أصدر كتاباً لكل مشارك.. وتوزّعت فعالياته بين القصائد والموسيقى والرسم

مهرجان كوستاريكا الشعـــري يتحدى الضغوط الإسرائيليــة

الشاعر الكوستاريكي أوسفالدو ساوما الحائز على الجائزة الوطنية خلال مشاركته في المهرجان. من المصدر

نجح مهرجان كوستاريكا العالمي للشعر في استقطاب جمهور كبير من مختلف الأجيال في فعالياته التي امتدت في العاصمة سان خوسيه وفي مدن عدة. وتحدى المهرجان في دورته الـ13 الضغوط الإسرائيلية المتزايدة عليه، ولم يوجه أي دعوة لشاعر إسرائيلي خلال جميع دوراته. ويعد المهرجان الذي ينظمه بيت الشعر بالتعاون مع وزارة الثقافة وجامعة كوستاريكا وعدد من المؤسسات الثقافية والتعليمية، من أبرز المهرجانات العالمية، خصوصاً أنه يطبع مجموعات شعرية للمشاركين، وتنتشر فعالياته في العاصمة سان خوسيه وعدد من المقاطعات والمدن والريف، لتشمل جمهوراً في الجامعات والكليات والمدارس والسجون والمستشفيات، علاوة على الجمهور العام الذي توافد على حضور الفعاليات من مختلف المناطق.

وأكد مدير المهرجان الشاعر نوربيرتو ساليناس لـ«الإمارات اليوم»، أن «مهرجان كوستاريكا الشعري الذي يضم نخبة من الشعراء من مختلف مناطق العالم، سيبقى صوت الحرية، والمساند للقضايا الإنسانية العادلة»، موضحاً أن الدورة الحالية للمهرجان تحتفي بالثقافة العربية باستضافة ثمانية شعراء عرب، ما يتيح للمشاركين الاطلاع على تجارب شعرية عربية متعددة، ضمن فعاليات المهرجان.

وأضاف أن «المهرجان الذي يقام بدعم من وزارة الثقافة، يطبع كل عام كتاباً شعرياً لكل شاعر»، مؤكداً أن «المهرجان يلزمه الدعم، لكن ليس على حساب منطلقاته المنادية بالحرية لفلسطين والشعوب المقهورة»، موضحاً أن «المهرجان واجه ضغوطاً إسرائيلية، في محاولة لثني إرادته، أو إيقافه، أو دعوة شاعر اسرائيلي، لكن المهرجان لن يرضخ لأي ضغط مهما كان، وسيواصل دوراته بجهود المتطوعين والأهالي والشعراء والموسيقيين والفنانين التشكيليين، وعموم المثقفين والمؤسسات الثقافية والتعليمية والداعمين».

ويمثل المهرجان صوت الحرية والعدالة والإبداع، ويجمع بين فعالياته المتعددة الشعر مع الموسيقى والرسم، علاوة على الورش الإبداعية والحوارات بين الشعراء المشاركين والجمهور وحفلات توقيع الكتب للجمهور من عشاق الشعر. ويعد واحداً من أبرز المهرجانات الشعرية في أميركا الوسطى، خصوصاً أنه ينفرد في طباعة مجموعة شعرية باللغة الإسبانية لكل مشارك، ويتم بيع تلك الكتب خلال فعاليات الدورة الـ13 للمهرجان التي أقيمت في الفترة من 31 أكتوبر الماضي حتى الثالث من نوفمبر الجاري في العاصمة ومدن إريديا وكولون وألاخويلا ومونتي فيردي وتوريالبا.

وجمع المهرجان الذي شارك فيه 18 شاعراً من العالم، تجارب شعرية متنوعة من أربع قارات، ومن مختلف الأجيال، فمن المكسيك شارك الشاعر ألفارو سوليس، ومن إيطاليا أليسيو براندوليني، ومن بيرو إدواردو شيرنوس. وشاركت من إسبانيا ترينيداد غان، ومن أوروغواي روسيو كاردوسو، ومن كولومبيا فرناندو دينيس، ومن بورتوريكو إيريس أليخاندرو مالدونادو، ومن الأرجنتين ألفريدو فيليغاس، أما من كوستاريكا فشارك الشاعر أوسفالدو ساوما الحائز على الجائزة الوطنية عام 2013، والشاعرة جولييتا دوبليس.

