نادي الإمارات العلمي يحتفي بـ 25 عاماً في فضــــــاء الابتكار

«ندوة الثقــــافة».. كاملة العدد بـ «علماء المـــستقبل»

معرض الاختراعات والابتكارات والمواهب ضم نتاج الدورة الصيفية للنادي العلمي. تصوير: تشاندرا بالان

في يوم مختلف لم يأتِ على وتيرة معظم ما تشهده فعاليات هذا المكان من أمسيات شعرية ومناقشة قضايا فكرية وأدبية وغيرها، اكتظت قاعة المؤتمرات في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، مساء أول من أمس، بمخترعين في عمر الزهور، ومن طلبة المراحل الدراسية المختلفة، في الحفل الختامي لفعاليات الدورة الصيفية العلمية، التي نظمها النادي العلمي بـ«الندوة».

وتأتي الدورة بالتزامن مع مرور 25 عاماً على تأسيس النادي، ظل فيها بمثابة فضاء للابتكار يتسع للمواهب الناشئة والشابة المواطنة، الذين رفدوا المجال بالعديد من المخترعات العلمية، وحاز الكثير منها بالفعل براءات اختراع، قبل أن يمثلوا الدولة في محافل مختلفة.

لقطات مع الإنجاز

حفل المعرض المصاحب للحفل الختامي للدورة الصيفية العلمية بالعديد من اللقطات الفوتوغرافية، التي التقطت لـ«علماء المستقبل» مع اختراعاتهم.

الفائزات بالمركز الأول الثلاثي كلثم ومريم سعيد الركن وأسماء أحمد الركن؛ أنجزن «الختم التلقائي»، الذي قلن عن أهميته إنه يسهل أداء الموظفين الرسميين، الذين قد يعرقل عملهم نتيجة استخدام الختم بالطريقة اليدوية التقليدية، إذ يؤدي الجهاز الجديد المهمة نفسها مختصراً الوقت والجهد.

المخترعات الصغيرات كشفن أن جهازهن الجديد احتاج إلى الاشتغال عليه نحو أربعة أيام، فيما أعربت كلثم التي تستعد للالتحاق بكلية دبي التقنية، عن أنها تأمل أن تتمكن من مواصلة تنفيذ أفكار أخرى لها في المستقبل.

«الشاحنة الذاتية»، جهاز آخر ابتكرته خولة الزعابي ومريم وهند طارش، إذ اشتغلت الفتيات على برمجة «الروبوت الآلي»، لتتمكن الشاحنة بشكل ذاتي من جمع القمامة وإيداعها المكان المناسب، وهي الفكرة التي فرضت نفسها عليهن حسب خولة الزعابي، بعدما راقبن الجهد الكبير الذي يقوم به عمال النظافة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/08/3560271.jpg


ابتكارات على مدار العام

قال رئيس مجلس إدارة النادي العلمي، الدكتور عيسى البستكي، إن أبواب النادي العلمي مشرعة للموهوبين وذوي المهارات على مدار العام، في مقره المعروف بدبي، يومياً، عدا الجمعة، من الخامسة حتى التاسعة مساء، في حين أن النشاطات تمتد في الفترة الصباحية أحياناً أثناء الدورات المختلفة.

ودعا أولياء الأمور إلى تشجيع أبنائهم على الانخراط في أنشطة علمية، لافتاً إلى أن الكثير من الاختراعات الكبرى تبدأ بفكرة أو ملاحظة قد تبدو بسيطة، لكنها تتطور مع اكتساب صاحبها مهارات البحث العلمي.
وأشار البستكي إلى أن الكثير من الأسماء الإماراتية المعروفة في هذا المجال، بدأت مشوارها في «النادي العلمي».

وحملت منصة التكريم في أكثر من مناسبة شقيقات أو أشقاء وكذلك أقرباء، وأصدقاء تعاونوا بجهود جماعية لإنجاز ابتكاراتهم، وهو ما بدا من أسماء المكرمين في أكثر من مناسبة، فالفائزات بالمركز الأول في فئة الابتكار كلثم ومريم سعيد الركن وأسماء أحمد الركن، اللاتي ابتكرن جهاز «الختم التلقائي».

وقال رئيس مجلس إدارة النادي العلمي، د.عيسى البستكي، لـ«الإمارات اليوم»، إنه تقدم للاشتراك في الدورة الصيفية العلمية، التي أقيمت على مدار شهر كامل، أكثر من 224 شخصاً، تم قبول العدد الأقصى الممكن استيعابه في إطار فعالياتها، وهو 107 أفراد.

