أطلق كتابه الجديد الذي قدَّمه الرئيس الأسبق جيمي كارتر

خلف الحبتور: «هل من يصغي»؟

صورة

بلهجة تحذيرية أشارت إلى الأضرار الشديدة التي تسببت فيها السياسات الخارجية المضللة في الشرق الأوسط، ودور إيران أصل المشكلة، وما يحيق بالعالم العربي من مخاطر حالية حقيقية، أطلق رجل الأعمال خلف أحمد الحبتور، أول من أمس، بحضور حشد كبير من الشخصيات المهمة وممثلي وسائل الإعلام المحلية والعالمية كتابه الجديد «هل من يصغي» في فندق «سانت ريجيس» بدبي، وقدم الحبتور في كتابه الجديد، خلاصة مقتضبة لما يجري حالياً في منطقة الشرق الأوسط بسبب السياسات الخارجية الفاشلة، مسلطاً الضوء على الأوضاع الراهنة للبلدان التي تعمها الفوضى في المنطقة، والنصائح الخاصة بصناع السياسات الخارجية وسبل الخروج من المستنقع، في الوقت الذي أورد الكاتب جملة من الانتقادات للإدارات الغربية بسبب مساهمتها في تعزيز موقع إيران، وتمكين الجماعات الإرهابية جراء الحرب غير المشروعة في العراق.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/10/548764.jpg

خلف الحبتور:

«لم يعد بإمكاننا التعويل على الغرب ينبغي على الدول الإسلامية وغير الإسلامية أن ترص صفوفها».

جيمي كارتر:

«واثق أن الحبتور سيستمر في التعبير عن آرائه في مسعى لجعل عالمنا مكاناً أفضل».

التهديدات المحدقة بالعالم

قال الدكتور جون ديوك أنطوني، الرئيس المؤسس والرئيس التنفيذي للمجلس الوطني للعلاقات العربية ـ الأميركية، إن الحبتور يعرض، من جديد في كتابه «هل من يصغي»، «التحذيرات التي وجهها إلى قادة العالم بشأن التداعيات والمضاعفات الناجمة عن الأخطاء والإخفاقات التي ترتكبها القوى الغربية العظمى في سياساتها الخارجية، فضلاً عن القيود والشوائب العربية، وينبه إلى أن التهديدات الأكبر المحدقة بعالمنا اليوم سببها إما تقاعس صناع السياسات وإما قراراتهم الخاطئة وما يترتب عنها من تداعيات تترك أثراً عميقاً في المشهد العام»، ويضيف «لكن من جملة المسائل التي يسلط عليها الضوء في مقالاته سبب عواقبها المأساوية (غياب القرار الأميركي الحاسم) كما يقول، في مواجهة واحد من المجرمين الأكثر همجية في عصرنا ـ الرئيس السوري بشار الأسد.. وتمكين إيران، راعية الإرهاب في العالم».

ويأتي الكتاب الجديد في 394 من القطع المتوسط، ويتضمن تقديماً للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، ومقدمة للدكتور جون ديوك أنطوني الرئيس التنفيذي للمجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية، فيما ينقسم الكتاب إلى جزأين أساسين يتناول الكاتب في أولهما مشكلة إيران في «إيران أصل المشكلة» من خلال ثلاثة محاور أساسية تسلط الضوء على مخاطر التلاعب الإيراني بالعالم، والسياسة الداخلية واضطهاد الأقليات، فيما يفرد فصلاً خاصاً للحديث عن إيران والتهديد النووي وخطر التحالفات الجديدة.

في المقابل، يخصص الحبتور مساحة جيدة للجزء الثاني الذي يتناول العالم العربي والمخاطر الراهنة التي تهدد بتدمير الشرق الأوسط، ويتوقف عند دمار مهد الحضارة وسقوط العراق، والإبادة الجماعية الحاصلة في سورية من خلال بلد دمره قائده، مروراً بالنزاع والفقر في اليمن، ولبنان وأعباء المجتمع المتسامح، ومسارات السلام في فلسطين، والثورة في مصر والطريق الطويل إلى المعافاة، وصولاً إلى مجموعة الخطب الرئيسة التي ألقاها الكاتب في المحافل والمناسبات الدولية لإسماع الصوت العربي، أهمها ما تم في القمة العربية الأميركية للتجارة والتعاون والمجتمع أكتوبر 2014، وفي حفل إطلاق مبادرة «مسارات نحو السلام في مركز برونل إيلينوي كولدج»، والمؤتمر السنوي الـ24 لصناع السياسات الأميركي العربي، وفي منتدى العربية للحوار الدولي في الإمارات العربية المتحدة.

ودعا الحبتور إلى مبادرة للتحرك «إذا لم تتم سريعاً، أخشى على مستقبلنا جميعاً، كفى جلوساً مكتوفي الأيدي وترقب المعجزات»، وأضاف «لم يعد بإمكان العالم العربي التعويل على الغرب، ينبغي على الدول الإسلامية وغير الإسلامية أن ترص صفوفها مع مجلس التعاون الخليجي لمحاربة هذا الوباء الغريب الذي لا يقطع أوصال منطقتنا وحسب، بل يشكل أيضاً تهديداً يتخطى حدود المنطقة، وقد يؤدي، في حال لم يتم التدخل لضبطه، إلى تعميق الانقسامات في عالمنا».

وفي تقديمه للكتاب الجديد، يقول الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر «خلال الأعوام القليلة الماضية، باتت تجمع بيني وبين خلف الحبتور علاقة صداقة شخصية، نتبادل الأفكار حول أحوال العالم ودور الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة في مواجهة هذه المسائل»، ويضيف «نحن متفقان على أن كوكبنا يواجه تحديات جمة، وعلى أنه غالباً ما يتم تجاهل هذه التهديدات، وفي حين أننا قد نتفق دائماً على الأسلوب الذي يجب اتباعه لرفع هذه التحديات، من الجيد أن نعلم أن الحبتور لفت الانتباه إلى القضايا الآنية والدعوة إلى التحرك. لا أحد يعلم ماذا ستحمل الأعوام القليلة المقبلة لكنني على ثقة من أن خلف الحبتور سيستمر في التعبير عن آرائه كي تصل إلى مسامع القادة في مسعى لجعل عالمنا مكاناً أفضل».

تويتر