وكانت المشاركة العربية كبيرة في المهرجان، إذ شارك ثمانية شعراء هم: خلود المعلا من الإمارات، وأحمد الشهاوي من مصر، ومحمد أحمد بنيس من المغرب، ومحمد ميلود غرافي من المغرب وفرنسا، وصالح زمانان من السعودية، وطارق الطيب من السودان، وأكرم قطريب من سورية، وعلي العامري من فلسطين والأردن.

وكان مهرجان كوستاريكا الشعري افتتح في المسرح الوطني في سان خوسيه، واختتم فعالياته في المعهد المكسيكي، وسط حشد كبير من الجمهور والمثقفين.

وفي صفحة المهرجان، أكد بيت الشعر الكوستاريكي في كلمة له أهمية دعم ورعاية برامج ثقافية تعزز الروح الإيجابية لدى الأجيال الجديدة من الأطفال والشباب في كوستاريكا. وذكر أن «المهرجان يواصل منذ دورته الأولى تعزيز حضور الشعر الكوستاريكي، كما يعزز التفاعل الثقافي بين مختلف القطاعات من مدارس وكليات وجامعات، إذ يصل المهرجان إلى الجمهور في مواقعه»، خصوصاً أن الفعاليات تمتد لتصل إلى المدارس والمسارح والجامعات والسجون أيضاً، لما للشعر من دور مهم في تعزيز العناصر الإيجابية في الحياة.

وطبع المهرجان 18 مجموعة شعرية للشعراء المشاركين، الذين جاءوا من أربع قارات، وعرضت الكتب للبيع للجمهور في مواقع الفعاليات، منها جامعة كوستاريكا في سان خوسيه، والجامعة الوطنية في إريديا، وكذلك في المسارح وبيوت الثقافة ومؤسسات ثقافة الشباب.

وخصص مهرجان كوستاريكا الشعري ريع الكتب لدعم برامج رعاية الأطفال والشباب، والتنمية الثقافية ودعم المواهب الشعرية والفنية في عموم البلاد. وأشار إلى أهمية دور الثقافة في تعزيز الروح الإيجابية بين طلبة المدارس والكليات والجامعات، خصوصاً أن المهرجان يقام بالتعاون مع عدد من المؤسسات التعليمية.

وذكر بيت الشعر أن إحصائية لمستشفى الاطفال أكدت ارتفاع عدد الحالات من الأطفال الذين تعرضوا للعنف. ودعا الآباء والأمهات والطلاب أنفسهم والتربويين للوقوف في وجه ظاهرة العنف التي تطال الأطفال الذين يمثلون قادة المستقبل. وأضاف «لهذا يبذل المهرجان جهداً كبيراً لتنظيم الأنشطة الواسعة النطاق التي تصل إلى الأطفال والشباب في البلاد». وأكدت مساعدة مدير المهرجان سوزانا سولورزانو، أن «المهرجان حقق نجاحاً باهراً منذ انطلاقته، إذ يسهم في تعزيز حضور الشعر في المجتمع الكوستاريكي، ويعزز الحوار العالمي بين المبدعين في الشعر والموسيقى والتشكيل، وكذلك الحوار والتفاعل مع جمهور عريض من مختلف الأجيال يحرص على حضور الفعاليات»، مشيرة إلى أن الفنون الإبداعية تعد أولوية في المجتمع، تتناغم مع طبيعة الثقافة الكوستاريكية، وعموم الحياة في أميركا الوسطى والجنوبية.

وأضافت أن «المهرجان الذي يستضيف شعراء من العالم يسهم في تعزيز مشاركة الشعراء الكوستاريكيين من مختلف المدن والمقاطعات، وكذلك يولي اهتماماً خاصاً بالمواهب الشعرية والموسيقية في المدارس والجامعات، إذ شارك عدد كبير من الطلبة في قراءات وعروض موسيقية خلال المهرجان، ما يوفر فرصة للتفاعل والاطلاع على تجارب شعرية وموسيقية متعددة».