وأضاف على الرغم من وجود مسابقة رسمية، فإن إدارة النادي العلمي تولي أهمية أكبر لتدريب المنتسبين، وإمدادهم بأساسيات مهمة تنمي مهارات الاختراع والابتكار لديهم، لاسيما أنه تمت إضافة فئة جديدة هذا العام لفئات التدريب تتعلق بـ«الروبوت»، كما أننا بصدد استحداث فئة أخرى تم عرض بعض الأفلام العلمية الخاصة بها للطلاب، وهي فئة «الطائرة بدون طيار».

معرض

«لا موضع لقدم»، كان عنوان تلك الفعالية التي حرص على حضورها ذوو المكرمين الحائزين المراكز الأولى ومنتسبي الدورة، بحضور رئيس مجلس إدارة الندوة سلطان صقر السويدي، والأديب عبدالغفار حسين، ونائب رئيس مجلس الإدارة علي عبيد الهاملي، إلى جانب د. عيسى البستكي. وحيث شملت الدورة ستة مجالات هي: (النجارة – الإلكترونيات – الكهرباء – الروبوت – الحاسب الآلي – الشطار الصغار).
واستبق الحفل بافتتاح معرض مشروعات ومنتجات المنتسبين للدورة الصيفية ضم أعمالاً تشكيلية ويدوية، وابتكارات علمية مختلفة.

وأشار البستكي إلى أن «لنادي الإمارات العلمي دوراً كبيراً في تنشئة نخبة من الشباب، وتدريبهم في مختلف النواحي العلمية، سيراً على نهج دولة الإمارات في تشجيع الابتكار والإبداع، فنحن نسعى إلى ما تصبو إليه الدولة والقيادة الحكيمة في عام الإبداع والابتكار».

وشدد على أن السلمية هي سمة جميع المخترعات والابتكارات التي تجد صدى واهتماماً من النادي، بما يتماشى مع الخيار الثابت للدولة في شتى المجالات، مضيفاً «نسعى من خلال هذه الابتكارات والاختراعات إلى خدمة الإنسان، ونتمنى من أبنائنا الطلبة والموهوبين استمرارية التواصل لصقل إمكاناتهم ومواهبهم، ليسهم النادي في هذا العمل الجليل، ودائماً يشجع النادي أبناءه على المشاركة في المحافل العالمية للاستفادة والنهل منها، ومحاولة استغلال وقت الفراغ لمزيد من المعرفة».

زيادة ملحوظة

من جانبه، أشار رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، إلى الزيادة الملحوظة في عدد المشاركين والمنتسبين في الدورة الصيفية للنادي العلمي هذا العام، فضلاً عن شمولها مجالات جديدة، وتطورها الملحوظ.

وأكد أن ندوة الثقافة والعلوم أولت منذ نشأتها اهتماماً بالإبداع والابتكار، من خلال لجنة الأنشطة العلمية التي بدأت أول برامجها في صيف 1988، بالمشاركة مع هيئة الشباب والرياضة، لافتاً إلى أنها كانت نواة لنادي الإمارات العلمي الذي أنشئ في 1990، وأولى اهتمامه لرعاية الموهوبين من هواة العلوم، من خلال أنشطة متنوعة منها (الحاسب الآلي – الفلك وعلوم البحار والبيئة – الميكانيكا والإلكترونيات – الكيمياء – النجارة والزخرفة والتصوير)، ودأب على وضع أنشطته في الإطار العلمي والاجتماعي المميز».

وتابع السويدي: «25 عاماً من العطاء العلمي والفني والإبداعي في النادي العلمي، أخرجت أجيالاً وأجيالاً من الموهوبين والمهتمين، الذين يزخر بهم وطننا الغالي، وترعاهم قيادتنا الحكيمة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وتوجههم وتقودهم طموحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأصحاب السمو حكام الإمارات وأولياء العهود وشعب دولة الإمارات، لتوظيف الطاقات الشابة مستقبلاً، لما فيه خير الوطن وزرع روح العمل والإبداع». وشدد على أن ندوة الثقافة والعلوم تغرس روح الوطنية والعمل والابتكار بين أبنائها كجزء من العمل الوطني المنوط بها لخدمة الدولة، مشيداً بجهود الدكتور عيسى البستكي والقائمين والمشرفين على الدورة، مشيراً إلى أن تلك الجهود تكاملت مع جهود أولياء الأمور وذوي المنتسبين للدورة.

تويتر