت مديرة إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، لـ«الإمارات اليوم» إن الصقر «غيث»، تمكن من لفت الأنظار إليه بقوة خلال البطولة، ليترسخ بمهارته وتدريبه الرفيع، كونه الظاهرة الأبرز في البطولة، باعتباره أنموذجاً يحتذى في ما يتعلق بتقنيات التدريب، لاسيما بعد أن تمكن من تحقيق رقمين مميزين في بطولتين، غالباً ما يتم الدفع فيهما بصقور مختلفة، لصعوبة الجمع بين مهاراتها مجتمعة.

ورأت أن البطولة - الأحدث في كوكبة بطولات فزاع، التي انطلقت بالأساس بتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، حرصاً من سموه على تقديم الدعم لكل ما من شأنه حفظ وصون موروثنا المحلي - أصبحت تحظى بإقبال محلي وخليجي ملحوظين، وشهدت بشكل دوري تطورات قياسية في مستويات المشاركة على الصعيدين الكيفي والكمي.

وتابعت درويش: «رسخت (فزاع للصيد بالصقور) مكانتها بطولةً محلية تراثية، أبطالها متسابقون حريصون على استمرارية موروث إماراتي ينطوي تحت مظلة صون التراث الثقافي غير المادي في الدولة، وبعد نحو عقدين من الزمن، تغيرت المعايير، ولم تعد البطولة تقتصر على المشاركات المحلية، فقد شهدنا زيادة ملحوظة ونوعية في المشاركات الخليجية، ونسبة أكبر من المشاركين الأجانب بالمقارنة مع السنوات الماضية».

وأوضحت درويش أن بطولة النخبة هذا العام أصبحت فئتين للشيوخ، وفئتين للعامة، وشملت المراكز الثلاثة الأولى، لتكون الحصيلة 12 فائزاً تم تكريمهم في الحفل الختامي، الذي أقيم بالروية فور انتهاء بطولة النخبة.

من جانبه، أكد رئيس اللجنة المنظمة لبطولات فزاع للصيد بالصقور، سويدان بن دميثان، أن الموسم الحالي خرج بالعديد من الإيجابيات والمكاسب، في مقدمتها الالتزام من الصقارين المشاركين، الذي كان له بالغ الأثر في تسهيل مهمة اللجنة المنظمة، وعكس المستوى المرتفع للمشاركين عاماً بعد عام، مضيفاً: «المنافسة كانت على أشدها طوال أيام البطولة، والنتائج المتقاربة للغاية بين أصحاب المراكز الأولى».

وأوضح أن العوامل الجوية أسهمت في النجاح أيضاً، موضحاً: «لم نواجه رياحاً قوية على مدار أيام البطولة، وتم التعامل مع العوامل الجوية بكل حرفية، اضطررنا إلى تأجيل يوم واحد فقط بسبب الأمطار، فيما سارت بقية الأيام بكل سلاسة وأسهم ذلك في تسجيل هذه الأرقام المميزة».

من جهته، أشاد الصقار، أحمد الرميثي، الذي فاز بالطير الذي يملكه هزاع محمد إبراهيم محمود، بالمركز الأول فئة الجرانيس في بطولة النخبة، بالمستوى الفني للبطولة، مضيفاً: «حصدنا لقب النخبة مرتين في الماضي، وبفضل الله استعدنا اللقب هذا الموسم، إذا غامرنا بأفضل الطيور وأسرعها واخترنا الصفوة للسباق».

بينما أبدى الصقار، خليفة بن مجرن، إعجابه الشديد بحسن تنظيم البطولة هذا العام. وقال: «شاركت في أول بطولة منذ نحو عقدين من الزمن، عندما بدأ سمو ولي عهد دبي بفكرة صون إرث الدولة الثقافي المتمثل في الصيد بالصقور، وكانت البطولة آنذاك بأعداد بسيطة من المشاركين ولم تكن هناك أي بطولات أخرى على الساحتين المحلية والإقليمية، ودهش الجميع بما قدمناه من أداء، ومع مرور الوقت احتلت هذه البطولات مكانتها حول العالم، وانتشرت من خلال البطولات التي يتم تنظيمها عاماً تلو الآخر بمستويات عالية، وتطورت لتواكب أفضل البطولات الدولية».

تويتر