زار «دبي الدولي للخـط العربي».. وحمدان بن محمد يقتني جميع لوحات الفنانين الإماراتيين المشاركين

محمد بن راشد: المعارض الثقافـــية عامل رئيس في النهوض بثقافتنا ولغتنا العــربية

صورة

زار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مساء أمس، معرض دبي الدولي للخط العربي، الذي تشرف على تنظيمه لأول مرة بمركز وافي في دبي هيئة دبي للثقافة والفنون.

وقد تجوّل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أرجاء المعرض، الذي يضم نحو 140 لوحة بين الخط الكلاسيكي والخط الحديث، وتوقف سموه عند العديد من اللوحات والحروفيات والزخارف التي أبدعتها أنامل وأفكار الخطاطين الإماراتيين والعرب، وآخرين من عدد من الدول الإسلامية والأوروبية.

15 مايو

يستمر معرض دبي الدولي للخط العربي في «وافي سنتر» حتى 15 مايو المقبل، ليتيح معروضاته للزوّار على مدار أكثر من شهر، إذ انطلق المعرض في 14 الجاري، بهدف تعريف الزوّار بتاريخ هذا الفن العريق، وأساليبه التعبيرية المتنوّعة، ومضامينه التاريخية والاجتماعية، وتقديم صورة جديدة له خارج إطاره التقليدي.


دعم متواصل

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/04/8ae6c6c54aa0819a014ccdfe63174764a%20(1).jpg

عبّر عدد من الفنانين الإماراتيين المشاركين في معرض دبي للخط العربي، عن ابتهاجهم وغبطتهم باقتناء سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، لأعمالهم المشاركة في المعرض، معتبرين ذلك أكبر دعم مقدّر لنتاجهم الفني. ونشرت الفنانة الشابة مريم البلوشي، التي تشارك بلوحة وحيدة في المعرض، على موقع «إنستغرام» تنويهاً تفخر فيه باقتناء سموّه للوحتها الوحيدة، معتبرة ذلك أكبر دعم لها في هذه المرحلة.

وقال الفنان الإماراتي محمد عيسى خلفان، لـ«الإمارات اليوم»، الذي يشارك بعملين تم اقتناؤهما من قبل سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: «على الرغم من أن الخطاطين الإماراتيين قد اعتادوا هذا الموقف الهادف والحافز من قبل سموّه، فإنه في كل مرة نشعر بمزيد من الامتنان والفخر بهذا الدعم والتقدير الذي يحظى به الفنان الإماراتي من قبل سموّه».

من جانبه، قال مدير إدارة الاتصال والإعلام في مكتب سموّ ولي عهد دبي، ماجد البستكي: «إن سموّه حريص من خلال هذه المبادرة على دعم معرض دبي للخط العربي، عموماً، ودعم الخطاط الإماراتي خصوصاً، لاسيما في ظل التوجه الاستراتيجي لإمارة دبي، واستيعابها لمختلف الفنون العالمية على تنوّع أجناسها ومقومات إبداعاتها».

دبي.. صورة علوية

صمم معرض دبي الدولي للخط العربي على شكل علامة دبي، باللون المخصص لهيئة دبي للثقافة والفنون. لتتحوّل قاعة مركز وافي سنتر في دبي إلى معرض يضم مئات اللوحات لعدد كبير من الخطاطين المميزين من داخل الدولة وخارجها.

وسيطرت حالة ابتهاج فني على انطلاقة الدورة الثامنة للحدث الذي حضر افتتاحه عدد كبير من أبرز النخب الثقافية والفنية المهتمة بجماليات الخط العربي.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/04/8ae6c6c54aa0819a014ccdfe63174764a%20(2).jpg

رسالة إلى «البـيت»

في ردهة منفصلة يعرض معرض دبي للخط العربي في دورته الثامنة، التي تنظمها هيئة دبي للثقافة والفنون هذا العام في مركز وافي، عملاً حداثياً استبدل مداده التقليدي «الحبر» بمداد جديد هو «الضوء»، الذي استوعب ببراعة شديدة جماليات الحرف العربي. وجاءت التجربة الجديدة لتحتفي ببيتي شعر لسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، راعي معرض دبي للخط العربي، وهما بمثابة رسالة للمشاركين في المسابقتين الرئيستين لبرنامج البيت، مسابقة «الشطر»، ومسابقة «نبض الصورة».

