افتتح فعاليات الدورة 33 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب.. ووقّع على النسخ الأولى من كتابه «تحت راية الاحتلال»

سلطان القاسـمي: الحقيقة والفضيلة كتابان عظيمان وسط كل الدمار والخراب

سلطان القاسمي يتوسط كبار الشخصيات والمكرّمين والفائزين بجوائز هذه الدورة من معرض الشارقة للكتاب. وام

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أنه يرى الحقيقة والفضيلة ككتابين عظيمين قائمين على وجه الأرض، ساكنين وسط كل الدمار والخراب الذي يحيط بهما، مضيفاً أنه «يعمل جاهداً على تبديد هذه السحب لكي تشرق شمس الحقيقة، شمس الفضيلة، عبر الكتاب».

جاء ذلك خلال افتتاح سموه، صباح أمس، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي، نائب حاكم الشارقة، فعاليات الدورة 33 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تستمر فعالياته حتى 15 نوفمبر الجاري في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة 1256 دار نشر من 59 دولة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/218254.jpg

وقّع صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، النسخ الأولى من كتابه الجديد «تحت راية الاحتلال». ويتكون الكتاب من تسعة فصول، تحمل عناوين: «بعد أن وضعت الحرب أوزارها»، و«مازال للحقد بقية»، و«رجوع الدعوة السلفية»، و«المتمرد والمدينة»، و«حاجي يعقوب في بيت الوكالة»، و«جولات وصولات أبوبشيت»، و«حرب الجيرة»، و«سالمين بن ناصر السويدي»، و«أيام الشدة». ويتضمن الكتاب عدداً كبيراً من الهوامش التي تم استخراجها من آلاف الصفحات من الوثائق التاريخية.

كما يضم الكتاب عدداً من الملاحق التي تحتوي بين دفتيها على خرائط نادرة للشارقة، بينها خريطة الشارقة في عام 1822، وأخرى في عام 1864.

وقال صاحب السمو في كلمته الافتتاحية للمعرض: «قبل يومين كنت على مائدة الطعام مع أولادي، فأصروا على أن ألقي كلمتي ارتجالاً، فتركت الموضوع إلى هذا الصباح، بدون تحضير، حتى إذا جلست في هذا اليوم، في غرفتي هادئاً، وما حولي ساكناً، وإذا بقلبي يطرق طرقاتٍ متواصلة، قلت ماذا بك يا قلب؟ هل هذه حوافر خيولك تغدو إلى نصر، أم حوافر خيلك متراجعة بالهزيمة؟ فلم يُجب».

وأضاف سموه: «قلت: هل هذه الطرقات طرقات مطارق مصانعنا، أم أنها تفجيرات ومعاول تهدم.. ثقافتنا ومتاحفنا وعلمنا.. فسكت.. قلت: أيها القلب لقد أشقيتني وأتعبتني كل ما دعمت منك شرياناً مال شريان.. رأفةً بي.. قال: أيعجبك الذي يحدث الآن في عالمنا العربي من الخزي ومن التدمير والتشريد.. أستحلفك بالله يا سلطان هل هذا عمل من أعمال الإنسانية؟ أستحلفك بالله يا سلطان هل هذا عمل من أعمال الشيم العربية؟ أستحلفك بالله هل هذا من أعمال تعاليم الدين السمح؟».

وأردف سموه: «قلت: مهلاً يا قلب.. استكن، لا تدفعني إلى أن ألعن الظلام بل ادفع بي لأوقد شمعة تنير لنا الطريق في هذا العالم المظلم.. قال: عرفت شمعتك، قد كنت أعرفها منذ كنت صغيراً، في شأن الكتب أخذت خنجرك الذهبي وأنت لم تبلغ 12 من عمرك، فرهنته لتشتري به كتباً، ألم يحدث؟ قلت له: حدث.. واخوتي كلهم، كل واحد لديهم خنجر مذهب فأين خناجرهم؟.. قيمة خنجري لاتزال في صدري علماً ومعرفةً.. قال: شاهدتك في أول معرض للكتاب.. تجول ولم يكن من الزوار إلى ذلك المعرض في أول دورة له من يشتري هذه الكتب.. ولم أشاهدك حزيناً بل كنت أشاهدك ذا عزيمة.. حتى إذا قال الآخرون نكتفي بهذا.. لأنه لا يصلح أن يكون معرض للكتاب في هذا الجزء من العالم العربي.. وبادرت واشتريت كل الكتب.. جزء منها في المكتبة العامة وجزء في المدارس وجزء لي شخصياً.. واستمر التصميم على متابعة إقامة ذلك المعرض.. قال قلبي: وأنت الآن تصل إلى الدورة 33، المكتبات العالمية أتت إلى هذا المعرض.. وكُتاب الدنيا أتوا.. والمؤسسات الفكرية أتت هل استكفيت؟ قلت له: لا.. قال: وماذا تريد؟».

