مواطن يُطلق قناة متخصصة بالكتب على «يوتيوب»

الجابري: «نهر الكتب».. 3 دقائق لإثراء المحتوى العربي على الإنترنت

الجابري أطلق قناة متخصصة بالكتب معتمداً على ماله الخاص وأشرف بنفسه على الإعداد والتقديم وقيادة فريق من الشبان المصورين والتقنيين المحترفين. من المصدر

لا يخشى الإماراتي خالد الجابري المسالك الصعبة، فقد ظل انتقائياً في خياراته، مثابراً على أهدافه التي دفعته بعيداً عن ريادة الأعمال وتجارة التجزئة والتوزيع، لتضعه على مشارف الثقافة والفكر وحس المسؤولية الإنسانية العالي الذي امتلكه خالد، وأثبت به قدرته على تغيير وجه الواقع والمساهمة في جهد تجذير الثقافة والفكر في المجتمع، وتكريس مفهوم المعرفة كأسلوب حياة أثبتته تجربة «نهر الكتب»، مشروع قناته الخاصة على «يوتيوب».

 

فرصة تطوعية

إيثار السعدي متطوعة متخصصة في العلاقات العامة تحدثت عن كيفية دعمها للمشروع قائلة: «أعمل مع برنامج نهر الكتب في مجال التسويق والعلاقات العامة لإيماني بفكرته ورسالته العظيمة، ولحماسي البالغ في المشاركة في جهد دعم مبادرات عام القراءة، كما أني من المهتمين بإثراء المحتوى العربي على الانترنت خصوصاً المحتوى الهادف الذي ينتمي إلى فئة (المحتوى الترفيهي والتعليمي)».

مضيفة «اضطررت للاستقالة من عملي قبل عام، وذلك للجلوس مع ابنتي والقيام على تربيتها في سنواتها الأولى، وحتى لا أخسر خبرتي ومرونتي في العمل بت أبحث عن فرص تطوعية لتعبئة وقتي وممارسة خبراتي من المنزل، وكان (نهر الكتب) إحدى هذه الفرص التي أفخر بها وأتمنى أن أنمو معها، وسأسعى لتطويرها مادمت استفدت منها في تطوير مكتبتي الشخصية في مختلف المجالات المعرفية التي يغطيها البرنامج».

ماذا نقرأ

لا تجيب مبادرة «نهر الكتب» على سؤال «لماذا نقرأ» بقدر ما تركز على سؤال «ماذا نقرأ»، ما جعلها كفيلة بطرح قائمة من المقترحات الممكنة والمتاحة لإصدارات قد تنسجم مع بعض اهتماماتنا وتحقق لنا الفائدة المرجوة، فتغنينا بالتالي عن عناء البحث الطويل عنها بين رفوف المكاتب، وعن آليات اختيار أمهات المصادر المعرفية، يقول الجابري: «أنا أقرأ منذ أكثر من 10 سنوات، وهذا ما جعلني مطلعاً على مئات الإصدارات في مختلف الميادين والمجالات، لكن هذا الأمر لا يلغي اعتمادي على أهل الاختصاص لانتقاء أفضل الخيارات، إضافة إلى جهد البحث الشخصي الذي أكرسه على الانترنت لتحصيل المصادر والمراجع الأساسية المتوافقة مع شرائح القراء المستهدفة».

«نهر الكتب»

مشروع قناة متخصصة بالكتب أطلقها خالد، معتمداً على ماله الخاص وأشرف فيها على عملية الإعداد والتقديم وقيادة فريق من الشبان المصورين والتقنيين المحترفين في عمليات تصوير التقارير الخارجية، التي أظهر فيها خالد حرفية وإتقاناً ليسا غريبين على شخص اعتاد المنابر التعليمية والملتقيات العامة التي وصفها قائلاً: «اكتسبت بعض هذه الثقة مع الوقت وبفضل ما قدمته من دورات تدريبية ومحاضرات في الإدارة والعلوم الانسانية أهّلتني لاحقاً إلى تجاوز الخوف، لكن الكاميرا كانت أمراً لم أتعوده بعد، فكان لدي خياران: إما أن أقوم بإعداد هذه الفيديوهات بشكل شخصي ومجاني أو أن أستعين بفريق عمل متخصص مقابل مبلغ مالي محدد من أجل الحصول على منتج يحقق الاستفادة العامة ويضمن استمراريته».