وقال سموّه في البيت الأول موجهاً حديثه للمشاركين في مسابقة «نبض الصورة»:

شاعر الصورة وصيّاتي له إذا وصيته

كن لتقديم أي فكرة نادرة سبّاقي

وفي البيت الآخر الموجّه للمشاركين في مسابقة «الشطر»:

ولأشطر البيت يا الشاعر إذا جاريته

اصنع الدهشة ودع لأهل الخيار الباقي

وأبدى صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اهتماماً ملحوظاً بنوعية اللوحات التي تزينها زخارف وحروفيات روعة في التصميم والجمال والحس الفني الذي يترجمه الفنان على لوحاته، ويأتي بعجائب الأمور.

ووجّه سموه المسؤولين في هيئة دبي للثقافة والفنون بأن تصل مثل هذه المعارض الثقافية والتراثية منها والحديثة الى الناس أينما كانوا على مساحة دبي والدولة، خصوصاً في مناطق وأماكن التجمع، كالأسواق المركزية والحدائق ومحطات المترو، والمنافذ البحرية والجوية والبرية، وغيرها، لنجعل من دبي متحفاً فنياً وثقافياً كبيراً ومتنوعاً.

وأعرب سموه عن ارتياحه لتنظيم الفعاليات والمعارض الثقافية والفنية على أرض الدولة، ووصفها سموه بأنها العامل الأصيل والرئيس في النهوض بمستوى ثقافتنا ولغتنا العربية الجميلة، والتعريف بجمالياتها ودورها في نشر الثقافة الاسلامية كونها لغة القرآن العظيم، الذي أنزل على رسولنا الكريم بلسان عربي.

وأكد سموه دعمه اللامحدود لكل الفعاليات الثقافية التي تصب في ترسيخ الثقافة العربية العريقة في مجتمعنا، خصوصاً في أوساط الشباب وأجيال الغد الذين نريدهم أن يتشبثوا بلغتهم العربية «اللغة الأم»، ويتذوقوا جمالياتها شعراً وأدباً ومخاطبة وكتابة وقراءة.

وقال سموه: «من يقرأ القرآن ويجيد ترتيله وفهم معاني آياته وكلماته يكون حتماً من الملمّين باللغة العربية لغة الضاد والقرآن».

وختم سموه «لغتنا هويتنا، علينا أن نحميها ونحافظ عليها وننميها كي تظل مبعث فخر واعتزاز لأجيالنا المتعاقبة».

إلى ذلك، تكفّل سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، باقتناء جميع اللوحات التي يشارك بها الخطاطون الإماراتيون في معرض دبي الدولي للخط العربي في دورته الثامنة، التي تقام تحت رعاية سموّه، وتنظمها هيئة دبي للثقافة والفنون، وتمتد فعالياتها في مركز «وافي» حتى 15 مايو المقبل.

وتأتي هذه المبادرة من قبل سموّه دعماً للخطاط الإماراتي، وللمعرض الذي بات يكتسي أهمية دولية كبيرة، ويشارك فيه نخبة من أبرز الخطاطين العالميين، جنباً إلى جنب مع عدد من الخطاطين الإماراتيين، خصوصاً من فئة الخطاطين الشباب، الذين يتطلعون لإثراء تجاربهم وخبراتهم عبر هذه المشاركة، التي تتيح لهم الاحتكاك بعدد من المخضرمين في هذا المجال.

وفي تصريح لـ«الإمارات اليوم»، قال مدير إدارة الاتصال والإعلام في مكتب سموّ ولي عهد دبي، ماجد عبدالرحمن البستكي: «إن المبادرة تأتي ضمن حرص سموّه على دعم ومساندة المبدع الإماراتي في مختلف مجالات الإبداع، فضلاً عن سعي سموّه الدائم لإثراء المعرض، حيث حرص سموّه أيضاً على اقتناء مجموعة من الأعمال التي يعود إبداعها إلى عدد من أشهر الخطاطين العالميين، مثل محمد أوزجاي، وحاكم غنام، وغيرهما».

