سلطان القاسمي افتتح المعرض.. واطلع على مقـــتنياته

نفائس «البحـرين القديمة» في ضيافة الشارقة

صورة

انطلقت أمس، فعاليات معرض «البحرين القديمة.. نفوذ التجارة بين الألف الثانية قبل الميلاد والقرن الثالث الميلادي»، في قاعة المعارض المؤقتة في متحف الشارقة للآثار، ويضم المعرض 130 قطعة أثرية منتقاة من مجموعة المقتنيات الدائمة لمتحف البحرين الوطني.

وافتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس، فعاليات المعرض الذي يستمر حتى 29 مارس المقبل.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/10/214712.jpg

واستمع سموه خلال تجوله في أرجاء المعرض إلى شرح تفصيلي حول المعروضات القيمة التي تستعرض صوراً حصرية لآثار البحرين، وثقافتها الغنية العريقة بشكل مقرب، إضافة إلى اطلاعه على العديد من المقتنيات النفيسة لمتحف البحرين الوطني.

ويأتي تنظيم المعرض في إطار علاقات التعاون المشترك بين متحفي «الشارقة للآثار»، و«البحرين الوطني»، والجهود التي تبذلها وزارة الثقافة البحرينية وإدارة متاحف الشارقة لتعزيز التعاون والحوار الثقافي.

وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وزيرة الثقافة البحرينية، إن «الحاضر الذي نصنعه معاً ليس سوى امتداد لإرث تاريخي وإنساني مشترك، والإنسان الذي جعل من ساحله مرفأ للحضارات وميناء يلوح بالحب للعابرين والأصدقاء لايزال على امتداد ساحل الخليج العربي يستوقف الفن والثقافة والتجارة والحضارة».

وأضافت أن المعرض الذي تنظمه إدارة متاحف الشارقة، بالتعاون مع وزارة الثقافة في البحرين «يأتي إضاءة على المكانة الحضارية والتجارية والسياسية للبحرين تاريخياً وتأكيداً أن تاريخ البحرين القديمة هو إرث حضاري خليجي مشترك يسعدنا أن نقدمه في الشارقة التي نهنئها باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014».

من جانبها، قالت مدير عام إدارة متاحف الشارقة، منال عطايا، إن «أهمية المعرض لا تقتصر على أهمية الحقبة التاريخية الغنية التي يلقي الضوء عليها، فهو يمثل أحد تجليات الشراكة المتينة بين إدارة متاحف الشارقة من جهة، ووزارة الثقافة البحرينية من جهة أخرى، إذ تلعب هذه الشراكة المهمة دوراً محورياً في التبادل الثقافي بين الشعبين، خصوصاً في ما يتعلق بمشاركة المعروضات والأبحاث بين متاحف البلدين، ما يسهم في بناء الوعي الثقافي والتفاهم المشترك بين جميع شعوب منطقة الخليج العربي وخارجها».

ويقام المعرض احتفاء بتتويج المنامة «عاصمة للسياحة الآسيوية» و«الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية» لهذا العام، و«عاصمة السياحة العربية» 2015، وتعبيراً عن التعاون المثمر المشترك مع وزارة الثقافة البحرينية.

ويسلط المعرض الضوء على دور «حضارة دلمون» المحوري، الذي لعبته في حركة التجارة الدولية بفضل مزاياها الطبيعية وموقعها الاستراتيجي، وما كونت من ثروة ضخمة نتيجة لذلك، ما أسهم في إغناء الموروث الثقافي المتميز للبحرين، ويتوقع للمعرض النجاح في ضوء ما يمتاز به من معروضات قيمة وثمينة.

وتوزّعت مقتنيات المعرض على أربعة أقسام رئيسة هي دلمون وتايلوس قرون من التجارة والازدهار، ودلمون مستودع الخليج في العصرين البرونزي والحديدي (2000-500 ق. م)، وتايلوس ملتقى طرق التجارة الدولية (200ق.م.-300 م)، وما وراء تأثيرات التجارة: ثقافة محلية فريدة.

ويستعرض المعرض أهمية «دلمون وتايلوس» ومكانتها كسوق نابضة حيوية تقع على طرق التجارة البحرية القديمة التي كانت تربط الشرق الأدنى بشبه القارة الهندية.

وتتضمن مقتنياته نحو 130 قطعة أثرية منتقاة من مجموعة المقتنيات الدائمة لمتحف البحرين الوطني، مثل الأختام المصنوعة من الحجر الناعم والقطع الفخارية والزجاجية والعاجية والأواني المرمرية، إضافة إلى القطع الذهبية والشواهد الحجرية المتميزة التي تدل على حركة التجارة النشطة للمنطقة في الفترة المذكورة، وترسم ملامح قرون طويلة من ازدهار وغنى التجارة البحرية على جزر البحرين موطن «حضارة دلمون» ومركزها السياسي منذ عام 2050 ق.م.

ويوفر المعرض فرصة للزائرين والمهتمين والباحثين لدراسة السياق الاجتماعي والثقافي للبحرين القديمة، حيث كان لحجم الأنشطة التجارية على الجزيرة وسهولة الوصول إليها والاحتكاك والتفاعل مع مختلف الأسواق والثقافات آثار اجتماعية وثقافية.

وعلى الرغم من وجود بعض الأدلة على تأثر الثقافة المحلية بذلك إلا أن السجلات الأثرية تشير إلى صلابة الثقافة المحلية للجزيرة وصمودها في وجه تلك العوامل، بل وتكيفها معها بما يتناسب مع طبيعة الجزيرة وموروثها الثقافي العريق، وهذا ما سيحرص المعرض على تصويره أمام الجمهور من خلال المقتنيات النادرة المعروضة طوال فترة إقامة المعرض.

تويتر