يخطط لتغطية مساحات ديموغرافية وجغرافية وبحثية أكبر

«أبوظبي الدولي للترجمة» ينطلق بطموحات واسعة

جانب من فعاليات الدورة الرابعة من مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة ضمن أنشطة الدورة الـ25 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب. الإمارات اليوم

تحت شعار «الترجمة الروائية.. الصعوبات والتحديات»، انطلقت، مساء أول من أمس، أعمال الدورة الرابعة من مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة، ضمن فعاليات الدورة الـ25 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب المقامة حالياً. ويسعى المؤتمر الذي ينظمه مشروع «كلمة» للترجمة، التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بمشاركة عدد كبير من المختصين والخبراء من مختلف أنحاء العالم، إلى رصد الواقع الراهن لحركة الترجمة من اللغة العربية وإليها في العصر الحديث، وتشجيع المؤسسات الثقافية في المنطقة على تفعيل حركة الترجمة والنقل، والوصول إلى النماذج الحيوية لترجمة العلوم والتكنولوجيا وبناء معاجم علمية متخصصة، بالإضافة إلى السعي لتطوير المناهج الجامعية في حقول الترجمة، وإنشاء معاهد ترجمة محترفة لتخريج مترجمين مؤهلين وأكفاء.

جمعة القبيسي:

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/308893.JPG

«أبوظبي حريصة على إطلاق العديد من المشروعات الثقافية تجسيداً لاستراتيجية تطمح إلى تشجيع الشباب الإماراتيين والعرب على الإسهام في رسم الثقافة العربية».


أحمد السقاف:

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/308894.JPG

«علينا إيجاد نوع من التوازن بين تمتّع المترجم بحريته الكاملة في فهم ونقل السياق الثقافي للنص المترجم وبين أمانة نقله بدقة، وعلينا النهوض بحركة الترجمة العربية والتغلب على تحدياتها».

وتركز الدورة الحالية من مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة على تسليط الضوء على واقع حركة الترجمة الروائية من اللغة العربية وإليها، والصعوبات والتحديات التي تواجهه، واقتراح الحلول المناسبة للمعوقات التي تواجه مترجمي الرواية للنهوض بحركة ترجمتها بشكل عام.

ويأتي المؤتمر في إطار وعي وإدراك حقيقيين لما تمثله حركة الترجمة من دور في نهضة الشعوب، وتفاعلها مع الآخر، وتوفير نقاط التماس المشتركة وردم الهوة الفاصلة بين الثقافات، ونشر التقارب الحضاري بين الذات والآخر. بحسب ما أوضح المدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، جمعة عبدالله القبيسي، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، مشيراً إلى أهمية العمل على تحقيق جودة وأسلوب الكتاب المترجم من الثقافات الأخرى، كهدف أساسي وقيمة سامية واستراتيجية مُعلنة، تسهم في تطوير التبادل الثقافي والتسامح وحوار الحضارات ونشر التنوير.

وأشار القبيسي إلى حرص العاصمة أبوظبي على إطلاق العديد من المشروعات الثقافية العالمية تجسيداً لاستراتيجية ثقافية شاملة تطمح إلى تشجيع الشباب من أبنائنا الإماراتيين والعرب للإسهام في رسم الثقافة العربية جنباً إلى جنب الثقافات المعاصرة الأخرى، وغرس مبادئ الفكر العلمي المنهجي وروح الابتكار والإبداع في عقول الناشئة.