وأضاف البستكي: «إن اهتمام سموّه بدعم المعرض يأتي كذلك في إطار الرؤية الاستراتيجية الشاملة لإمارة دبي، التي وجه بها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتحويل دبي إلى متحف مفتوح يحتفي بكل أجناس الفنون البصرية، حيث يأتي فن الخط العربي في مقدمة الفنون المرتبطة بالتراث والثقافة العربية والإسلامية».

الفنون تتجاوز جدران المعارض، لتلتحم مع روّاد غير تقليديين لها، في أماكن غير تقليدية، هذا هو المشهد الذي رصدته «الإمارات اليوم» في أروقة المعرض بعد يومه الافتتاحي الأربعاء الماضي بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ورئيس المجلس الوطني محمد المر، ورئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون عبدالرحمن العويس. وشهد «دبي الدولي للخط العربي» إقبالاً مميزاً من الجمهور في عطلة نهاية الأسبوع، خصوصاً مساء أول من أمس، حيث يوجد المعرض في البهو الرئيس لمركز «وافي»، ما يمنح روّاد مركز التسوّق مروراً تلقائياً في ردهاته، التي أفردت للأعمال ذات الطابع الكلاسيكي، في حين يستوعب الدور الثاني أيضاً جانباً مهماً من موجودات المعرض، ولكن في إطار الأعمال الحداثية.

وجذب العديد من الأعمال بالفعل جمهوراً متنوّعاً، لم يقتصر على الناطقين بالعربية، بل إن أسراً بمختلف أعمار أفرادها، استوقفها المعرض، في مشهد يكاد يكون جديداً تماماً لم تألفه المعارض الفنية، خصوصاً تلك التي تعرض في إطار تقليدي داخل المؤسسات الثقافية والفنية، والتي غالباً ما يقصدها «النخبة المثقفة» .

وبدا جلياً أن المعرض حرص في هذه الدورة بشكل أكبر من سابقاتها على استيعاب المبدعين الإماراتيين في هذا المجال، واشتماله على العديد من ورش العمل والندوات التي تدعم الجانبين الأكاديمي والعملي، لصقل مهارات الفنانين الشباب، من خلال نحو 70 ورشة ومحاضرة مختلفة. إلى جانب أعلام الخط العربي في إيران وتركيا والعراق ومصر ودول المغرب العربي وغيرها، يوسع المعرض دائرة المشاركة الإماراتية، من خلال استيعاب أعمال الشباب، أو حتى من لم تحظ أعمالهم بالفرص ذاتها من المشاركات، مثل الخطاط الإماراتي محمد عيسى خلفان، الذي يشارك بعملين من الثلث الجلي، والخطاطة مريم البلوشي، التي تشارك بلوحة وحيدة، بالخط نفسه، في مشاركة أولى لها بهذا المعرض. المستشار الثقافي لهيئة دبي للثقافة والفنون، الدكتور صلاح القاسم، من جانبه أكد أن «الهيئة ارتأت في هذا المعرض تحديداً اللجوء إلى الاتجاه الأكثر عملية، في علاقة المنتج الثقافي بروّاده المنتظرين، وهو الخروج لهم، والمبادرة بالتوجه إليهم، دون انتظار أن يكون خيارهم زيارة المؤسسة الثقافية أو الفنية التي تحتضن إقامته».

وتابع: «بغض النظر عن هوية أي جهة تحتضن إقامة المعرض، فإن التواجد في أماكن يقصدها عموم الناس، يبقى بمثابة فرصة أكبر لكسب جمهور جديد من جهة، وإتاحة فرصة أكبر لمن يفكر في أن يقضي وقتاً ما في فضاءات جماليات الحرف العربي، لاسيما إذا كان هذا الوقت غير منقطع عن وجوده مع الأسرة أو العائلة، أو حتى أثناء مقصد التسوّق أو الترفيه في مركز تسوّق».

تويتر