محمد المر ينصح المخرجين الشباب بالاستفادة من النصوص الأدبية والبحث عن الأفضل

«جثة على الـرصيف».. الهواة يختبرون صعـــوبات المسرح

صورة

اسألونا قبل أن تحاكمونا، واسمعوا معاناتنا قبل أن تعملوا مشرط الانتقاد في أي عمل مسرحي تقدمه فرقة من «الهواة»، هذا هو لسان حال فرقة شبابية، لم يثبت لها حتى اسم يجمعها، سوى انتماء أفرادها إلى جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، قدمت مساء أول من أمس، ضمن عروض الدورة الثامنة لمهرجان دبي لمسرح الشباب، مسرحية «جثة على الرصيف»، من تأليف المسرحي الراحل سعدالله ونوس، وإخراج الشاب الإماراتي أحمد الشامسي.

وجدد رئيس المجلس الوطني الاتحادي، محمد المر، الذي تابع العرض، في تصريح لـ«الإمارات اليوم» الدعوة للشباب، من أجل الاستفادة من الأعمال الأدبية، ليس في السينما فقط، بل في المسرح أيضاً، مضيفاً: «ليست هناك أزمة نص، لكن هناك كسل في البحث عن النص الأنسب».

محمد المر: الأدب عابر للحدود

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/2248548%20(2).jpg

وصف رئيس المجلس الوطني الاتحادي، الأديب محمد المر، الأدب بأنه عابر للحدود، مؤكداً أن هناك ميراثاً هائلاً من النتاج الأدبي العربي والغربي، يمكن الاستفادة منه في إبداع دراما سينمائية ومسرحية مميزة، بعيداً عن التذرع بدعاوى غياب النص الجيد.

وأضاف المر، لـ«الإمارات اليوم»، أن «هناك سلاسل من الكتابات المسرحية الخالدة في الأدب العربي، والأدب العالمي، وهي أعمال عبقرية ثرية، من شأن الاستفادة منها أن تسهم في تقديم أعمال ذات جودة فنية عالية، وأكثر جذباً للجمهور، كما أنها ستحسن بيئة الإبداع الفني».

وأشار المر الذي تابع عرض «جثة على الرصيف»، وتفقد المسرح المفتوح المخصص لعروض «الناشئة»، خلال المهرجان، إلى أن التجديد يبقى مطلباً مهماً لأي مهرجان تتوالى دورات تنظيمه، لاسيما حينما يكون هذا المهرجان مرتبطاً أصلاً بحالة متجددة، وهي هنا «الإبداع المسرحي».

السويدي: دعوة إلى الشباب

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/2248548%20(1).jpg

وجّه رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، دعوة إلى الشباب المهتمين بأنشطة مهرجان دبي لمسرح الشباب لحضور الفعاليات المختلفة التي تنظمها «الندوة»، مضيفاً: «هذه الحالة الثرية، التي نلمسها خلال المهرجان، نتمنى أن نلمسها على مدار العام».

وأضاف: «المسرح أبوالفنون، والمهتم بالمسرح يجب أن يكون على اطلاع بسائر قنوات الإبداع الأخرى، وغير ذلك من المعارف والعلوم والفنون، وسوف يكون مفيداً لو التفت الشباب، ممن يجدون متعتهم في التواصل مع النشاط المسرحي، سواء على صعيد الممارسة أو المتابعة لسائر الحراك الثقافي الثري». يذكر أن ندوة الثقافة والعلوم استضافت معظم دورات مهرجان دبي لمسرح الشباب، الذي انتقل في إحدى دوراته لمسرح دبي الاجتماعي في «مول الإمارات»، لكن ملاحظات عدة، سواء من الفرق المشاركة أو الجمهور، أعادت المهرجان إلى «الندوة» التي وصفها السويدي بـ«بيت المهرجان».

وبعد غياب عرض «الحفار»، الحائر إنتاجياً بين جامعتي «الجزيرة» و«عجمان للعلوم والتكنولوجيا»، وما نتج عن هذا الغياب من فراغ جدول المهرجان، الذي تستضيفه ندوة الثقافة والعلوم، من أي عروض مسرحية في اليوم المقرر لاستضافته، واجه عرض «جثة على الطريق» صعوبات عدة، كادت تدفعه للمصير نفسه، لولا إصرار مخرجه أحمد الشامسي على عدم الإضرار ببرنامج المهرجان، على حد تأكيده.

نيله جائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي لم يشفع لمخرجه، بعد أن اعتذر ثلاثة من عناصر العمل الرئيسة عشية العرض الذي تأخر عن موعد انطلاقه بالفعل، بسبب مشكلات الديكور والإضاءة، حيث انضم إبراهيم بن حيدر لإنقاذ الإضاءة، فأنجز المطلوب منه قبل رفع الستار بـ10 دقائق فقط، بعد أن اعتذر الفني لعدم استلامه المبلغ المادي المتفق عليه، فيما سعى المخرج لتعويض غياب فني الديكور.

