جدارية هندسية دشّنها هشام المظلوم على الـواجهة البحرية ضمن «صيف الفنون»

143.5 متراً مربعاً من الألوان في «قلب الــشارقة»

صورة

دشّن رئيس مجمع الشارقة للآداب والفنون، هشام المظلوم، أول من أمس، الجدارية الفنية الهندسية للفنان الأميركي مات دبليو مور، على الواجهة البحرية لرواق الشارقة للفنون «بيت الشامسي» في منطقة الفنون في قلب الشارقة، ضمن فعاليات الدورة السادسة لمهرجان «صيف الفنون 2015»، الذي ينظمه المجمع.

سيرة فنية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/07/8ae6c6c54e486ff2014edaafd5d21957.jpg

عمل الفنان مات دبليو مور، قيّماً للعديد من المشروعات، مثل مشروع جداريات آرت بازل ميامي بيتش، إضافة إلى مشروع اللوحات الجدارية المنفذة على طول ممرات فندق برشلونة فينسي. وتعدّ الأماكن والمواد غير المألوفة، إضافة إلى مواعيد التسليم النهائية، من المحفزات الرئيسة لمور. وبالنسبة لمعظم مشروعاته، وتعاونه مع المعارض الفنية، فهو يصل إلى موقع العمل خالي الوفاض، حيث يتخذ منه مكاناً للإقامة، كما فعل في باريس أو ساو باولو أو سينسيناتي، مبتكراً خلال إقامته جداريات خارجية ولوحات فنية منفذة على الطرق.

وتتناول العديد من مشروعات مور الدمج ما بين الفن والتصميم، التي غالباً ما تشتمل على عمليات تعاونية مهمة. وتتضمن هذه العمليات مبادراته الخاصة، مثل خط الأزياء الخاص به وخط الأدوات المنزلية، إضافة إلى مشاركته في مشروعات عدة، مثل مشروع المنحوتات الخارجية الملوّنة، كما في أسبوع موسكو سريتينكا للتصميم، ومشروع الرسومات المنفذة آلياً.

حضر التدشين جمع من أساتذة الفنون والمنتسبين لمراكز الفنون والإعلاميين ومحبي الفنون الجميلة.

وذكر بيان للمجمع أن «الجدارية تتميز بحجمها الكبير، حيث تبلغ مساحتها 143.5 متراً مربعاً، وتحتوي على فنون التصميم الفني من الخطوط المستقيمة والمتقاطعة، حيث تحمل في طياتها الشعار الدولي العالمي لـ(إعادة التدوير) ممتزجاً مع خطوط وألوان الجدارية».

ويأتي العمل الفني ضمن موضوع «إعادة التدوير»، الذي اختاره المجمع للدورة السادسة من «صيف الفنون»، ليربط بين الفن والبيئة، في إشارة إلى أهمية إعادة التدوير في الحفاظ على البيئة وتعزيز التنمية المستدامة.

وأضح البيان أن «الفنان يحاول أن يلفت انتباه الجمهور إلى دور الفنون، خصوصاً فنون التصميم في إعادة التدويرو في الاستفادة من المواد والمخلفات التي تؤثر سلباً في البيئة، لاستخدامها في إنتاج أعمال فنية تضفي لمسات جمالية، وتسهم في الوقت ذاته في الحفاظ على البيئة».

كما يعدّ هذا العمل الفني من المعارض الدولية المشاركة في «صيف الفنون» وجميعها تعرض في الهواء الطلق ومواقع تجمع الجمهور، محاولة للوصول إلى جمهور بشكل مباشر، لكسب تفاعله سعياً إلى نشر الثقافة الفنية والذائقة البصرية بين فئاته المختلفة.

جدير بالذكر، أن هذه الجدارية تعدّ من أكبر الجداريات المعروضة في الشارقة في الفترة الأخيرة، وستعرض جميع المعارض الفنية الدولية في مهرجان صيف الفنون لهذا العام بمواقع تجمع الجمهور، بهدف زيادة التفاعل، والمشاركة في هذا الحدث الفني المميز.

وقال هشام المظلوم إن «الفنان مور يعدّ من أبرز الفنانين الذين يدمجون في عملهم بين الفن التشكيلي والتصميم»، مشيراً إلى أن الدورة الحالية لـ«صيف الفنون» في الشارقة تتميز بالمعارض الخارجية لثلاثة من الفنانين العالميين، متمثلة بمعرض «أفق الفرح وجسور التواصل» للفنان ديل واين، ومعرض «جداريات الاوريغامي» للفنانة مادموزيا، ومعرض «جدارية هندسية» للفنان مات دبليو مور، والسمة العامة لهذه المعارض لها علاقة وطيدة بإعادة تدوير المواد المستعملة بشكل جمالي يضفى لمسات جمالية على مساحات كبيرة.

وأوضح أن «الدورة الحالية تتضمن معارض محلية متميزة، مثل معرض (همس النخيل) في كلباء، ومعرض (حوار بالأبيض والأسود) في معهد الشارقة للفنون، ومعرض (جنائن معلقة) في خورفكان».

يذكر أن الفنان مات دبليو مور بدأ الرسم على الألواح الرياضية، إضافة إلى اشتغاله على فن الغرافيتي، وتتميز هذه الفنون بالسرعة في الأداء والحماسة لاكتشاف أماكن جديدة، إضافة إلى تحفيز روح التعاون.

وخلال العقد الماضي، قام مور بتطبيق تلك المبادئ على تصاميمه الجمالية، والجريئة وذلك في كل من الإعلام التناظري والرقمي، ومشروعاته الشخصية والتجارية.

في بداية حياته المهنية وبصفته مؤسساً لشركة «أم دبليو أم» للتصميم والغرافيك، اعتمد مور الأسلوب الرقمي المجرد «فيكتورفنك»، الذي استخدمه منذ ذلك الحين لتصميم أسطح العديد من العلامات التجارية لنظارات وألواح تزلج على الماء وسطح لمكتب الكتروني، وحملة شركة لأولمبياد لندن، وعدد كامل من مجلة «واييرد».

ويرى مور أن «الفنون الجميلة والتطبيقات التجارية تُحيي بعضها». وغالباً ما تظهر مشروعات تصميم الغرافيك في الجداريات الضخمة التي رسمها الفنان في أحياء مدن في مختلف أنحاء العالم. وتشكل سلسلة أعماله السنوية للوحات المائية المرسومة بالأبيض والأسود شعاراً للتصاميم المستقبلية. كما يتيح له الدمج ما بين التخصصات، وتجديد مفاهيمه الخاصة، إضافة إلى إنتاج أعمال فريدة من نوعها. وما يؤكد مبدأه، تطبيقه لرؤيته الفنية على أسطح جديدة ومتنوّعة، إضافة إلى سعيه الدائم للتعاون مع الآخرين.

وكانت الدورة السادسة لـ«صيف الفنون» انطلقت 26 يوليو الجاري، وتستمر حتى 20 أغسطس المقبل، وتتضمن 285 برنامجاً وفعالية، منها 13 معرضاً فنياً، و143 ورشة فينة، وسبع محاضرات، وست دورات فنية متخصصة، و86 عرضاً لأفلام ثقافية، و18 زيارة ميدانية، إضافة إلى مخيمين صيفيين.

تويتر