ضمن فعاليات مهرجان زايد التراثي 2014

بن ماجد وبـــن ظاهر يعودان إلى الحياة فــي الوثبة

صورة

بعد مرور سنوات طويلة على وفاتهما، عاد الملاح الإماراتي أحمد بن ماجد والشاعر الإماراتي الماجدي بن ظاهر إلى الحياة من جديد ليرويا للأجيال الجديدة قصة حياتهما وما قدماه للوطن من إنجازات جعلتهما من أعلامه ورموز تاريخه، بعد أن استحدث مهرجان زايد التراثي 2014، الذي تستمر فعالياته على مدار 22 يوماً تنتهي في 12 ديسمبر المقبل، وسيلة مشوقة للتعريف بهاتين الشخصيتين البارزتين باستخدام تقنية «الهولوجرام»، التي تتيح بث صورة ثلاثية الأبعاد للشخصية لتبدو كأنها تقف لتروي المعلومات المتعلقة بمسيرة حياتها كافة، بما يسهم في نشر الثقافة والتراث الإماراتيين، استكمالاً لما بدأ به قائد ومؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد - طيب الله ثراه - وحرصه الدؤوب للحفاظ على الإرث الثقافي والتاريخي لدولة الإمارات، وتأكيده الأهمية التي يحظى بها لدى الأجيال خلال المراحل التاريخية، وصولاً إلى المستقبل، وقد قام بتنفيذ متحفي «الأرشيف الوطني».

«توازن القابضة» تشارك في المهرجان

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/8ae6c6c549d826350149ddc5544e018f2%20(1).jpg

تشارك مجموعة شركات «توازن القابضة» المتخصصة في الصناعات الدفاعية والتقنية في مهرجان الشيخ زايد التراثي، وأكدت «توازن» أن مشاركتها تأتي ضمن حرصها على حماية التراث الإماراتي.

وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة سيف محمد الهاجري، إن حماية التراث واجب علينا مؤسسات وهيئات وأفراداً لنقله من جيل الى جيل لتكريس الهوية الوطنية الراسخة لدولة الإمارات وشعبها الوفي.

وأكد اعتزاز المجموعة بالمشاركة في المهرجان، الذي يحمل اسم مؤسس الدولة وباني نهضتها الحديثة.

متحف حي للأرشيف الوطني

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/8ae6c6c549d826350149ddc5544e018f2%20(2).jpg

قال مستشار التطوير الإداري في الأرشيف الوطني الدكتور عبدالعزيز الريس، حول مشاركة الأرشيف في مهرجان الشيخ زايد التراثي الخامس «يشارك الأرشيف الوطني في مهرجان الشيخ زايد التراثي بنسخة 2014، بعدد من الفعاليات التي تتيح للجيل الجديد فرصة الاطلاع على تاريخ وموروث الآباء والأجداد، وقد جعل الأرشيف الوطني من مشاركته في المهرجان متحفاً حياً يشدُّ المهتمين على اختلاف هواياتهم واهتماماتهم، وعبر هذه المشاركة حرص الأرشيف الوطني على تعزيز المعرفة لدى الجيل الجديد لكي ينمي لديهم حب الوطن والولاء له، الوطن الذي أسسه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه- وإخوانه حكام الإمارات، الآباء المؤسسون الذين أعلوا صرح الاتحاد ورايته التي ظلت حرة خفاقة، فبلغت الإمارات بجهودهم العظيمة مصافّ الدول العصرية، إن عصر القائد المؤسس الشيخ زايد بتفاصيله وبمختلف جوانبه جدير بأن نقدمه لجميع أبناء المجتمع فيتعرف إليه الجيل الجديد، ويستذكره الذين عاصروه فهو درس بالغ الأهمية في نشوء الأوطان وبناء المجد».

