أثريان يؤكدان ضرورة نشر الوعي الأثري بين الجمهور باستخدام الوسائل الحديثة

المكتشفات الأثرية ترسم ملامح تاريخ الإمارات

جمهور كبير وشخصيات متخصصة تابعت الندوة. تصوير: نجيب محمد

شدّد خبراء في دراسة الآثار على ضرورة نشر الوعي الأثري بين الجمهور، والعمل على استخدام التقنيات الحديثة للوصول إلى الشباب، وتعريفهم بتاريخ الدولة وتراثها وثقافتها، عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف الوسائل الحديثة لتحفيز الشباب لدخول مجال علم الآثار والعمل فيه بشكل احترافي.

حوار تفاعلي

أشار بيتر شيهان إلى أن الهيئة وغيرها من الجهات المهتمة والمختصة تعمل على خلق حوار تفاعلي حول هذا المجال، وتغيير بعض المفاهيم الشائعة غير الصحيحة حوله، لافتاً إلى أن علم الآثار يعتمد على العديد من المصادر، منها التنقيبات الأثرية في المواقع المختلفة، والمعلومات التي وردت في الكتب القديمة والكتب المقدسة، وفي العصر الحديث أسهم التطور التكنولوجي في دفع التنقيبات الأثرية وتطورها لدرجة كبيرة، كما فتحت المجال للاستعانة بخبراء من مجالات علمية أخرى لها علاقة بالتنقيب، أو تسهم فيه مثل التصوير المقطعي بالأشعة «إكس راي» والنووي وغيرهما.

جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية الأخيرة ضمن سلسلة حوارات معرض «قصر الحصن»، التي نظمتها هيئة أبوظبي والسياحة، بالتعاون مع مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، التي عقدت مساء أول من أمس، في قصر الحصن بأبوظبي، بحضور جمهور كبير ومتخصصين في الآثار، وتحدث فيها الأستاذ المساعد في جامعة زايد الدكتور تيموثي باور، ومدير المباني التاريخية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بيتر شيهان.

تناول المتحدثان في الجلسة تعريف علم الآثار والفرق بينه وبين التاريخ، وكيف يمكن ان يسهم علم الآثار في فهم تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وثقافتها، وكيف ترسم الآثار معالم التاريخ، وكيف تسهم في فهمه، كما تطرقا إلى مراحل التنقيب الأثري، والأسس التي يقوم عليها، وقدما عرضاً لصور بعض المواقع الأثرية في الإمارات، خصوصاً في العين، فبعضها مازال موجوداً والآخر تهدم منذ سنوات بعيدة، ولكن كشفت الدراسة الأثرية عن تاريخه.

في مداخلته أوضح تيموثي باور أن علم الآثار يرسم معالم التاريخ، فهو علم يعتمد على المواد والأشياء والتنقيب، بينما يعتمد على التاريخ على التدوين، «فالآثار لها دور كبير في تعريفنا بتاريخ الإمارات، ورحلة الإنسان في هذه الأرض، وكيف تعامل مع البيئة وطور الحياة وأساليبها ليخلق حضارة، وما المواد التي استخدمها في الحقب المتتالية، لذا من المهم توعية الشباب بأهمية علم الآثار، وإشراك الناس في الاهتمام بهذا المجال الحيوي». مشيراً إلى أن جامعة زايد اتجهت لاستخدام التكنولوجيا الحديثة للتعريف بتراث وتاريخ الإمارات، بعد أن أظهرت الدراسات استخدام الشباب الهواتف المتحركة طوال الوقت، فقامت بوضع صور ومعلومات من التراث الإماراتي وأبرز رموزه على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «إنستغرام»، و«تويتر» و«فيس بوك»، لتعريف الشباب بها. وقال باور إن علم الآثار تطور من مجتمع لآخر، ومن عصر لآخر، مبيناً أنه لا يعتمد فقط على التنقيبات، بل تسبق ذلك أبحاث مكتبية ودراسات للصور والخرائط، ثم يأتي دورالتنقيب في الأرض.

وأشار إلى التنقيبات في العين على سبيل المثال، حيث عمد فريق البحث على فهم التقطيع الجغرافي للواحات، والاستعانة بنظام الأفلاج الذي كان مستخدم في ذلك الوقت، ونقاط التقاء هذه الأفلاج بالواحات وبالصحراء، لفهم طبيعة المنطقة قبل الانتقال إلى مرحلة التنقيب على أرض الواقع، مشيراً إلى أن الصور الجوية كان لها دور كبير في هذه التنقيبات.

 

تويتر