عتاب لأهل المهنة في «باب النجار مخلع»

الدكتور منصور عشق خاص للبالطو الأبيض والقلم

صورة

أقرب الكتابات - وربما أخلصها - تلك التي تشعر القارئ بأنه يجالس صديقاً يحدثّه، وليس مثقفاً متعالياً يُملي عليه أوامره.. و«باب النجار مخلع» من الصنف الأول، إذ يمتلك مؤلفه سماعة وبالطو أبيض، وقلماً ربما باللون نفسه، يعرض تجارب صاحبه، وينطلق من الخاص، ليصل إلى العام، بلا ادّعاء للحكمة، رغم أن مهنة حامل ذلك القلم يطلق عليها في بلدان عدة لقب «الحكيم».

لا يقنع صاحب كتاب «باب النجار مخلع» د. منصور أنور حبيب، بالتشخيص بسماعة الطبيب، بل يعمل على توسيع الدائرة، والمداواة بالكلمة، منطلقاً من عشقين: طب الأسرة الذي تخيره تخصصاً دقيقاً ونادراً في هذه المنطقة من العالم، ومحبته للحرف، منذ أن كان يعدّ أيام الأسبوع، وينتظر أن يأتي الأربعاء؛ لكي يطالع المجلة التي كان يحملها الوالد إليه، ومن يومها يحلم بكتاب يجمع ما يخطه قلمه هو الشخصي، بعنوان جذاب، تحقق مع «باب النجار مخلع» المحفّز على المطالعة، و«نشر كرات الدم الإيجابية» والتفاؤل؛ ولعل تلك هي غاية المؤلف، بالإضافة إلى التوعية، وهو ما تعزف عليه المقالات الواردة في الكتاب الذي يقع في 167 صفحة، وصدر عن دار نوفا بلس.

جرعة من الثقافة الطبية المبسّطة، يمررها الدكتور منصور، من واقع خبرة وممارسة فعلية، يتحدث عن «الفيروس الذي يدخل الجسم بتأشيرة زيارة»، أو «الناقلات الحميدة.. والخبيثة للكوليسترول»، و«الأصدقاء الخمسة» للقلب، وغيرها من النصائح الصحية التي تأتي في سياق خفيف لا يفزّع، وفي الآن ذاته لا يقلل من شأن الحيطة وتحصين الجسد.

بين سطور الكتاب عشق خاص للمهنة (الطب)، لكنْ ثمة عشق آخر مقدم، هو الوطن «الذي أعطى الغالي لشعبه»، وفي القلب منه دبي، التي يتخليها الكاتب في فبراير 2021، مدينة مستقبل يتباهى بها أمام صديق «مفترض» سيحل ضيفاً عليها قبل انتهاء «إكسبو 2020».

ويركز صاحب الكتاب بشكل خاص على قيم «الحكمة والطب»، التي ينبغي ألا يغفل أهلها عن شيء فيها، وأن «الإنسان جسم وروح، وإذا ارتاحت الروح وارتوت من المعاملة الطيبة، يستجيب الجسم ويرتاح. ولماذا نذهب بعيداً فديننا هو دين المعاملة. عندنا يعذر بعض العاملين في الحقل الصحي بضغط العمل والمناوبات، كسبب للمعاملة الباردة تجاه المرضى والمرتادين، لكن أليس الممرضون ملائكة الرحمة والبلسم الشافي؟ الابتسامة الصادقة والمعاملة اللينة لهما أثر السحر في استجابة المريض والمرض أيضاً».

لا يغيب تحليل الطبيب للداء، ومحاولته وصف العلاج له، تلك هي حال معظم كتابات منصور حبيب، حتى لأهل المهنة التي ينتمي إليها، حتى إن عنوان الكتاب يقصد بعض ممارساتهم بشكل خاص، يدعو «النجار» إلى الانتباه إلى بابه المخلع، فيدق جرس إنذار لأولئك الذين يتجمعون عند مخرج الطوارئ: «أصحاب المعاطف البيضاء متكدسين في الزاوية، نافثين دخان السجائر كأنهم يعطرون المكان لاستقبال المرضى! الرياضة والحركة لهما من المنافع ما لا يُعدّ ولا يحصى، أما معشر الأطباء ما عدا بعض الهوايات عند البعض، مثل كرة القدم أو السلة، فلا توجد لديهم أجندة واضحة في جعل الحركة أسلوب حياة.. يقول المثل (فاقد الشيء لا يعطيه).. كيف للطبيب أن ينصح بمحاربة السمنة وهو لا يستطيع الإحساس بمعنى الرشاقة؟ وكيف للطبيب التأكيد على الابتعاد عن الدهون الضارة ووجباته اليومية لا تخلو منها؟ وكيف له التحدث في الندوات عن مضار التدخين ولديه زاويته الخاصة مع (الشيشة اليومية)؟!».

يشار إلى أن المؤلف الدكتور منصور أنور حبيب، استشاري طب الأسرة والصحة المهنية، أول طبيب مواطن من دبي يجمع بين تخصص طب الأسرة، وتخصص الصحة المهنية، وهو من الكتاب النشطين في الإعلام الصحي.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر