طوى معها مسيرة 28 عاماً.. و«رفقاء الدرب»احتفوا بـ «السفير» قبل مغادرته

بلال البدور: ندوة الثقافة والعلوم مفخرة إماراتية

شخصيات وفعاليات ثقافية حرصت على تكريم بلال البدور محتفية بمسيرة عطاء مشرفة في الشأن الثقافي بالدولة. تصوير: مصطفى قاسمي

لم تكن المناسبة ندوة لشهادات في بلال البدور، لكنها ذهبت في هذا الاتجاه، بعيداً عن طابعها الاحتفائي الذي خُصصت له مساء أول من أمس، بدعوة من مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، لشخصيات ثقافية ورفقاء درب البدور، في أمسية استضافتها «ندوة الثقافة» الليلة قبل الماضية.

عبدالغفار حسين: جسر ثقافي

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/8ae6c6c54aa0819a014e35f9e6d334069%20(1).jpg

وصف الأديب عبدالغفار حسين اختيار بلال البدور سفيراً للدولة بالأردن بأنه بمثابة تدشين جسر ثقافي جديد بين الإمارات والمملكة، وتوطيداً للعلاقات القوية والطيبة بين البلدين.

وأضاف «على الدوام كنت أستشرف بأن البدور سيكون مسؤولاً ريادياً في مجال الثقافة، وتحديداً توقعته بأنه سيكون يوماً ما، وزيراً للثقافة، بسبب كونه رجل ثقافة ومعرفة من الطراز الأول، وهو الآن بهذه المنزلة بالفعل، لاسيما وأن السفير في العرف الدبلوماسي، لا تتأخر مرتبته عن الوزير». وأعرب حسين، عن أمله في أن ينجح مجلس إدارة الندوة في اختيار الشخص المناسب الذي يسعى إلى حمل الراية ذاتها التي سيسلمها البدور، بالهمة والنشاط ذاتيهما اللذين عُرف بهما.

السويدي: غبطة.. وافتقاد

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/8ae6c6c54aa0819a014e35f9e6d334069%20(3).jpg

قال رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، إن الفراغ الذي سيتركه بلال البدور في بيته الثاني «ندوة الثقافة والعلوم»، وفي مجمل الحراك الثقافي بالدولة لا يعوض، مشيراً إلى أن البدور الذي لازمه منذ مرحلة ما قبل الدراسة الثانوية في «الفريج» كان معروفاً على الدوام بالاجتهاد والمثابرة.

وأضاف «عام دراسي واحد كان يفصلني عنه، وجمعتنا مدرسة (الأحمدية)، وبعد أن اختار هو الدراسة في المعهد الديني، ثم جامعة الأزهر، جمعتنا مرة ثانية الدراسة في مصر، إذ التحقت بجامعتي عين شمس والاسكندرية».

وتابع السويدي «تمكن البدور من العمل ملحقاً ثقافياً للدولة بالقاهرة قبل أن ينهي دراسته الجامعية، وبعد العودة إلى الإمارات، ظلت دوائر العمل تجمعنا بين الحين والآخر، إلى أن كانت الخاتمة بندوة الثقافة والعلوم».

السويدي أشار إلى أن مشاعره خليط بين الغبطة بتجربة مهمة جديدة يخوضها «رفيق الدرب» سفيراً للدولة في الأردن، وبين مشاعر الافتقاد، والإحساس بحجم الفراغ الذي سيتركه بعد بدء مهام منصبه الجديد.

علي عبيد: شغوف بالثقافة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/8ae6c6c54aa0819a014e35f9e6d334069%20(2).jpg

وصف الأديب علي عبيد، رفيق دربه وصديقه، بلال البدور بـ«الشغوف بالثقافة». وقال «يظل أبوبدر شغوفاً بالثقافة أنى كانت وجهته ومجال عمله، سواء كان دبلوماسياً أو في الهيئة العامة للشباب والرياضة، أو غيرهما».

وتابع «في الوقت الذي توقعنا أن النشاط الثقافي في (الندوة) مقبل على تنامي بسبب تفرغ بلال البدور له، جاء قرار تعيينه سفيراً للإمارات بالأردن، وهو من دون شك حق من شأنه أن يعضد العلاقات الثقافية بين البلدين، لكنه في الوقت نفسه سيترك فراغاً في ما يتعلق بألق نشاطه بالندوة». ورأى أن واحدة من السياسات التي اتبعها البدور هو إعداد أجيال قادرة على النهوض بالعمل المؤسسي بـ«الندوة»، وهو ما يعني أن يد البدور ستكون حاضرة.

اليوم الأخير للبدور في «الندوة» التي وصفها بأنها «مفخرة إماراتية»، قبل أيام من سفره لبدء مهام منصبه الجديد سفيراً للدولة لدى المملكة الأردنية الهاشمية، لم يكن اعتيادياً بالنسبة للرجل الذي يعد أحد أبرز المساهمين في إثراء الحراك الثقافي بالدولة، عبر العديد من المناصب والمهام، بعضها رسمي من خلال وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والهيئة العامة للشباب والرياضة، وكذلك وزارة الخارجية التي بدأ عبرها مسيرته المهنية، أو العمل التطوعي في ندوة الثقافة والعلوم.

غير أن ندوة الثقافة والعلوم يبقى لها موقع مختلف لدى البدور، فهو الوحيد من بين جيل المؤسسين لها الذي يحافظ على وجوده في مجلس إدارتها حتى تلك اللحظة، وعلى مدار نحو عقود ثلاثة متعاقبة، حيث بدأ حلم تأسيسها عام 1981، لكنها أُشهرت فعلياً عام 1987.

وفي كلمته تطرق البدور إلى مراحل تأسيس «الندوة»، وجهود المؤسسين، مشيراً إلى أن اجتماعاً في منزل المستشار الثقافي لصاحب السمو حاكم دبي، كان بمثابة تنظيم لأفكار طموحة بتأسيس مؤسسة ثقافية في دبي، قبل أن يقدم رئيس المجلس الوطني الاتحادي حالياً، محمد المر، تلك الأفكار بشكل عملي مكتوب، وهي الجلسة التي تم فيها تكليف البدور بتسجيل محاضر الاجتماعات وتدوينها بشكل منظم وموثق.

وأشار البدور إلى أن الخطوة المحورية في إقامة هذا الصرح الثقافي جاءت باستئذان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مضيفاً «فوجئنا بأن سموه يخاطبنا بصيغة الجمع، بصيغة تدل على أنه تبنى معنا الفكرة، ليسأل سموه عن الميزانية، وخطوات التأسيس». وتابع البدور «الإشارة إلى أننا سنعتمد على بند التبرعات والاشتراكات كانت مردودة من سموه، بعدما لفت إلى أن تلك الفكرة لن تكفل إقامة كيان ثقافي مستقر، إذ بادر سموه بأن يتكفل بما يحتاج إليه تأسيس ندوة الثقافة والعلوم». واستطرد «في تلك الجلسة التاريخية في مسيرة الندوة، سألنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أيضاً عن من سيتابع تلك التفاصيل، فكان الاختيار للمرحوم خليفة بن حاضر، وأمر سموه بأن نراجع المهندس نفسه الذي أبدع تصميم قصر البحر، ليعد ستة نماذج مختلفة، نختار أنسبها».

وأشار البدور إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أعرب عن رغبته في أن تكون ندوة الثقافة والعلوم «مكاناً حينما نتعب نذهب إليه فنرتاح»، كما لفت إلى ضرورة أن نُلحق بها مقراً لإقامة ضيوفها بحيث لا نكون بحاجة إلى حجوزات الفنادق.

وقال إن الندوة تمكنت عبر مسيرتها من أن تكون بالفعل مفخرة إماراتية، سواء باعتبارها تحفة معمارية أو كياناً محتضناً للفعل الثقافي الثري، وهو ما تحقق عبر تكاتف اللجان العاملة وأعضاء مجالس الإدارات المتعاقبة، وهو ما مكن الندوة من أن تتواصل شرقاً وغرباً مع كثير من دول العالم، على عكس ما قد يعتقده البعض غير المتابع لحجم الأنشطة التي يتم تنظيمها واستقطابها ونوعيتها.

وتتابع خلال الندوة التي أدارها رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم سلطان صقر السويدي، وتحدث فيها بشكل رئيس أيضاً إلى جانب السويدي والبدور، الأديب عبدالغفار حسين، شهادات العديد من الشخصيات الثقافية. واضطر السويدي إلى التدخل لإنهاء الندوة، بسبب امتداد وقتها بشكل يتجاوز بكثير ما كان مقرراً لها، على الرغم من وجود البعض الذين لم تتح لهم فرصة التحدث، وهو ما نوه بشأنه السويدي إلى أنه أمارة أخرى تؤكد أن البدور ظلت تربطه وشائج وعلاقات قوية بمختلف المهتمين بالشأن الثقافي، وقدم مسيرة استحقت الإشادة والتقدير من الجميع، كان فيها بمثابة رئة ودينامو نشط وفعال لدعم الحراك الثقافي في الدولة.

إبراهيم بوملحة: شكراً أبوبدر

بعبارة «شكراً أبوبدر» بدأ المستشار الثقافي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إبراهيم بوملحة، كلمته، مضيفاً «لا يمكن لمنصف أن يذكر (الندوة) دون أن يذكر بلال البدور، أو العكس، بفضل مساهمته الأصيلة والمهمة، في تحويلها إلى منتدى ثقافي منير».

وقال، إن «بلال البدور مؤسس فاعل للندوة، وهامة ثقافية متميزة، تمكن من توثيق العديد من مظاهر ثراء الحياة الثقافية في الدولة، ليصبح بامتياز جزءاً اصيلاً من كياننا وثقافتنا، وتميز بجهده السخي، واهتماماته الأدبية والثقافية المتنوعة».

حارب: ليس «موظفاً»

قال د. سعيد حارب إن البدور لم يكن «موظف ثقافة»، بل كان مبادراً ومحباً للثقافة، فتمكن من أن ينجز المهام الكبرى بتميز واقتدار. وأضاف «في اجتماعات الندوة، لا نلبث أن نطلق مبادرة إلا ونجد البدور مبادراً للتصدي لتنفيذها».

تويتر