المزاد حصد 46 مليون درهم من 107 لوحات

«الفلاحة» تتفوق على «الزعيم» في «كريستيز دبي»

«فلاحة في العلمين» بيعت بـ3 ملايين و191 ألف درهم. تصوير: أشوك فيرما

حصد مزاد دار كريستيز في فندق أبراج الإمارات بدبي، أول من أمس، نحو 46 مليون درهم، إذ بيع 107 لوحات من أصل 122 عملاً، وتعد الحصيلة هي الأعلى منذ عام 2010. وحققت لوحة الفنان المصري الراحل محمود سعيد «فلاحة في العلمين»، السعر الأعلى بعد أن بيعت بثلاثة ملايين و191 ألف درهم؛ لتكون صاحبة السعر الأعلى، و«نجمة» المزاد التي تفوقت على لوحة «الزعيم وتأميم القناة» التي حلت في المركز الثالث.

سوق الأعمال الفنية

قال المدير التنفيذي لدى كريستيز الشرق الأوسط، مايكل جيها، إن «هناك مقتنين وفنانين عهدوا إلينا ببيع الأعمال، ومن المؤكد أنهم تابعوا سوق الأعمال الفنية الشرق أوسطية منذ أن بدأنا مزاداتنا هنا عام 2006، وارتأوا أنه قد آن أوان عرض أعمالهم في مزاداتنا». وأضاف «شهدت قاعة المزاد تنافساً واسعاً بين المقتنين على الأعمال التي اختارها خبراء كريستيز لهذا المزاد من داخل المنطقة وخارجها، ومنهم من حضر المزاد، وآخرون شاركوا عبر الهاتف والإنترنت، ويؤكد المزاد أن سوق الأعمال الشرق أوسطية محطّ متابعة المقتنين بالعالم».

أعمال لم تُبَع

بلغ عدد اللوحات التي لم تبع في المزاد 15 لوحة، ومن بين الأعمال التي لم تصل إلى الحد الأدنى من القيمة التقديرية التي وضعتها الدار، لوحتان لشفيق عبود، ولوحة لرفا النصيري، وعمل محفور على الخشب لمحمد غاني حكمت، وافشين بيرهاشمي، وياسم ساسمازير.

لم يحمل مزاد كريستيز الكثير من المفاجآت على صعيد الأعمال التي بيعت، إلا أن اللافت هو في المراتب الـ10 الأولى في المبيعات، والتي أتت بشكل أساسي من مصر ولبنان، بالإضافة إلى عمل عراقي وعملين إيرانيين.

وتعد «فلاحة في العلمين» اللوحة التي حققت السعر الأعلى من أهم الأعمال التي قدمها المزاد في دورته الـ17، والتي وضعت لها أعلى قيمة تقديرية من قبل الدار، ورسمها الفنان المصري عام 1959، ويبرز من خلالها الكثير من التفاصيل المتعلقة بجمال المرأة المصرية التي صورها تجلس على الحمار في منطقة قريبة من محافظة مطروح، والبحر خلفها.

بعد لوحة «فلاحة في العلمين»، حلت لوحة للفنان محمود سعيد نفسه، وهي بعنوان «لبنان بعد المطر»، التي رسمها الفنان الراحل عام 1954، بمنطقة جبلية في لبنان، وأبرز من خلالها الهدوء والسكون في الطبيعة في مرحلة قديمة من تاريخ وطننا العربي، وفاقت اللوحة الثانية مبلغ المليونين ونصف المليون درهم.

أما اللوحة الثالثة، فكانت «الزعيم وتأميم القناة» للفنان حامد عويس، التي حققت له أعلى رقم في مزاد إلى اليوم، إذ بيعت بمبلغ يزيد على مليوني درهم، ورسمها عويس عام 1957، وتحكي مرحلة مهمة من تاريخ مصر، إذ يصور فيها الثورة في زمن الرئيس جمال عبدالناصر، فيصوره خاطباً في الجماهير وقناة السويس في خلفية اللوحة.

هذا، وكانت اللوحة التي حلت رابعة من أبرز الأعمال التي شهدت مزايدة، وهي للفنان العراقي محمود صبري، إذ كانت القيمة التقديرية لها لا تتخطى 110 آلاف درهم، بينما شهدت مزايدة أوصلت اللوحة إلى مليون و560 ألف درهم. اللوحة التي قدمها الفنان عام 1950، تبرز الرجال والنساء في حالات متعددة يجلسون في حالات مختلفة، ويطغى على اللوحة الأسلوب التعبيري الذي قدمه الفنان باللون الأحمر.

وأتت بعد ذلك لوحتان للفنان اللبناني شفيق عبود احتل بهما المركزين الخامس والسادس، فيما أتى سابعاً عمل الفنان الإيراني بارفيز تانافولي؛ ليعود شفيق عبود إلى القائمة بلوحتين في المركزين الثامن والتاسع؛ لتختتم القائمة بعمل للفنان الإيراني سهراب سبهري.

وحققت لوحات عبود التي تعود الى مجموعة الثنائي اللبناني روبرت وفيفيان دباس، أسعاراً مميزة، واحتلت المركز الخامس لوحة «تواريخ» التي قدمها عام 1976، وبيعت بمليون و428 ألف درهم، بينما أتت بعدها مباشرة (المركز السادس) لوحته «الغرفة الكبيرة 15»، التي حققت السعر نفسه، ورسمت عام 1987. وتبرز أعمال عبود لغته التجريدية في تعاطيه مع التوزيع اللوني، وتتميز بالجمع بين أنماط متباينة ومراحل متعددة من حياته الفنية.

أما المركز السابع فكان للوحة «الشاعر الأخير في إيران» للفنان بارفيز تانافولي، التي فاقت القيمة التقديرية لها بمراحل كثيرة، إذ بيعت بمبلغ وصل إلى مليون و340 ألف درهم، بعد أن كانت القيمة التقديرية لها 290 ألف درهم. ويصور تانافولي في اللوحة مجموعة من الناس باللون الأزرق وبأسلوبه النحتي لكن على الكانفاس، ويترك نفسه وسط المجموعة باللون الأحمر.

واحتل المركزين الثامن والتاسع لوحتان لشفيق عبود أيضاً، وصلتا إلى مليون و252 ألف درهم، ومليون و47 ألف درهم بالترتيب.

ثم أتى في المركز العاشر عمل الفنان الايراني سهراب سبهري، وهو لوحة أخذت من مجموعة «جذوع الاشجار»، وبيعت بمبلغ 987 ألف درهم.

اللافت في المزاد أن هناك مجموعة من الأعمال حققت أرقاماً مميزة، لاسيما أعمال الفنانين العرب التي كانت لها الحصة الكبرى ضمن المزاد، بينما كانت حصة الفن الإيراني أقل من المعتاد، فيما برز القليل من الأعمال التركية في المزاد. ومن الأعمال التي حققت أرقاماً مميزة، أعمال لكل من الفنانين بهمان محسس، وبول غيراغوسيان، وصليبا دويهي، وتشارلز حسين زندارودي، وعبدالهادي الجزار، وصفوان داحول، وماركوس غريغوريان، وسامية حلبي.

تويتر