شهده منصور بن زايد وسط حشد رسمي وشعبي

مهرجان الشيخ زايد التراثي.. 5000 عارض حملوا الماضي إلى حفل الافتتاح

منصور بن زايد شهد حفل افتتاح مهرجان الشيخ زايد التراثي 2014 وسط حضور تخطى 20 ألفاً من المواطنين والمقيمين والسياح والأجانب. وام

شهد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، أول من أمس، حفل افتتاح مهرجان الشيخ زايد التراثي 2014، في منطقة الوثبة، تحت شعار: «تراثنا هويتنا.. زايد قدوتنا»، وسط حضور رسمي وشعبي لافت.

كما حضر حفل الافتتاح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس دائرة النقل رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وأحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة، وحمد عبدالرحمن المدفع الأمين العام لشؤون المجلس الأعلى للاتحاد في وزارة شؤون الرئاسة، إلى جانب عدد من الشخصيات الرسمية.

«زايد والخيل»

يبرز معرض «زايد والخيل» كمعلم مهم وحيوي فهو معرض مخصص لخيول آل نهيان الكرام ويستخدم أحدث التقنيات التفاعلية لاستعراض تاريخ هذه الخيول العربية الأصيلة، بدءاً من ربدان فرس الشيخ زايد الأول، والتي كانت مضرب المثل وقيلت فيها القصائد العديدة، وصولاً إلى الخيول الأصيلة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، والتي حققت إنجازات لافتة في مناسبات عدة، فالاهتمام بسباقات الهجن العربية الأصيلة هو نهج أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في إطار المحافظة على العادات العربية الأصيلة وتقاليد الآباء والأجداد.

ويتناول المعرض علاقة الراحل الكبير بالهجن العربية الأصيلة واهتمامه بها، وكذلك يستعرض سيرة 10 من أفضل مطايا هجن الرئاسة والفائزة في أشواط السيف.

ويشكل معرض الملاح الإماراتي أحمد بن ماجد معلماً رئيساً في البيئة البحرية، يستعرض مسيرة وإنجازات رائد علم الملاحة العربية الملاح الإماراتي أحمد بن ماجد، والذي يعد المُكتشف الأول لرأس الرجاء الصالح حيث شكلت إسهاماته إضافة نوعية إلى عالم الملاحة العربية خصوصاً، وعلم البحار والفلك عموماً.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/226547.jpg


«جناح ذاكرة الوطن»

يضم المهرجان معلماً في غاية الأهمية، نظراً لما يحويه من صور وأفلام تاريخية عن دولة الإمارات العربية المتحدة وهو «جناح ذاكرة الوطن»، والذي يضم حقائق تاريخية يُعرض بعضها للمرة الأولى، حيث يضم الجناح مكونات عدة، أهمها معرض يتناول سيرة وحياة وإنجازات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأقواله الخالدة ومعرض مخصص لمسيرة الاتحاد يستعرض مختلف الوثائق التاريخية، التي تم توقيعها لوضع لبنة اتحاد الإمارات، بالإضافة إلى معارض تركز على اهتمام الشيخ زايد طيب الله ثراه بالتنمية والتعليم والزراعة والمرأة والتراث كلٍّ على حدة. ويضم الجناح قسماً للتـــــاريخ الشفاهي، ومعرضاً للــــــرياضـــــــات التـــــــراثيـــــة.

وتستمر فعاليات المهرجان حتى الثاني عشر من ديسمبر المقبل، تحت رعاية سامية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ودعم من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة مباشرة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.

واستهلت الفعاليات بالسلام الوطني، ليستمع الحضور بعدها إلى أقوال عدة للشيخ زايد في مجال التراث، والتي صبت في إطار ضرورة التمسك بالقيم الإماراتية الأصيلة، وترسيخها في نفوس الشباب، وضرورة أن تتمسك الأجيال بالماضي، وألا تنساه، وأن يكون حاضراً في وجدانها قولاً وعملاً.

كما جرى استعراض لوحات من الماضي المشرف، تكرس القيم الإماراتية النبيلة، تلتها مسيرة للفنون الشعبية، التي قامت بأداء لوحات الفن الإماراتي الأصيل، تبعتها مسيرة للخيل والهجن والقافلة التراثية، ولوحة تراثية لترويض الخيل، إلى جانب عرضة الخيل، كما قام 5000 عارض بأداء لوحات من الماضي ضمن ساحة حفل الافتتاح، التي زاد عرضها على 200 متر.