وأضاف «اليوم ونحن نسير خلف قيادتنا الحكيمة التي سارت على خطى زايد الخير، ندعو أبناء الوطن إلى زيارة مهرجان الشيخ زايد التراثي الخامس، وزيارة جناح ذاكرة الوطن، ومتحفي الملاح الإماراتي أحمد بن ماجد، والشاعر الإماراتي الماجدي بن ظاهر، ليتعرفوا إلى البيئة الجبلية الإماراتية القديمة، وليشاهدوا التحول الكبير والازدهار الذي أسسه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحافظ عليه شيوخنا الكرام، وحرص عليه أبناء شعب الإمارات، وبالنظر إلى ما يحفل به مهرجان الشيخ زايد التراثي بمنطقة الوثبة من ملامح تراثية، فإنني أرى ألا يقتصر هذا المهرجان على فترة محددة وأن يكون معلماً للتراث الإماراتي على مدار العام، ولا يسعني إلا أن أشكر اللجنة المنظمة للمهرجان على جهودها وحسن التنظيم الذي لمسناه في المهرجان بشكل عام».

يقع متحف الملاح أحمد بن ماجد في منطقة البيئة البحرية في المهرجان، وتماشياً مع طبيعة المكان، تم تصميمه ليحاكي سفينة الملاح بتفاصيلها، بينما يتيح المتحف من خلال أحدث التقنيات ووسائل العرض، خصوصاً تقنية «الهولوجرام» ثلاثية الأبعاد، للزائر رؤية صورة مجسمة لرائد علم الملاحة العربية ويستمع إليه وهو يروي بنفسه كيف كان أول من اكتشف رأس رجاء الصالح، وأضاف الكثير إلى علم البحار والفلك، وكيف كانت مؤلفاته وخرائطه ورسائله وأراجيزه وقياساته في ارتياد البحار والمحيطات عاملاً أساسياً في ازدهار عالم الملاحة العربية.

أما متحف الشاعر الإماراتي الماجدي بن ظاهر والملقب بـ«أمير الشعر النبطي»، فيقع في منطقة البيئة البرية في مهرجان زايد التراثي، وبمجرد دخول الزائر إلى المتحف يجد شاشات صغيرة تم تثبيتها على الجدران، ومن خلال هذه الشاشات وما تتميز به من قدرات تفاعلية، يمكن للزائر أن يستعرض المعلومات الخاصة بهذه الشخصية كافة، ويختار العنوان الذي يتوقف عنده مثل: تنقله بين مدن وقرى الإمارات، وقصيدته في جميرا دبي، ووصف الزيد، والأمثال والحكم، وغير ذلك من الموضوعات والعناوين التي تروي جوانب من شخصيته. أو يمكن أن يتوجه مباشرة إلى وسط القاعة ويقف ليشاهد بن ظاهر واقفاً في مواجهته ليروي له عن ميلاده والفترة التي عاش فيها، والتي عاصر فيها الدولة اليعربية في عُمان، وكيف كان رجلاً بدوياً اعتاد التنقل في أرجاء المنطقة حاله حال البدو الرحل بحثاً عن الماء والعشب، فاكتسب من تنقلاته بين المدن المختلفة وارتياد مجالس سكانها والاطلاع على علومهم وآدابهم وتراثهم ما اكسبه ثقافة واسعة. أيضاً يتحدث بن ظاهر عن عمله في مهنة صيد السمك واللؤلؤ مستخدماً شاشته «مركب صغير مصنوع من سعف النخيل، وعن قبيلته «المواجد» التي ينتمي إليها، والروايات المختلفة عنها، إلى جانب إلقائه العديد من أشعاره التي كتبها في موضوعات مختلفة مثل الفخر والغزل والحكمة والطبيعة خصوصاً البيئة الصحراوية التي عاشها ومشاهدها الغنية بالكثبان والرمال والسيول والأودية وطعان الظباء وأسراب الطيور وقوافل الجمال.

من جانب آخر، يشارك الأرشيف الوطني مشاركة فاعلة في فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي الخامس 2014، من خلال منصة ذاكرة الوطن التي تقدم الكثير من الكنوز الأرشيفية عبر أحدث التقنيات والتطبيقات الذكية، والشاشات التفاعلية.

