تطوير الذات وفن اليوميات وآفاق القصة القصيرة في أمسياته الأخيرة

«العين تقرأ 2014».. يختتم نسخته السادسة

اختتم المعرض نشاطاته بعد أسبوع حافل بالندوات واللقاءات الحوارية مع كوكبة من الكتاب الإماراتيين، وكانت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة قد نظمت المعرض للعام السادس على التوالي في مركز العين للمؤتمرات في الخبيصي، وشارك فيه 68 عارضاً. من المصدر

طرح البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض «العين تقرأ 2014» في يومه الأخير، أول من أمس، ثلاثة عناوين متنوعة للنقاش مع الجمهور، بدأً من نصائح عبيد الكعبي المدرب في تطوير الذات، إلى تجربة الشاعر عوض الدرمكي في تدوين يومياته، وانتهاءً بالتجربة الابداعية للقاص حارب الظاهري.

حارب الظاهري: العين مدينة ثقافية

خُتم اليوم الأخير من المعرض بجلسة حوارية مع الأديب حارب الظاهري عن تجربته الابداعية، والتي أدارها الصحافي ساسي جبيل. وتحدث الظاهري عن مسقط رأسه مدينة العين التي عاش فيها طفولته وشبابه، وقال: «العين مدينة ثقافية بامتياز، فيها إرث غني ومعروف لأي مشروع ثقافي دون تجميل، فقد كان تكويني الأول من هذه المدينة، وفيها بحثت عن القراءات الأولى والمكتبة الأولى».

وأشار إلى أنه بدأ كتابة الشعر والقصة القصيرة في أواخر سنواته الدراسية في الجامعة، وقال: «لا أعرف لماذا أختار القالب الكتابي لطرح أفكاري، فالفكرة تأتي في القالب الذي تختاره، وحالياً اعمل على كتابة رواية، والتي أظن انها بحاجة إلى وقت أطول وتراكمات حتى تنضج».

وعن تنوع تجربته الكتابية من شعر وقصة والآن رواية، قال: «لم اتطفل على القصة أو الشعر بل كتبتهما معاً، أما الرواية فأعتقد أنه لديّ نفس أطول الآن لأنجزها، صحيح هناك من يخلص للقصة وآخرون للشعر، لكن التنوع في الأشكال الكتابية أمر جيد ومقبول، لكن نجاح التجربة متروك للمتلقي».

ولاحظ الظاهري أن حركة نشر الكتب تشهد ازدهاراً ملحوظاً، لكنه لا يرى ذلك مقياساً ثقافياً، وقال: «المؤسسات الثقافية لديها برنامج لنشر الكتب، وهي مستمرة فيه بغض النظر عن مستوى الطرح، ما يهم هو الوعي الكتابي وما تحمله هذه الإصدارات من فكر، ومن المهم أن تصل هذه النتاجات إلى الآخر بطريقة صحيحة، فقد ترجمت لي بعض القصص إلى الاسبانية والإنجليزية، لكني لا أعرف من قرأها، وهل وصلت إلى المتلقي فعلاً»، وتساءل عن تراجع النقد والرصد الصحافي والتلفزيوني في الإعلام للنتاجات الأدبية.

وختم المعرض نشاطاته بعد أسبوع حافل بالندوات واللقاءات الحوارية مع كوكبة من الكتاب الإماراتيين، وكانت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة قد نظمت المعرض للعام السادس على التوالي في مركز العين للمؤتمرات في الخبيصي، وشارك فيه 68 عارضاً من مختلف إمارات الدولة، وعرضوا أكثر من 55 ألف عنوان في مختلف العلوم والآداب باللغتين العربية والانجليزية.

وبدأ البرنامج بمحاضرة تحت عنوان «خطوات النجاح بنظرة شاب» قدمها عبيد الكعبي، الحاصل على رخصة تدريب دولي كمدرب دولي معتمد صادرة من الأكاديمية الأميركية للتدريب القيادي، وصاحب مدونة متخصصة في هذا المجال، وقدم للمحاضرة عمرو بوكحيل.

وشرح الكعبي أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها للوصول إلى تحقيق الأهداف وتطوير الذات، واعتبر أن الثقة في الخالق وعدم مخافة الآخرين في كلمة الحـق هي نقطة البدء في السير على طريق النجاح، حيث يتهيأ الشخص لمواجهة العقبات والمطبات، خصوصاً مع الثقة في النفس وفي القدرات. وحذر من التأثر بأحكام الآخرين أو محاولة تقليدهم، وشجع على التعلم من الأخطاء التي نقع فيها أو يرتكبها الآخرون وتحويلها من السلبية إلى الإيجابية حتى لا نستسلم للفشل، ودعا الشباب إلى التحلي بالصبر والعزيمة وتكرار المحاولات وفق تخطيط مدروس للوصول إلى الطموحات.

وفي الجلسة الحوارية الثانية تحدث الشاعر عوض بن حاسوم الدرمكي عن تجربته في تدوين يومياته، والصادر في كتاب تحت عنوان «يا ذكريات سانديجو»، والذي يتحدث فيه عن تفاصيل غربته عندما كان يدرس في الولايات المتحدة، وقال الدرمكي: «لم يكن في حسباني أن أضع كتاباً، فقد قال العرب قديماً من ألف استهدف، وكنت مكتفياً بالمقالات الرياضية التي اكتبها، غير أني أردت أن استعيد ذكريات ولحظات ممتعة عشتها في مدينة سانديجو». وأوضح أنه تخرج في الجامعة عام 2002 وبدأ في كتابة مذكراته عام 2011، واستعان بخدمة محركات البحث الالكترونية التي تنقل تفاصيل أي مكان عبر الانترنت، حيث تمكن من استعادة الكثير من اللحظات عبر هذا التجوال الافتراضي.

وأشار إلى أنه ضمّن كتابه العديد من العبارات المحلية من البيئة الإماراتية، حتى يكون السرد أقرب إلى أهل الإمارات، كما يفعل العديد من الكتاب المصريين والعراقيين وغيرهم. كما ضمّن الكتاب العديد من اشعاره من باب التنويع، ودفعاً للملل عن القارئ. ويعمل الدرمكي حالياً على انجاز كتاب يحمل عنوان «الديناصورات لا تعرف قيادة الكاديلاك»، وهو كتاب في الادارة، فيما سيصدر له ديوان شعري لقصائده الشعبية أثناء معرض الشارقة الدولي للكتاب المقبل، ويحمل عنوان «السنديان».

تويتر