 

«ضوء» خلود المعلا

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/2246558%20(1).jpg

شاركت الشاعرة الإماراتية خلود المعلا في الدورة الـ13 لمهرجان كوستاريكا الشعري، وهي المشاركة الثالثة لها في المهرجان. وخلال القراءات الشعرية التي شاركت فيها، تألقت الشاعرة في تقديم نماذج من تجربتها الشعرية، ونقلت صورة عن تطور مستوى الشعر في الإمارات. وشاركت المعلا في لقاءات في العاصمة سان خوسيه وكولون وإريديا، ووقعت مجموعتها الشعرية «ألمس طرف الضوء»، التي أصدرها المهرجان باللغة الإسبانية، بترجمة الدكتورة عبير عبدالحافظ أستاذة اللغة الإسبانية في جامعة القاهرة. وحققت المجموعة الشعرية مبيعات عالية خلال المهرجان الذي استمر 10 أيام.

توأمة الفنون

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/2246558%20(2).jpg

أكد مدير مهرجان كوستاريكا الشعري نوربيرتو ساليناس، ومساعدته سوزانا سولورزانو، على التوأمة بين الشعر والفن التشكيلي والموسيقى، إذ تزينت أغلفة المجموعات الشعرية التي أصدرها المهرجان بصور لوحات للفنان الكوستاريكي كالي ريفيرا الذي كرمه المهرجان على جهوده. واحتفى ريفيرا بالمشاركين في دعوة عشاء وزيارة لمحترفه الفني. وحضر التشكيل أيضاً خلال لقاء للشعراء والموسيقيين والفنانين مع نائب وزيرة الثقافة ألفريدو شافاريا، والسفير الإيطالي في فضاء تشكيلي يضم أعمالاً فنية تركيبية. كما شارك الشعراء والفنانون والمنظمون في تشكيل لوحة بمختلف اللغات، تضمنت عبارات شعرية وخطوطاً وألواناً، ومقاطع من تدوين موسيقي أيضاً. وفي حفل اختتام المهرجان في معهد المكسيك، أسهم المشاركون أيضاً في إنجاز لوحة ثانية بالألوان والعبارات الشعرية والموسيقية. وكان إستيفان فارغاس وثق فعاليات المهرجان بصور في مختلف المواقع.

رحلة الكاريبي

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/2246558%20(3).jpg

 

نظم مهرجان كوستاريكا الشعري رحلة للمشاركين إلى منطقة تورتوغيرو على البحر الكاريبي، في الفترة من الأول حتى الثالث من نوفمبر الجاري، إذ استضاف الشاعر الكوستاريكي ذو الأصول الفلسطينية رودولفو دادا، المشاركين في منتجع يملكه في منطقة تورتوغيرو السياحية.

وكان الشاعر دادا صاحب العبارة الشعرية «الأمل ينعق مثل غراب» حاز جوائز أدبية عدة، من بينها جائزة كارمن ليرا وجائزة الأونا بالابرا وجائزة آكيليو إيتشيفاريا للشعر.

الموسيقى قرينة الشعر

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/2246558%20(4).jpg

تضمن مهرجان كوستاريكا للشعر، في دورته الـ13، فعاليات موسيقية متعددة، كانت الموسيقى بمثابة قرينة للشعر. وشارك في الفعاليات نخبة من الموسيقيين الكوستاريكيين ومن دول لاتينية أخرى، من بينهم عازفة البيانو والكمان آنا كارمونا وخافيير مالكا وأليكس بييدرا وإستيفان تشافاريا وبيانكا سانشو والطفلة إيلينا بوراس وأندريا تشنشيلا وفيدريكو سانشيز، وفرقة التراث الكوستاريكي وفرقة مدرسة اسحاق مارتن.

كما كانت ثلاثية الشعر الموسيقى والفن التشكيلي حاضرة في ورشة عمل نظمتها أستاذة الموسيقى لاورا فلوريس فالي، وقدمها علي العامري لطلبة كلية الفنون في مدينة إريديا حول العلاقة بين فنون الشعر والموسيقى والفن التشكيلي.

 

تويتر