واختتم الحفل بإطلاق الألعاب النارية لمدة 10 دقائق متواصلة، حيث جسدت هذه اللوحات بمجملها جمالية التراث الإماراتي، وجذوره الضاربة في التاريخ.

وأدى الفنان حسين الجسمي «فن العازي»، مع أوبريت ضخم من أشعار القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إذ تعد قصيدة «يا شباب الوطن لبّوا نداكم» من درر ما قاله الراحل الكبير الشيخ زايد رحمه الله، والتي حث فيها أبناء الإمارات على تلبية نداء الوطن، والمبادرة إلى كل ما فيه رفعة الوطن وسموه والدفاع عن مكتسباته.

وسعياً من اللجنة العليا المنظمة لأن تكون الدورة الحالية استثنائية، فقد جاء حفل الافتتاح شاملاً، يسرد تاريخ الإمارات من خلال رصد أدق مظاهر الحياة في الدولة على مدار مئات السنين، عبر لوحات استعراضية تبرز تلاحم الماضي مع الحاضر وتطلعات الأجيال للمستقبل.

وتوجه حميد النيادي، نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الشيخ زايد التراثي 2014، مدير المكتب الخاص لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، بخالص الشكر والتقدير إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدعمهما غير المحدود للأنشطة التي تصب في صالح دعم التراث الإماراتي.

كما توجه النيادي بالشكر إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على حضوره حفل افتتاح المهرجان، ودعمه المتواصل لجميع الفعاليات التراثية، وشكر أيضاً الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة رئيس اتحاد سباق الهجن على جهوده ومتابعته الدائمة للمهرجان.

وشهد حفل الافتتاح حضوراً لافتاً تخطى حاجز الـ20 ألفاً من المواطنين والمقيمين والسياح والأجانب، نظراً للتنوع الثقافي والتراثي الذي تحفل به الفعاليات، إذ تأتي فعاليات المهرجان لهذا العام في قالب تشويقي ترفيهي تعليمي، يكرس نظرة واقعية ودقيقة للحياة في دولة الإمارات، خلال مئات السنين والتقاط التفاصيل كافة للبيئات الأربع التي تشكل عناصر الحياة في الدولة.

وأكد النيادي أن القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لعب دوراً محورياً وبارزاً في ترسيخ القيم التراثية الإماراتية، وتعميق أثر التراث في نفوس النشء من أبناء الوطن، لذا يأتي إطلاق اسم الراحل الكبير على هذا المهرجان وفاءً لقيمه وذكراه العطرة، وجهوده الكبيرة في حمل رسالة التراث الإماراتي للأجيال القادمة.

وقال: نحن نرى أن مهرجان الشيخ زايد التراثي فرصة حقيقية لتعريف الأجيال الحالية والقادمة بأسس النهضة التي ارتكزت عليها دولة الإمارات، للوصول إلى ما هي عليه اليوم من تطور وتقدم، وهو الأساس في نهضتها المستقبلية المستمرة إن شاء الله.

ويقف جناح ذاكرة الوطن شاهداً حياً على العديد من الأحداث والحقائق التاريخية، التي تجد طريقها للمرة الأولى إلى عموم الجمهور، كما يتناول إنجازات واهتمامات الراحل الكبير في شتى الميادين، كما يشتمل المهرجان على معرض زايد والخيل، الذي يعرض لخيول آل نهيان، وفي مقدمتها «ربدان»، فرس الشيخ زايد الأول، التي نسج حولها العديد من القصص، ونظمت فيها الأشعار، كما يضم المهرجان متحف الشاعر الماجدي بن ظاهر، ومتحف الملاح أحمد بن ماجد. ويقدم المهرجان أيضاً لمعرض الأفلاج التي شكلت محط اهتمام القائد المؤسس الشيخ زايد، والذي يُستذكر قوله في هذا المقام، حينما قال «أعطوني زراعة أعطيكم حضارة»، وأخيراً وليس آخراً يعرض المهرجان لمسجد البدية، الذي يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 500 عام، إذ يصب جميع ما ذكر في إطار الحديث عن إمارات الحضارة والتاريخ والإرث العظيم.

تويتر