يستمر حتى 8 نوفمبر الجاري بمشاركة 600 فنان من 20 دولة

«فن أبوظبي 2014».. إبداع بكل اللغات

صورة

بمشاركة 600 فنان و50 غاليري من 20 دولة، انطلقت فعاليات الدورة السادسة من «فن أبوظبي»، الذي تنظِّمه «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» في منطقة السعديات بأبوظبي، تحت رعاية الفريق أول سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويستمر حتى الثامن من نوفمبر الجاري. وتتضمن هذه الدورة برنامجاً ثرياً بالعروض الأدائية والحوارات والفعاليات متعددة الأبعاد.

تنوّع بصري وفني

يتضمن «فن أبوظبي» نطاقاً عريضاً من الفنون البصرية التي تشمل اللوحات والمنحوتات والرسوم والأعمال التركيبية والفوتوغرافية، إلى جانب فنون الفيديو والرقمية لمئات الفنانين المخضرمين والصاعدين جنباً إلى جنب. ومنذ انطلاقته، دعم «فن أبوظبي» العديد من الفنانين في تعزيز حضورهم في سوق الأعمال الفنية، ويتميز الحدث بثراء معروضاته التي تلائم الأذواق المختلفة وبأسعار متفاوتة. وفي إطار رؤيته ورسالته، يلتزم «فن أبوظبي» بالتفاعل والتواصل مع محيطه ومجتمعه عبر البرنامج العام الذي يمثل جانباً مهماً من الحدث.


إثراء المنظومة الثقافية

يسهم «فن أبوظبي» بالارتقاء بالذائقة الإبداعية بين القاطنين في الدولة وإثراء المنظومة الثقافية الإماراتية بأبعادها وتجلياتها المختلفة، بدءاً من المبادرات الفنية والإبداعية للمؤسسات الإماراتية، ووصولاً إلى الجولات التفقدية بمرافقة مُرشدين للأُسر الزائرة إلى جانب الفعاليات الخاصة بالصغار. ومروراً بإبراز إبداعات مصممين إماراتيين واعدين من خلال مشروع أجنحة «فن أبوظبي».

وتمثل هذه الدورة من «فن أبوظبي» خطوة مهمة في مسيرة العاصمة نحو تحقيق رؤيتها الطموحة بأن تكون وجهة رائدة للثقافة والحركة الإبداعية العالمية، خصوصاً أن الدورة الحالية تنعقد في لحظة محورية قبل افتتاح «اللوفر أبوظبي» المقرر مع نهاية 2015، الأمر الذي يكرس مكانة أبوظبي ودولة الإمارات وجهة عالمية وإقليمية للفنون.

ويواصل «فن أبوظبي» هذا العام دوره في إرساء دعائم منظومة فكرية ثقافية إبداعية مستدامة، بحسب ما أوضحت المدير التنفيذي لقطاع الثقافة في «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» ريتا عون عبده، في المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس، مشيرة إلى أن المعرض يتيح لزائريه من القاطنين في الدولة والقادمين إليها من بلدان المنطقة وخارجها فرصة لا مثيل لها لالتقاء حشد من الفنانين والأكاديميين والقائمين على أشهر صالات الفن الحديث والمعاصر في العالم، وكل ذلك في مكان واحد، الأمر الذي يؤكد المكانة الراسخة والدور الكبير للعاصمة الإماراتية في المشهد الثقافي والإبداعي العالمي.

وأضافت: «بعد خمس دورات متميزة، وقبل افتتاح المتاحف العالمية المرتقبة في المنطقة الثقافية في السعديات، تلتئم الدورة السادسة من فن أبوظبي كحاضنة ثقافية إبداعية تجمع أكبر حشد من المهتمين والمنسقين الفنيين والمُقتنين والخبراء في مجال الفن الحديث والمعاصر».

ويشمل «فن أبوظبي 2014» خمسة أقسام رئيسة هي: حوارات فن أبوظبي، وهو منتدى يومي يرمي لتعريف الجمهور بنخبة من الأعلام الأكثر تأثيراً في الفن الحديث والمعاصر، من أمثال جان نوفيل، ومن الفنانين المشاركين هذا العام مارتن كريد وريتشارد لونغ وحسن حجاج، كذلك يعرض عبدالرحمن العويس وسيف محمد الهاجري رؤيتيهما وتجربتيهما الشخصيتين لرعاية الفنون. ويستلهم برنامج هذا العام فعالياته من «حياة المتاحف الحديثة»، بما في ذلك المتاحف العالمية التي ستُفتتح في جزيرة السعديات وتمثل فضاءات للمعرفة والفنون الأدائية والتجربة الإبداعية.

