أكدت أن الشارقة علامة فارقة على خريطة العروبة

أحلام مستغانمي: أنا قائدة جحافل من القرّاء

صورة

أكدت الشاعرة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، أن «الشارقة تشكل علامة فارقة على خريطة العروبة، لأنها قلعتها ومنارتها النابضة بالحياة»، مضيفة أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، «لا يحكم الإمارة بقبضة يد، بل بفكره، ولا يحكمها من قصره، بل من الجامعات وصروح العلم».

«عليك اللهفة»

ختمت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي حفل توقيع مجموعتها الشعرية «عليك اللهفة» بقصيدة «يا وسيم التقى»:

«ما طلبت من الله في ليلة القدر

سوى أن تكون قدري وستري

سقفي وجدران عمري

وحلالي ساعة الحشر!

يا وسيم التقى

أتقي بالصلاة حسنك

وبالدعاء ألتمس قربك

ألامس بالسجود سجاداً

عليه ركعت طويلاً!

يا لكثرتك!

كازدحام المؤمن بالذكر

في شهر الصيام

مزدحماً قلبي بك

عساني أوافق وجهك!».

وأوضحت أن عدد متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي بلغ أكثر من ستة ملايين متابع، واصفة نفسها بأنها تحولت من «كاتبة إلى قائدة لجحافل من القراء»، لكنها أشارت إلى أنها لم تعد قادرة على الكتابة بالحرية نفسها التي كتبت فيها أول مرة.

جاء ذلك، خلال كلمة ألقتها مستغانمي في معرض الشارقة الدولي للكتاب، في حفل توقيع ديوانها الشعري الأول «عليك اللهفة»، الذي أقيم، الخميس الماضي، في قاعة الاحتفالات بالمعرض، بحضور جماهيري كبير، وقف في صفوف طويلة منتظراً الحصول على توقيع مستغانمي على الديوان أو للحصول على صورة تذكارية معها، حيث استمر الجمهور بالتوافد على القاعة بعد انتهاء الكلمة بأكثر من ثلاث ساعات، لاقتناء نسخة من الكتاب الصادر عن دار نوفل في بيروت.

وخاطبت أحلام مستغانمي الشارقة وأهلها قائلة «أيتها الشارقة سلاماً لأهلك ولرجالك الطيبين، سلاماً لمآذنك ومنابرك أيتها النخلة الباسقة في صحراء عروبتنا، شكراً لأنك رفعت عالياً الكلمة الحرة، معكِ بلغنا سن الرشد الأدبي، وحين نغادرك سيغادرنا ذلك الافتقاد المرعب إلى الأمان». وتساءلت معبّرة عن هموم الكاتب العربي مما يدور في عالمه من أحداث «ما جدوى الكتابة وقد أصبح الموت عندنا أكثر وفرة من الحياة؟».

وأضافت «ثمة من يكتب ولا يكون إلا كاتباً، وثمة من يكتب ويضع نفسه مكان الأبطال. أما الكاتب العربي فيضع نفسه مكان القارئ، فيغدو هذا القارئ هو الرقيب». وأشارت إلى أنها تعلّمت من نزار قباني أن تستدل بخوفها على الحقيقة، معتبرة ذلك الدرس الأول والأصعب الذي تعلّمته في حياتها حول الكتابة. وأضافت أن «الدرس الثاني يكمن في أنه عليك، بصفتك كاتباً أو شاعراً، أن تخلع قيودك لتعش حراً».

وقالت مستغانمي متحدثة عن كتاباتها «حققتُ هذا الانتشار في الوطن العربي ليس لأنني متحررة بل لأنني اخترت التحرر من قيودي، وراهنت فيما تركته من مساحات بيضاء في أعمالي على ذكاء قرائي، وتركت لهم حرية إكمال ما تركته لهم من بياض».

وأضافت «لديّ اليوم أكثر من ستة ملايين متابع في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما حولني من كاتبة إلى قائدة لجحافل من القراء، غير أنه ثمة مسؤولية للكاتب تجاه قرائه، تزداد كلما زاد انتشاره، لذلك لم أعد قادرة على الكتابة بالحرية نفسها التي كتبت فيها أول مرة».

ووصفت القراء بقولها «القراء ندين لهم بوجودنا. إنهم المناضلون الحقيقيون في زمن الإنترنت، فمازال للمكتبة مكان في بيتهم رغم صغر البيت وضيق الحال». وأكدت أن «الشارقة وضعت جهدها ودخلها لأجل الكتاب، وأن لديها مشروعاً لإدخال الكتب إلى كل بيت في الإمارة».

وتحدثت مستغانمي عن شجون الكتابة «الأوطان تُنسب لكُتابها كما تنسب لقادتها، والأمة التي تنسب لقتلتها وليس لمبدعيها لا مكان لها في التاريخ»، وأضافت «نحن أمة يتعرض فيها الفرح العربي للتطهير. عندما نفتقد حباً نكتب قصيدة، وعندما نفتقد وطناً نكتب رواية، ولكن ماذا عندما نفتقد أحلامنا وتنهار أوطاننا. أي صنف من الكتابة نكتب؟ خصوصاً عندما تهيؤنا كل نشرات الأخبار لمستقبل نكون فيه فعلَ ماضٍ».

تويتر