وأضاف سموه: «قلت لقلبي: أنا قرية في عالم كبير اسمه العالم العربي، أنا نقطة في محيط، ليت لي تلك الأذرع التي أصل بها كل مكان في هذا العالم العربي، الذي أصبح في هذا الموقف المخزي أمام الدنيا، قال: كيف تراه؟ هل تراه حقيقةً؟».

واختتم سموه: «قلت لقلبي: إني أرى الحقيقة والفضيلة ككتابين عظيمين قائمين على وجه الأرض، ساكنين وسط كل الدمار والخراب، الذي يحيط بهما، أحياناً أجدهما مغطيين بالسحاب عندئذ يتحرك الناس في الظلمات، ظلمات الجهل، ظلمات الجريمة، ظلمات التعصب، ظلمات الهمجية، وإني أعمل جاهداً على تبديد هذه السحب لكي تشرق شمس الحقيقة شمس الفضيلة عبر الكتاب».

ابتدأت مراسم الحفل الذي قدمه الإعلامي محمد خلف بعرض لفيلم وثائقي لأبرز محطات إنجازات ومبادرات الشارقة الثقافية، في مقدمتها معرض الشارقة الدولي للكتاب منذ انطلاقة دورته الأولى عام 1982، تلاه كلمة رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عبدالله العويس، وألقى مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، كلمة ضيف شرف الدورة الحالية، التي استحقتها منظمة «إيسيسكو» تقديراً لجهودها في دعم الثقافة في العالم الإسلامي، قائلاً: «لقد جعل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من الثقافة قوة دفع للنهضة الشاملة التي تصنع التنمية المستدامة، واستطاع بإيمانه وبثاقب فكره وبرؤيته البعيدة، أن يفجّر ينابيع الثقافة في حقولها المتنوعة، وأن يستثمر الوسائل الثقافية في صناعة التقدم والرقي والرخاء والازدهار، فكان سموه القائد المثقف المبدع، ليس في حقل الإبداع الذاتي من خلال الفكر والقلم فحسب، ولكن كذلك في حقول العمل الثقافي الشامل والفاعل والمؤثر والمنتج للتطور والنماء».

ثم ألقى مستشار الرئيس التنفيذي مدير عام «اتصالات» الإمارات الشمالية، عبدالعزيز تريم، كلمة «اتصالات»، الراعي الرسمي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب.

وزار صاحب السمو حاكم الشارقة عدداً من أجنحة الجهات الحكومية، من بينها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والمجلس الوطني الاتحادي، وثقافة بلا حدود، وجمعية الناشرين الإماراتيين، ومؤسسة الشارقة للفنون، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. ووقع سموه عدداً من نسخ كتابه الجديد «تحت راية الاحتلال» في جناح منشورات القاسمي، واستمع إلى مجموعة من الأطفال الذي أنشدوا ترحيباً بسموه خلال زيارته إلى جناح مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.

وزار صاحب السمو جناح مؤسسة بحر الثقافة المشارك في المعرض، حيث كان في استقباله الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة المؤسسة، ومريم الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية. وألقت الرميثي كلمة باسم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، جاء فيها: «نستقبل اليوم بكثير من الفخر والاعتزاز دورة جديدة من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي استطاع منذ تأسيسه حتى يومنا هذا أن يكرس حضوره واحدة من أبرز المنصات الثقافية في المنطقة العربية والعالم».

