حسن البلوشي رفض بيع مقتنياته بأسعار مغرية.. ويحلم بمعرض دائم

مواطن يحوّل منزله إلى «متحف»

صورة

يحلم المواطن حسن علي البلوشي بأن تتحوّل مقتنياته النادرة إلى معرض دائم في مدينة العين، لكي يستمتع بها الجمهور، مشيراً إلى أهمية تلك المقتنيات التي ترتبط بالتراث، وتحمل ملامح من تاريخ الوطن أيضاً، لذا يرفض بيعها والتفريط فيها، على الرغم من العروض التي حصل عليها من أفراد ومؤسسات عدة.

لا تفريط

أكّد حسن علي البلوشي أنه رفض بيع صورة نادرة تم التقاطها في عام 1952 بمنطقة فلج الدوادي خلف متحف العين بمبلغ كبير، على الرغم من إلحاح الشخص الذي كان يود الحصول عليها، كما رفض بيع دلة عربية بمبلغ مغرٍ بسبب قيمتها النادرة، وغيرهما من الأشياء التي يود الزائرون للمنزل الحصول عليها.

جمع حسن في منزله، الذي بات وجهة للعديد من الزوار، المئات من التحف والدلات والنقود المعدنية المحلية والكتب والبنادق القديمة والصور والأواني المنزلية والطوابع البريدية والمباخر والعملات البيزنطية والإسلامية واليونانية التي تعود إلى عقود طويلة، وقرون الغزلان ذات السلالات النادرة في شبه الجزيرة العربية والراديوهات القديمة ومعصرة ليمون من زمن المغول، وأدوات كانت تستخدم عند الزواج للمواطنين، وغيرها من المقتنيات الأثرية.

ويجد أبناء حسن سعادة كبيرة في اطلاع الزوار على المحتويات والمقتنيات النادرة، إذ تعلموا كل شيء عنها من والدهم، كما أنهم يرون هذه المهمة ضمن إطار التعريف بالتراث الوطني.

وقال محمد، أحد أنجال حسن البلوشي، إن «والده أطلعهم على تاريخ هذه المقتنيات ومحتوياتها، كما أنهم تعرفوا منه إلى طريقة عملها وأهميتها والحقب الزمنية التي كانت تعود إليها، فباتوا على علم بكل شيء عنها، ما يجعلهم يحيطون زوار المنزل بالمعلومات المطلوبة عن المقتنيات».

كما يفعل الشيء ذاته شقيقه الأصغر عبدالرحمن الطالب بالصف الـ12، موضحاً أن «المقتنيات حصيلة جهود كبيرة من والده خلال أكثر من 20 عاماً، ولهذا يرى بأنها تستحق الاهتمام والإحاطة بأسرارها والمعلومات المطلوبة عنها، حتى لا يجد حرجاً في تقديم المعلومات الكاملة عنها للزوار».

وأكد حسن البلوشي لـ«الإمارات اليوم» أنه جمع هذه المقتنيات على مدى نحو 20 عاماً، إذ بدأ بأشياء بسيطة وكان يهوى جمعها، كما أنه يحرص على زيارة بعض البلدان الآسيوية التي تتوافر فيها الأشياء القديمة، فيحرص على اقتناء القطع الأثرية المسموح بها. ويضيف أنه «يستعين بأصدقائه للحصول على مقتنيات نادرة، إذ يقدمون المساعدة له لعلمهم بشغفه بجمع الأشياء القديمة والتراثية، خصوصاً المتصلة بالحقب الماضية في الإمارات».

وأكد المواطن الإماراتي أنه يرحب باستقبال الوفود التي تحرص على الإحاطة بتاريخ المقتنيات الموجودة في منزله، لكن الأمر سيكون أفضل لو تم عرض هذه المقتنيات في الأماكن المتاحة للسائحين والجمهور، مثل المتاحف والمعارض التي تتيح للجميع الاستمتاع بها.

وأشار إلى أن بعض الجهات طلبت منه نقل المقتنيات إلى متاحف في العين، لكن لم يتم حسم الأمر، فهو لن يتأخر في دعم الجهود التي تبذل لمنح أفراد المجتمع الإماراتي، فرصة الإحاطة بالتراث الشعبي، من خلال مقتنياته، وسيكون سعيداً بهذا الشيء.

تويتر