يجمع الفنون الأدائية والتشكيلية والتقليدية لشعوب العالم

مهرجان الشيخ زايد التراثي.. الحضارات تتصافح في عاصمة الإمارات

صورة

يمثل «مهرجان الشيخ زايد التراثي 2016» الذي تقام فعالياته في الوثبة بأبوظبي، وتستمر حتى بداية يناير المقبل، ملتقى للحضارات والثقافات من مختلف أنحاء العالم، حيث يضم المهرجان أجنحة لـ17 دولة تجسد التراث الخليجي والعربي والعالمي، بكل ما يحمله هذا التراث من مفردات وتجليات، مثل المنتجات اليدوية والملابس والحلي التقليدية والأكلات الشعبية.

«السياحة والثقافة».

تشارك هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في «مهرجان الشيخ زايد التراثي 2016» بجناح يجسد التراث الإماراتي بشكل واقعي أمام الزوار، بما يضمه من محال للمنتجات اليدوية للأسر المنتجة، وأخرى تعرض منتجات حرفيات الهيئة من السدو والخوص والعطور والدخون والملابس التراثية القديمة.

وتتصدر الجناح الحظيرة التقليدية القديمة التي تحضر فيها القهوة العربية وتقدم واجب الضيافة لزوار الجناح والمهرجان. كما يضم الجناح مجسماً لبيت العين التقليدي القديم يمكن لزوار المهرجان التجول في ساحته وبين مكوناته، إذ يتكون من ساحة كبيرة بها نافورة ماء تصب مياهها في خور صغير موصول بالبئر «الطوي»، وعلى جانب ساحة البيت تأتي غرفة المنامة يجاورها المجلس التراثي القديم وما يضمه من جلسات أرضية وصور قديمة، وفي أحد أركانه طاولة تحمل أدوات إعداد القهوة العربية للضيوف.


فنون إماراتية

يزخر مهرجان الشيخ زايد التراثي 2016، بألوان مختلفة ومتنوعة من الفنون التي تعبر عن الهوية الوطنية الإماراتية وتراث الدولة وتنوعه، وهي فعاليات لا يكاد يخلو منها ركن من أركان المهرجان، بحيث يتمكن زوار المهرجان من مشاهدة هذه الفعاليات والتفاعل معها، فهناك عروض الفنون الشعبية التي يقدمها بنات وأولاد يرتدون الازياء الوطنية والشعبية، وعروض اخرى تقدمها فرق متخصصة في الفنون الشعبية.

كذلك تتضمن الأجنحة الرسمية العديد من العروض والورش الفنية، بعضها يعبر عن جوانب من التراث الاماراتي، والبعض الاخر تم تسخيره ليقدم معلومات ويحقق اهدافاً تعليمية للزوار، ومن هذه الاجنحة جناح «ذاكرة الوطن» التابع للأرشيف الوطني، وكذلك جناح مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الانسانية، الذي يتضمن مركزاً لورش الفنون تشارك فيه مجموعة من السيدات الإماراتيات يقمن بتعليم الحرف اليدوية التراثية للزوار، مثل السدو والتلي والخوص. كما يستضيف الجناح الفنانة التشكيلية ومصممة المجوهرات، عزة القبيسي.

وللفنون الشعبية مساحة مهمة ضمن فعاليات المهرجان، باعتبارها عنصراً بارزاً من عناصر التراث، فلا يكاد يخلو جناح من أجنحة الدول المشاركة من شكل أو أكثر من الفنون التي تعكس تراث الدولة التابع لها، وتقدم للزائر لوحات جمالية تتداخل فيها مختلف الحضارات والثقافات.

وتتضمن فعاليات المهرجان اليومية العديد من الفنون الاستعراضية والأدائية التي تقدمها فرق شعبية تنتمي للدول المشاركة، وترتدي خلالها الملابس التقليدية التي يعود تاريخها إلى عصور قديمة، حتى باتت تمثل رمزاً من رموز البلد أو مناطق وأقاليم منه، وكثيراً ما ترتبط الرقصات الشعبية بقصص أو مواقف تنتمي إلى تاريخ الإقليم الذي تعبر عنه وتراثه وطبيعته الجغرافية والثقافية، وهو ما يخلق حالة من التنوع الواضح في طبيعة هذه الفنون ومضمونها، وكذلك في الآلات الموسيقية التي تعتمد عليها، حيث تعتمد بعض العروض على موسيقى صاخبة وقرع الطبوع، والبعض الآخر يصاحبه زغاريد أو صيحات ذات إيقاعات مميزة، وتقدم بعض الرقصات على إيقاعات أقدام الراقصين أو التصفيق. كذلك تعد الملابس الفلكلورية عنصراً إضافياً من عناصر الإبهار في الاستعراضات التي تقدم يومياً على مسرح المهرجان في الساحة الرئيسة أو على المسارح الصغيرة التي تتوسط الأجنحة.

الفنون التشكيلية أيضاً حاضرة في المهرجان، فلم تقتصر المعروضات في أجنحة الدول المشاركة على المنتجات التراثية فقط، فكثيراً ما يرى الزائر مساحة لعرض لوحات فنية لفنان معين او مجموعة من الفنانين ترتبط موضوعاتها بالموضوع العام للمهرجان وهو التراث ومفرداته، مثل معرض الفنان الروسي إيفان، الذي يتصدر الجناح الروسي، ويضم أعمالاً مميزة من حيث الاسلوب الفني الذي استخدمه الفنان في تنفيذها أو من حيث الموضوعات، فقد استخدم الفنان أسلوب الحفر على سطح خشبي مصقول باستخدام الطلاء الذي يستخدم في طلاء السيارات. بينما استمد إيفان موضوعات لوحاته من زيارته لدولة الإمارات منذ ما يقرب من عام واستمرت ثلاثة أسابيع. ولعل اكثر ما يلفت النظر إلى أعمال الفنان هو أسعارها، حيث عرضت لوحة تجسد جامع الشيخ زايد في أبوظبي، وحملت عنوان «القلب» بمبلغ 99.900 دولار، وعرضت لوحة «الروح» التي تجسد فتاة عربية تغطي وجهها ولا يبدو منه سوى عينيها بمبلغ 33 ألف دولار، وبلغ سعر لوحة «قبل» التي يظهر فيها رجل يمتطي جملاً 30 ألف دولار، وبسعر مقارب بلغ 29 ألف و900 دولار؛ عرضت لوحة «القوة» التي يتصدرها جواد يعدو، في حين بلغ سعر لوحة «الهدف» 27 ألف دولار، وهي تجسد قافلة تسير في ليل الصحراء مسترشدة بالنجوم في إشارة إلى القادة الأوائل الذين وضعوا النهوض والتقدم هدفاً أمامهم، واستطاعوا بالفعل تحقيقه بكل عزم وإصرار. ومن المتوقع ان ينظم الفنان الروسي معرضاً له في أبوظبي في أبريل المقبل.

وتتضمن أجنحة دول، مثل الهند وباكستان، الكثير من المنسوجات كقطع السجاد والشالات والأغطية، التي تمثل لوحات فنية ذات طابع تراثي جميل، تم تصنيعها يدوياً وزينتها مناظر طبيعية تعبر عن البيئة في تلك الدولة، أو أبرز المعالم المعمارية والسياحية بها، أو تروي واحدة من القصص والأساطير التي تتداولها الأجيال هناك.

تويتر