وأضافت: «في هذه المناسبة الثقافية البارزة نتذكر جميعاً قول مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أهمية الكتاب والثقافة: الكتاب هو وعاء العلم، والحضارة والثقافة، المعرفة والآداب والفنون، وإن العلم والثقافة أساس تقدم الأمة وأساس الحضارة، وحجر الأساس في بناء الأمم».

وقالت: «لقد شكلت الثقافة ووعاؤها الكتاب، مكانة مميزة عند المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فأولى الكتاب رعاية خاصة، انطلاقاً من إيمانه العميق بأن بناء الإنسان يبدأ ببناء فكره وهو ما لا يتحقق ما لم ينهل من معين الثقافة التي تجعله منفتحاً على ثقافات الشعوب والحوار معها، بما يعود عليه بمزيد من الفهم لذاته وواقعه ومحيطه».

وأردفت: «في ضوء القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تابعت الثقافة سيرها قدماً، فقدمت المؤسسات الإماراتية المعنية بالثقافة نموذجاً متقدماً، وأسست لحراك معرفي وثقافي متميز، متيحة الفرصة لنخبة من المؤلفين والباحثين والناشرين ليجدوا في دولة الإمارات مساحة واسعة قادرة على الخلق والإبداع بأشكالهما كافة، وكان لمعارض الكتب مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب وغيرهما مساهمة بارزة في هذا الدور والحضور».

وقالت: «لا يسعني هنا إلا أن أرفع أسمى آيات الشكر والامتنان إلى مقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على احتضانه للثقافة والإبداع، وعلى اهتمامه بالفكر والمفكرين، وعلى رعاية سموه لحركة البحث والتأليف والترجمة والنشر، سواءً في دولة الإمارات وخارجها، حيث ترك بصماته في أكثر من بلد وساحة ثقافية. كما لا يفوتني أن أنوه بالدور الثقافي والإنساني والاجتماعي المشهود لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة».

وأضافت: «لا بد هنا أيضاً من التوقف ببهجة عند انتخاب ابنة الإمارات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين، كأول امرأة عربية يتم اختيارها لهذا الدور، ما سيعود بالنفع الكبير على الواقع الثقافي الإماراتي والعربي».

وأضافت: «إن شارقة الثقافة التي تحتفي اليوم بالكتاب أيما احتفاء، وتمنحه كل الاهتمام، تجمعنا من المحيط إلى الخليج ومن أقصى الأرض إلى أقصاها في أيام مباركة نعيش معها زهو الكتاب وعرس الثقافة، وفي هذه المناسبة المهمة أتمنى لابنة الإمارات الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة مؤسسة بحر الثقافة، كل النجاح والتوفيق، فما تقدمه مع عضوات مؤسسة بحر الثقافة جدير بالاحتفاء والتقدير».

وشكر صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على كلمتها، كما شكر القائمين على مؤسسة بحر الثقافة على جهودهم، وتمنى لهم كل التوفيق.


فاطمة بنت مبارك

قالت سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، في كلمة لها بمناسبة افتتاح فعاليات المعرض: «شكلت الثقافة، ووعاؤها الكتاب، مكانة مميزة عند المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فأولى الكتاب رعاية خاصة، انطلاقاً من إيمانه العميق بأن بناء الإنسان يبدأ ببناء فكره، وهو ما لا يتحقق ما لم ينهل من معين الثقافة التي تجعله منفتحاً على ثقافات الشعوب والحوار معها، بما يعود عليه بمزيد من الفهم لذاته وواقعه ومحيطه.

وقد تمكنت دولة الإمارات خلال فترة قياسية من اللحاق بركب الدول المتقدمة».

ملتقى للفكر

ألقت الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، كلمة جاء فيها أن «معرض الشارقة الدولي للكتاب أصبح ملتقى للفكر المعرفي الحديث بفضل رعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة»، مشيدة برعاية ودعم سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، (أم الإمارات)، للمرأة، وتشجيعها على الإبداع، فكانت الصالونات الثقافية الأدبية مشروعات تترجم هذه المشاركة للارتقاء بالوعي الثقافي والاجتماعي في المجتمع.

تويتر