القسم الثاني هو قسم الفنون الأدائية ويتضمن برنامجاً متنوعاً وتفاعلياً من الفنون الأدائية، من أبرزها «ساعات وألوان»، الذي يشمل أعمال فيديو تركيبية، واستكشافات إبداعية صوتية، وعروض أداء بمشاركة كل من نيلز فراهم وأمالا ديانور وموسى سار والفنانة الأسطورية باتي سميث. ويمثل «ساعات وألوان» لحظات خاصة خلال أيام «فن أبوظبي» تقرِّب الحضور أكثر فأكثر من مستقبل أبوظبي كمدينة للثقافة العالمية. وللسنة الثانية تُقام فعالية «دروب الطوايا» بالتعاون مع مؤسسات ثقافية وإبداعية محلية وعالمية لإبراز القيمة الإبداعية للفنون الأدائية. وهذا العام تستحضر «دروب الطوايا» عوالمَ رواية «حي بن يقظان» لابن طفيل، المفكر والفيلسوف والشاعر العربي الأندلسي، وهي رواية من القرن الـ12. وتشمل «دروب الطوايا» أعمال فنانين من أمثال جو نامي، وسيفديت إيريك، وتيم إتشيلز، علاوة على التعاون بين وليام كيندريج، أحد أعلام الفنون البصرية، والملحن فيليب ميلر.

ولن يقتصر قسم «آفاق» خلال «فن أبوظبي 2014» على عرض أعمال تركيبية ونحتية ضخمة لعدد من مشاهير الفن المعاصر ضمن أرض المعرض كما في الأعوام الماضية، بل ستتوسَّع رقعته هذا العام نحو وجهات مختلفة في أنحاء العاصمة الإماراتية، وتشمل فنانين من أمثال آي وي وي (ليسون غاليري)، بيتا فايزي (غاليري إيزابيل فان دن إيند)، تشوي جيونغ هوا (بارك ريو سوك غاليري)، فريـال الأخضر (المرسى)، فرانسوا مورليه (كاميل مينور)، هناء مال الله (ذا بارك غاليري)، إليا كاباكوف (غاليري بريجيتي شينك)، محمد كاظم (غاليري إيزابيل فان دن إيند)، ساهاند هيساميان (الخط الثالث)، شيرين جرجس (الخط الثالث) وغيرهم.

ويسعى قسم «التصميم» إلى تحقيق أحد أبرز أهداف «فن أبوظبي» وهو إرساء قطاع تصميم مستدام بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا العام تعاون «فن أبوظبي 2014» مع المجلس الثقافي البريطاني وكيرين جونز، المصمِّم والباحث بكلية سنترال سانت مارتنز، الكلية المختصة بالفنون والتصميم في لندن، للإشراف على مصممين إماراتيين في تنفيذ نماذج أولية لتصاميم فريدة. وبالفعل، أنجزت المصمِّمات الإماراتيات فاطمة الزعابي، ونورة العوار، وخلود شرفي من «تينكا» (شركة التصميم متعددة المفاهيم) تصاميم بالاستعانة بمواد تقليدية من البيئة الإماراتية.

وسيكون لفن العمارة نصيبٌ وافر من اهتمام «فن أبوظبي»، فهو يمثل أحد محاور تطوير العاصمة الإماراتية بشكل عام. وهذا العام قام «فن أبوظبي» بتكليف أناركيتكت Anarchitect، المؤسسة المعمارية ذات الأفكار المبتكرة التي تتخذ من الإمارات مقراً لها.

وقالت منسقة البرامج في «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» ميثاء المزروعي: «فن أبوظبي احتفالية إبداعية هدفها جذب جميع أفراد المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة عبر تجسيد المفاهيم التي تقف وراء الفن والتصميم، وهو أيضاً احتفالية بالأصالة الجمالية الإماراتية والإنجازات والابتكارات الراهنة في الدولة».

تويتر