وعن دوافع إطلاق هذه القناة تابع «بعد الإعلان عن مبادرة عام القراءة واعتمادها نهجاً جديداً للمعرفة في الدولة، كان من الضروري استحداث هذه المبادرة الثقافية التي انكببنا على إعدادها منذ شهر فبراير الماضي، لنطلقها في شهر سبتمبر 2016».

فعل ثقافي

كان الهدف من هذا البرنامج الشبابي «نهر الكتب» دعم المبادرة التي أطلقتها القيادة، والمساهمة في تكريس هذا الجهد العام بين مختلف فئات المجتمع الإماراتي، للوصول إلى تحقيق أهداف تجذير القراءة في العادات اليومية للأفراد، أما الهدف الثاني فتمحور حول إثراء المحتوى العربي على الانترنت، لقلة المراجع الناطقة باللغة العربية على محركات البحث، وصعوبة تحصيل محتويات مفيدة وثرية أثناء عمليات البحث الطويلة، لذا حاول البرنامج الجمع بين المحتوى المفيد والسهل والنجاعة المتطلبة في تحصيله، حيث يمكن ملاحظة قصر المدة المخصصة لكل حلقة التي لا تتعدى الثلاث دقائق، إذ يعد «نهر الكتب» الآن برنامجاً شبابياً يثري المحتوى العربي ثقافياً عبر عرض ثلاثة كتب في ثلاث دقائق يسلط فيها الضوء على موضوع موحد.

تكريس النجاحات

عن طريقة وصوله إلى الناس ودور المنصات الالكترونية والاجتماعية في دعم وترويج الفكرة، قال الجابري: «سعيدون بتحقيق نسبة مشاهدة جيدة، إذ تجاوزنا اليوم الـ30 ألف مشاهدة في فترة لا تتعدى الشهرين، وهو رقم ريادي مقارنة بقطب المحتويات الترفيهية المهم الذي بات اليوم مستحوذاً على أكبر وأعلى نسب المشاهدة، كما هو تكريس واضح لنجاح هذه التجربة، ودليل على عمق وثراء مضامينها المعرفية التي غدت منتشرة ليس فقط على صعيد دولة الإمارات ودول الخليج فحسب، بل على جزء مهم من الوطن العربي، خصوصاً منطقة المغرب العربي». ويتابع «أنا فخور اليوم ليس فقط باجتذاب جمهور عريض من المهتمين بمحتويات الكتب، بل بمقياس الجودة التي فرضها هذا النوع من الجمهور، الباحث عن مواطن المعرفة ومشارب الثقافة والفكر من مختلف الأعمار والجنسيات».

منصات رائدة

على عكس التوقعات، اجتذبت المضامين التي قدمتها قناة «نهر الكتب» جمهوراً واسعاً من المهتمين والمتابعين المتعطشين إلى هذه «الفسحات الفكرية الذكية» التي استعرضها الجابري مباشرة على قناته على «يوتيوب»، ودعمها بمجهود شخصي وصفه بالقول: «لقد عمدت إلى دعم وتثبيت تجربة (نهر الكتب) على مختلف منصات التواصل الاجتماعي المتاحة، من خلال محاولة الاستفاضة في شرح وتقديم المزيد من تفاصيل بعض الكتب التي تم التطرق إليها سابقاً بشكل معمق؛ يضمن تعميم محتوياتها وزيادة مستوى الاستفادة منها، وذلك على مختلف حساباتي الأخرى على الانترنت، مثل موقع (سناب شات) الذي يتيح لي وقتاً يمكن أن يصل إلى ست دقائق كاملة أخصصها لموضوع كتاب واحد».

آليات ذكية

اعتمد خالد لنشر فكرته على ما أتاحه له وقته وإمكاناته الشخصية، فكانت المنصات الاجتماعية رافداً حقيقياً لنجاحاته الصغيرة وأهدافه الكبيرة التي ابتدأها بشكل كبير على حساباته الشخصية على «انستغرام» و«تويتر»، التي خصصها لاحقاً لنشر محتويات البرنامج وتسويق مضامينه الفكرية، وعن آليات إقناع الجمهور بمشروعه، يقول: «قد لا يتبادر إلى أذهاننا في ظل زخم الحياة العصرية ونسقها السريع والمزدحم أن الكثير منا باحث عن الفائدة ومثابر في تحصيلها، وهذا ما حاولت المراهنة عليه في البداية عند إطلاق المشروع، ففوجئت بتقبل الجمهور واهتمامه، كما حفزتني الشراكات التفاعلية التي أبداها بعض الأصدقاء لدعم وإنجاح المبادرة ونشرها على نطاق أوسع».

تويتر