منال بن عمرو نائباً للرئيس وخطوات نحو «انطلاقة جديدة» في دورته الثامنة

«دبي لمسرح الشباب».. رهان على «مهرجـان حقيقي»

صورة

بعد سبعة أعوام كاملة، أعطى فيها مهرجان دبي لمسرح الشباب فرصاً مهمة لعشرات المواهب الشابة للوصول إلى الخشبة، سواء عبر التمثيل أو الإخراج أو التأليف، وغيرها من فنون المسرح، آن لهذا المسرح الشاب أن يخطو خطوة أخرى نوعية إلى الأمام، وهو بصدد الاستعداد للدورة الثامنة التي من المقرر أن تنطلق في الـ10 من شهر نوفمبر المقبل، وعلى مدار 10 أيام متواصلة.

هذه الخطوة التي تؤشر إلى مزيد من الاحترافية في التعاطي مع المهرجان الشاب، وصفها مدير إدارة الفعاليات والمشاريع في هيئة دبي للثقافة والشباب، ورئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، ياسر القرقاوي، بأنها «انطلاقة جديدة»، منوهاً بمغزى إسناد مهمة نائب رئيس اللجنة المنظمة إلى إحدى المواهب الشابة التي شاركت في دورته الأولى، وهي المخرجة منال بن عمرو، التي عرفت طريقها بعد ذلك بشكل أقوى، سواء في الدراما المسرحية أم السينمائية.

وأضاف القرقاوي في تصريحاته لـ«الإمارات اليوم»: «كل شيء قد تغير في هذا المهرجان، وفي هذه المرحلة تم اعتماد آلية جديدة مختلفة تماماً عن الدورات السابقة، ولم يعد المهرجان مجرد مساحة لعرض تجارب، بل جميع الأعمال المشاركة ملتزمة بسوية فنية عالية، تعكس حصاد السنوات السبع».

وأكد القرقاوي أن الجمهور مدعو في هذه الدورة إلى الاستمتاع بـ«مهرجان حقيقي»، مضيفاً: «لا يقتصر الأمر في هذه الدورة على مجرد متعة متابعة عروض مسرحية، تتلوها ندوة تطبيقية، حسب النمط التقليدي للمهرجانات المسرحية، لكن الجمهور سيكون على موعد مع مهرجان متكامل، ملائم لجميع أفراد الأسرة، ولن تخلو رقعة في جنبات الحدث عن هذه الأجواء».

واعتبر القرقاوي أن الرهان الحقيقي هذا العام هو عودة جمهور المسرح الحقيقي إلى الاهتمام به، وعدم تقوقع المسرح على المسرحيين أنفسهم وشريحة ما يسميه البعض بالنخبة الثقافية، مضيفاً: «ليس ثمة مسرح من دون جمهور، وهذه الدورة تعتزم أن تكون بمثابة حلقة وصل جديدة، تعيد هذا الضلع المهم إلى موقعه في الدراما المسرحية».

من هنا فإن المعيار الأساسي لانتقاء الأعمال المشاركة في مهرجان دبي لمسرح الشباب في دورته المقبلة، بخلاف المعيار الفني، هو امتلاكه معطيات تؤهله ليكون عملاً جماهيرياً، وفي التوازي من ذلك يبرز معيار على ذات المستوى من الأهمية، وهو أن يكون العمل مصوغاً بلغة عربية فصحى، سليمة و«جميلة» في الوقت ذاته.

وتابع: «ينسجم معطى اللغة العربية الفصحى مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بدعم ممارسة اللغة العربية الفصحى، واعتبارها مكوناً أساسياً من مكونات الهوية الإماراتية».

وأضاف: «يتيح هذا المعيار فرصة مضاعفة أيضاً لمشاركة المقيمين من مختلف الجاليات العربية في المهرجان الإماراتي الشاب، سواء كمبدعين، وهو أمر تكرس عبر دورات المهرجان المختلفة، أو مشاهدين، لاسيما أن الأجواء الحالية جاذبة بالفعل لمتابعة ممتعة لفعاليات المهرجان».