الغياب الثالث الذي تأكد عشية العرض أيضاً لممثل رئيس، كان من الصعوبة في ظل عدم وجود فنيين أن يقوم الشامسي بدوره، وهو ما دفع الفنان حسن يوسف الذي ينافس في المسابقة الرسمية بإخراجه ومشاركته في تمثيل مسرحية «النوخذة والطبال» بأن يتبرع بأداء هذا الدور، ليقوم بحفظه وتقديمه على الخشبة في ليلة واحدة، ودون إعداد مسبق.

وأطلع الشامسي «الإمارات اليوم» على مراسلات تفيد باعتذار جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا عن الدعم المادي للعرض، بسبب «عدم وجود خطاب من الجهة المنظمة، يفيد بأن العرض باسم جامعة عجمان»، كما أطلعها أيضاً على خطاب رسمي من هيئة الثقافة، المنظمة للحدث، يخطر جامعة عجمان بمشاركة «جثة على الرصيف» باسم الجامعة، مشيراً إلى أن الجامعة احتفت كثيراً بحصد العمل جوائز مهرجان المسرح الجامعي، قبل أشهر قليلة.

وقال الفنان حسن يوسف إنه التقى بالصدفة عشية العرض خارج ساحة ندوة الثقافة والعلوم بالمخرج أحمد الشامسي، الذي أخبره بأنه لا يجد مفراً من أن يترك كواليس الإخراج، ويقوم بتعويض دور الممثل الغائب، مضيفاً: «هذه المرارة أعرفها جيداً، لأنني وقعت فيها قبله بأيام، واضطررت أن أكون الممثل الرئيس لمسرحية من إخراجي، لذلك لم أجد بداً من أن أغامر معه، فعرضت عليه أن أقوم أنا بهذا الدور».

«الشهامة» وتقدير موقف «الزميل» هو ما بدا أيضاً من الفنان المتخصص في الإضاءة إبراهيم حيدر، الذي تبرع دون مقابل بأن يعوض غياب فني الإضاءة، لكن الشامسي وعده بأن يكون حاضراً لرد الجميل، أثناء الإعداد لإضاءة مسرحية في خورفكان بعد أيام عدة.

وفي ظل تلك المعطيات، جاء عرض «جثة على الرصيف» مقبولاً، واستطاع الشامسي التخلص من إشكالات الانطباع المسبق لعرض قد يعي بعض الحضور مضمونه الدرامي، نظراً لاتكائه على نص قديم لونوس، وعلى الرغم من اختلاف البيئة المتخيلة في العرض، والإحساس بأننا أمام مكان «آخر»، ومجتمع «آخر»، بمفهوم الثقافات، إلا أن الصراع النفسي سواء بين الشخصيات، أو على صعيد المونولوج الداخلي، أذاب تلك المفارقات، لصالح التواصل مع الفعل المسرحي.

وللمرة الثانية جاء العرض المستضاف ليعري بعض نقائض النفس البشرية، وفي حين ذهبت مسرحية «رجال تحت الأرض» لفضح جشع رموز الرأسمالية الفاسدة، فإن «جثة على الطريق» توقفت عند القيمة الضحلة لحياة البسطاء، لكن من وجهة نظر «السيد» الرأسمالي المستعذب لعذابات الآخرين أيضاً.

ستة شباب قادوا «جثة على الرصيف» إلى المسرح، بعيداً عن الاعتذار، مدفوعين بفضيلة الالتزام الأدبي ببرنامج المهرجان، وهم: راشد حنون، إسماعيل سمان، غسان فضل، فارس زياد، مصطفى الهاشمي، والمخرج أحمد الشامسي، قبل أن ينضم إليهم المتبرعان لإنقاذ العرض: حسن يوسف وإبراهيم حيدر، وجميعهم من دون شك، يستحقون التقدير والإشادة.

الشامسي: 5000 درهم أعاقت «الإضاءة»

قال مخرج مسرحية «جثة على الطريق»، الفائزة بجائزة أفضل عمل متكامل في مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي، بتمثيلها جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، إن عدم توافر 5000 درهم في ميزانية الفرقة، التي تعرض دونما دعم، تسبب في غياب فني الإضاءة، الأمر الذي كاد يعصف بالعرض قبل عرضه.

وتابع: «لولا تبرع الفنان إبراهيم بن حيدر، الذي أنجز المطلوب منه قبل رفع الستار بـ10 دقائق، لكننا عرضنا في ضوء كشافات الإنارة العادية الموجودة في المسرح، ولولا تبرع الفنان حسن يوسف بقبول دور ممثل معتذر، لما أقيم العرض أصلاً، لأنني كنت أسد عجزاً آخر متمثلاً في غياب فني الديكور».

وأضاف: «وعدتني إدارة الجامعة بدعم يصل إلى 15 ألف درهم، لكن رسالة اعتذار وصلتني قبل ساعات من العرض بشأن الدعم المادي، في حين أن إمكاناتي الذاتية كانت قد ذهبت إلى سائر متطلبات الإنتاج».

 

تويتر