وتتوسط منصة «ذاكرة الوطن» ساحة وضعت فيها شاشة كبيرة عليها بعض الصور المتحركة من مفردات التراث الإماراتي كالغزال والحصان والجمل وغيرها، وعلى الشاشة يشاهد الزوّار في الساحة صورهم بجانب هذه المفردات التراثية في بيئة تحاكي البيئة البدوية. بينما ضم الجناح عدداً من القاعات منها المجلس الذي يجد فيه الزوّار مكاناً للراحة، وهو يتسع لأكثر من 20 شخصاً، وفيه مكتبة تحتوي على إصدارات الأرشيف الوطني: مثل: كتاب (قصر الحصن)، وكتاب (زايد من التحدي إلى الاتحاد)، وكتاب (زايد رجل بنى أمة)، ومجلدات يوميات الشيوخ، وبعض الموسوعات التراثية كموسوعتي «المأمورة» الخاصة بالإبل و«العاديات» الخاصة بالخيول. وتزين المجلس مجموعة من صور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أثناء زياراته، واستقبالاته لأبرز الشخصيات العالمية، ويتوزع في المجلس العديد من الشاشات التي تعرض أفلاماً وثائقية تاريخية نادرة حصل عليها الأرشيف الوطني من المجموعات الخاصة بالدبلوماسيين والمسؤولين البريطانيين الذين عاشوا وعملوا في الإمارات، مع بداية النهضة التي شهدتها الإمارات، وقيام اتحادها الميمون، وتوثق هذه الأفلام التي يعرض بعضها للمرة الأولى جهود القيادة التاريخية والحكيمة للشيخ زايد وهو يغرس بذور الحضارة والنماء والتطور، التي تنعم بها دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتتضافر في منصة ذاكرة الوطن المادة التاريخية مع التقنيات الحديثة لجعل تاريخ دولة الإمارات وتراثها أقرب إلى الزوّار، وتحفل منصة ذاكرة الوطن بعدد كبير من الصور الفوتوغرافية التاريخية والشاشات التي تعرض أفلاماً وثائقية، ويحتوي جناح ذاكرة الوطن على العديد من القاعات التي تعنى كل واحدة منها بمعرض له موضوعه الخاص، وتتوالى هذه القاعات لتستعرض القاعة الأولى سيرة الباني المؤسس، وتسرد الثانية مسيرة الاتحاد، وتعنى الثالثة باهتمام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه- بالتنمية الزراعية مقارنة بين ما كانت عليه حال الإمارات قبل قيام الاتحاد، وما آلت إليه بعد أن أولى الشيخ زايد الزراعة اهتمامه، واشتملت القاعة الرابعة على اهتمام الشيخ زايد بالتراث، وقارنت القاعة الخامسة بين الماضي والحاضر في مختلف جوانب الحياة في دولة الإمارات، ويستطيع الزائر أن يقرأ ويستمع إلى حكم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأقواله الخالدة، وفي القاعة السادسة معرض (زايد والتعليم)، يحظى الأطفال بالمتعة والفائدة وهم يعززون معارفهم بالتاريخ الحديث لدولة الإمارات وبأبرز رجالاته عبر بعض الشاشات التفاعلية.

أيضاً تضمنت مشاركة الأرشيف الوطني في المهرجان بناء نسخة من مسجد البدية الذي يكتسب أهميته من تاريخه الموغل في القدم، إذ يعود إلى عام 1446م، وبعد كل أذان يستقبل المسجد المصلين في المهرجان، إلى جانب نموذج للبيئة الجبلية القديمة في الإمارات، التي تأخذ الزائر إلى الحياة القديمة فيها، وبأكثر من 80 صورة من مقتنياته التاريخية تحاكي البيئات التي توزعت في أرجاء المهرجان.

 

 

تويتر