من جهته أشار مدير مشروع «كلمة» للترجمة، د.أحمد السقاف، إلى «تعدد وتشابك التحديات التي تواجهها حركة الترجمة في العالم العربي، ومدى الحاجة إلى تكاتف الجهود، والعمل الدؤوب من أجل تمهيد السبل نحو دعمها وتطويرها، وإبراز دور المترجم العربي، وإعلاء مكانته والأخذ بيد طلابنا وطالباتنا الذين اختاروا التخصص في هذا الحقل الحيوي المهم»، موضحاً أن ترجمة النصوص الأدبية بكل أنواعها من رواية وشعر ومسرحية وقصة قصيرة وغيرها، هي في الأساس ترجمة ثقافة إلى ثقافة أخرى، ونقل السياق الثقافي من لغة إلى أخرى يقتضي مراعاة الفروق القائمة بين النصوص الأدبية، من حيث التراكيب اللغوية والذائقة الإبداعية واللغة الشعرية والمخيّلة الأدبية، وتجنب النقل الحرفي والترجمة المحاكية أو المتقيّدة بالتركيب اللغوي للنص الأصلي.

وشدد السقاف على ضرورة إيجاد نوع من التوازن بين تمتع المترجم بحريته الكاملة في فهم ونقل السياق الثقافي للنص المترجم وبين أمانة نقله بدقة، منوّهاً بضرورة النهوض بحركة الترجمة العربية والتغلب على كل التحديات التي تواجهها.

في حين أوضح رئيس اللجنة الاستشارية للمؤتمر، علي الشعالي، أن المؤتمر عمل على توسيع رقعة المستفيدين لتغطية مساحات ديموغرافية وجغرافية وبحثية أكبر لضمان عموم الفائدة واستيعاب القدر الأكبر من الشباب العرب بهدف الإسهام في نهضة فكرية تنويرية ولو ببذرها لسنوات المستقبل القريب، بالإضافة إلى تعزيز التعاون والتنسيق مع الجامعات المحلية لاستقطاب أكاديميين يسيّرون وييسرون الورش المكثفة، كما تم خلق انسجام مع اللغات المطروحة في جائزة زايد للكتاب التي يقام حفلها في الفترة ذاتها، مع التأكيد على أهمية استضافة الفائزين في فرع الترجمة بالجائزة للتحدث ضمن حفل افتتاح المؤتمر عن منجزهم المعرفي وتجاربهم في حقل الترجمة.

وتتضمن فعاليات المؤتمر أربع ورش عمل تدريبية متوازية، حول الترجمة الروائية من اللغات الإنجليزية والإسبانية واليابانية إلى اللغة العربية، ومن الإنجليزية إلى العربية، ويتولى قيادة ورش العمل مجموعة من المترجمين ذوي الخبرة والكفاءة والأكاديميين المتخصصين في المجال، ويشرف على ورشة الترجمة من اليابانية أستاذ اللغة اليابانية وعلومها بجامعة طوكاي في اليابان، د.المؤمن عبدالله، وورشة الترجمة من الإسبانية تشرف عليها د.زينب بنياية، الحاصلة على الدكتوراه من جامعة غرناطة بإسبانيا، وتعمل مترجمة معتمدة لدى وزارة العدل الإسبانية، ود.محمد عصفور، يشرف على ورشة الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، وهو حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة إنديانا (بلومنغتن) بالولايات المتحدة ويعمل في جامعة فيلادلفيا في الأردن، فيما يُشرف رئيس قسم الأدب الإنجليزي بجامعة الإمارات، د.صديق جوهر، على ورشة الترجمة من العربية إلى الإنجليزية.

ويشارك في الورش مجموعة من الطالبات والطلبة المتدربين من الجامعات الوطنية والأجنبية، يتدربون خلالها على ترجمة نصوص متخصصة من الإنجليزية واليابانية والإسبانية، إضافة إلى جلسات عامة تناقش قضايا نظرية تتعلق بالترجمة وإشكالاتها مع التركيز على النصوص الروائية، باعتبارها فناً أدبياً خصباً يتسع لطرح قضايا متباينة.

كما سيناقش المختصون في ورش عمل تدريبية متعددة نصوصاً متخصصة باللغات الإنجليزية والإسبانية واليابانية، بهدف استخلاص وغرس مهارات فنية معينة تتعلق بنقل النص إلى اللغة المستهدفة.

تويتر