وكشف القرقاوي عن أنه تم استبعاد عملين مختلفين، فيما أقرت لجنة المشاهدة التي تضم كلاً من الفنانين محمد سعيد، وحسن رجب، وبلال عبدالله، الذي يشارك أيضاً في عضوية اللجنة المنظمة للمهرجان، خمسة أعمال مختلفة، هي مسرحية «قوم مطران» لمسرح دبي الأهلي، من إخراج مروان عبدالله الرميثي، وتأليف عبدالله صالح الرميثي، «على الهاوية» لمسرح دبي الشعبي، من إخراج حسين جواد، وتأليف عبدالله صالح الرميثي، «بقع» لمسرح دبا الحصن، من إخراج مرتضى جمعة وتأليف أحمد الماجد، «النوخذة والطبال» لمسرح جمعية حتا للثقافة والفنون، إخراج وإعداد حسن يوسف، ومن تأليف د.حسن الرشيد، «خذوا وجوهكم»، لمسرح الشارقة الوطني، من إخراج عمر الملا، وتأليف محمود أبوالعباس.

وأشار القرقاوي إلى أن دورة هذا العام من المهرجان ستشهد أيضاً مشاركة نخبة من ألمع الممثلين والنجوم العرب، الذين سيقدمون إلى المشاركين خلاصة تجربتهم، والخبرات العميقة التي اكتسبوها في مسيرتهم الفنية.

وقال القرقاوي «نجح مهرجان (دبي لمسرح الشباب) خلال فترة لم تتجاوز ثمانية أعوام في ترسيخ مكانته وجهة مثالية لاستقطاب ألمع المواهب المسرحية التي تتطلع إلى التعريف بإبداعاتها الفنية في الإمارات، ويركز المهرجان على تفعيل التواصل مع الجمهور، وتعزيز مشاركته في فعاليات الحدث، حيث أطلقنا المجالس النقاشية التي ستشهد حضور مجموعة من ألمع الفنانين والنجوم، وعملنا أيضاً على تنظيم عروض مميزة في مختلف مراكز التسوق في المدينة، ونحن على ثقة بأن دورة هذا العام ستكون الأفضل في تاريخ المهرجان من خلال تعزيز التفاعل مع جميع فئات المجتمع بالمشهد المسرحي».

 

«أوان» الفصحى

قال مدير إدارة الفعاليات والمشاريع في هيئة دبي للثقافة والفنون، ياسر القرقاوي، إنه «آن الأوان لشباب المسرح الإماراتي ليتقنوا الإبداع بالفصحى، تأليفاً وتمثيلاً»، مضيفاً: «الفصحى هي لغة الإبداع الحقيقية على المسرح، وهي الأقدر على اختبار مدى تمكنه الحقيقي من أدواته، وبعد دورات عدة كان يتم السماح فيها باستخدام العامية، وتهيئة استخدام الفصحى في أكثر من دورة سابقة، فإن الدورة الثامنة هي الميقات الأنسب لترسيخ هذا المكتسب المهم في المسرح الإماراتي الشاب».

وأضاف: «سيتيح التمسك بالفصحى كلغة إبداع وحيدة في المهرجان فرصاً هائلة للجميع، فالمبدع المسرحي الإماراتي سينفتح بشكل أكبر على المسرح العربي، وكذلك العالمي، الذي ينحاز بطبيعة الحال إلى اللغة الرسمية، فيما سيشكل المسرح ذاته مظلة تستوعب المواهب العربية الثرية، خصوصاً المقيمة في الدولة، وبعضها أعضاء منتسبون لجمعية المسرحيين».

جائزة خاصة

 

طالب الفنان عبدالله صالح باستحداث جائزة خاصة للمؤلفين الذين لا ينتمون إلى شريحة الشباب، ضمن جوائز مهرجان دبي لمسرح الشباب، في ظل لجوء معظم المسارح إلى نصوص مسرحية تعود إلى كتاب مخضرمين.

وأضاف صالح الذي يقدم نصي مسرحيتين مختلفتين: «لن أتردد في دعم أعمال الشباب، ولاأزال أكثر المؤلفين مشاركة في هذا المهرجان الشاب، لكن في الوقت نفسه، حان وقت تقدير الدفع بمثل هذه الأعمال، وإن تم هذا على هامش جوائز المهرجان».

تويتر