دعا إلى الاستفادة من تجربتها لإثراء المناهج التعـليمية

الحمادي: مــبادرة «1971».. المعرفة الــوطنية خارج الحدود

المبادرة تستهدف التركيز على الإنجازات والمكتسبات التي حققتها الدولة في ظل الاتحاد بكل الوسائل المتاحة، وتسعى أيضاً إلى تثقيف أفراد المجتمع بتاريخ تأسيس اتحاد الدولة. أرشيفية

كشف عضو مجلس إدارة مبادرة «1971» للمعرفة الوطنية، الدكتور حمد الحمادي، أن هناك عدداً كبيراً من المراهقين، ومن هم دون سن الـ16 عاماً، قاموا بالاشتراك في مسابقة المعلومات الجماهيرية من خلال التسجيل بأسماء أولياء أمورهم، في الوقت الذي قاموا هم بجهود بحثية واستقصائية في محاولة للوصول إلى الإجابات الصحيحة.

«رفيقة» الكلمة

وصف الدكتور حمد الحمادي الصورة بأنها «رفيقة» الكلمة، مؤكداً اهتمام مبادرة 1971 للمعرفة الوطنية، بالصورة، سواء الفوتوغرافية، أو الفيلمية، بشكل أكبر في الدورات المقبلة لمختلف مسابقات وفعاليات المبادرة.

وأضاف «مواكبة الصورة للنص ليست مجرد توثيق، فبالإضافة إلى البعدين الفني والجمالي، فإنه في ظروف بعينها تغدو الصورة أكثر قدرة على الوصول إلى المتلقي، ومن ثم أكثر تطويعاً لتحقيق أهداف نشر المعلومات التاريخية الصحيحة».

ورأى الحمادي أن هناك علاقة «تكاملية» بين جهود «الأرشيف الوطني» في المركز القومي للدراسات والبحوث، وبين فعاليات مبادرة «1971» للمعرفة الوطنية، حيث يقوم «الأرشيف» بجهد توثيقي، وتستثمر المبادرة نتاج هذا الجهد من أجل نشره بين مختلف الشرائح المجتمعية من خلال نشاطاتها المختلفة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/10/206833.jpg

عالمية «المعرفة»

قال عضو مجلس إدارة مبادرة 1971 للمعرفة الوطنية، الدكتور حمد الحمادي، إنه على الرغم من محلية المحتوى المعلوماتي المرتبط بالمبادرة، إلا أن الدورة الأولى أثبتت بشكل لا يقبل الشك أنها عالمية الاهتمام.

وأضاف: «المعرفة» التي تدور حولها المبادرة هي بالأساس قيمة عالمية، وهو أمر عضده الاهتمام العالمي بمعلومات وحقائق مرتبطة بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، على نحو دفع متسابقين، كثير منهم خارج الدولة، إلى التواصل مع فعاليات المبادرة، والإجابة عن أكثر من 600 سؤال في غضون ثلاثة أشهر متتالية، وهو عمل مرهق، وتطلب قدراً غير ضئيل من البحث والاستقصاء من أجل الوصول إلى المعلومة الصحيحة.

وأشار الحمادي في حواره مع «الإمارات اليوم» إلى أن المبادرة، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، حققت أهدافها، وهي تقترب من ختام عامها الأول، بعد أن انطلقت بالتزامن مع احتفالات الدولة بذكرى قيام الاتحاد، العام الماضي، مضيفا أن «عدداً كبيراً من الإجابات عن أسئلة تستهدف الوصول إلى المعلومة الصحيحة، قد جاءت من متسابقين من خارج الدولة، ومن مختلف قارات العالم »، كاشفاً عن أن «احتفالاً استثنائياً يجري الإعداد له، سيتم فيه تكريم الفائزين، والاحتفاء بهذه المناسبة، وفق فعاليات غير تقليدية».

ورأى الحمادي أن «مسابقة المعلومات وجدت تفاعلاً ملحوظاً من الأجيال الناشئة على نحو مبهج، وفي الوقت الذي سجل حرص من لا تسمح الأطر المعمول بها في المسابقة لمن هم دون الـ16 عاماً بالاشتراك في فعالياتها، فإن الفئة الأكبر سجلت حضوراً ملحوظاً أيضاً».

ودعا الحمادي بناء على ذلك إلى استثمار هذا المؤشر الإيجابي الذي أظهرته مبادرة 1971 للمعرفة الوطنية، في إثراء المناهج التعليمية بمساقات تدعم الهوية الوطنية، وتقدم للطلاب المعلومة التاريخية وفق أسلوب تفاعلي، وعبر قيم تعليمية تعلي من أهمية الجهد البحثي والاستقصائي للطالب.

وأضاف: «اللافت في متابعة مجلس إدارة اللجنة المنظمة للمبادرة أن عدداً كبيراً من الباحثين عن المعلومة لم يقفوا عندها بمجرد الوصول إليها، بل سعوا إلى معرفة حقائق وأرقام وإحصاءات ترتبط بها، وهو أمر أسهم في التحفيز عليه وجود استعداد كبير من المؤسسات المعنية للإجابة عن استفساراتهم، وتقديم المعلومات التي يبحثون عنها، وبصفة خاصة المركز الوطني للدراسات والبحوث».

وثمن الحمادي اتفاقية الشراكة التي تم توقيعها بين مبادرة «1971» من جهة، والأرشيف الوطني التابع للمركز الوطني للدراسات والبحوث من جهة أخرى، وهي الاتفاقية التي ضمنت تحقيق أحد أهم المعايير الأساسية لمسابقة المعلومات، وهي الدقة والتوثيق الكاملان لمختلف المعلومات التي يتم اعتمادها في المبادرة.

وشدد الحمادي على أهمية الدور الذي يجب أن تلعبه مختلف المؤسسات الرسمية في المرحلة المقبلة من المبادرة، مضيفاً: «هناك دور كبير من المؤمل أن تشاركنا فيه مختلف المؤسسات الحكومية، سواء عبر تسهيل الوصول إلى المعلومة التي تدخل ضمن اهتماماتها، أو الإسهام في تسهيل الترويج لفعاليات مبادرة (1971)»، واعتبار هذه المهمة، وطنية من الطراز الأول، كما أن دور القطاع الخاص يبقى شديد الأهمية أيضاً، لأن الهدف من نشر المعرفة الوطنية غير محدود، ولا يقتصر على مواطني الدولة فقط، بل يتعداه إلى مختلف المقيمين والزائرين، ويمتد أيضاً إلى خارج الدولة من المتفاعلين مع محتوى الفعاليات».

وأحال عضو مجلس إدارة مبادرة «1971» إلى إحصاءات مسابقة المعلومات للتأكيد على أن «هناك اهتماماً عالمياً بالمعلومات المتوافرة حول تاريخ دولة الإمارات، حيث تضمنت الإجابات مشاركات للعديد من الدول الآسيوية والأوروبية وأميركا، فضلاً عن الدول العربية والإفريقية، فيما وصل عدد الجنسيات المشاركة إلى 44 جنسية مختلفة».

ولفت الحمادي إلى أنه رغم الاهتمام الكبير الذي حظيت به مسابقة المعلومات، باعتبارها الفعالية الأولى التي تم إطلاقها، إلا أن هناك جهداً تنظيمياً كبيراً مبذولاً في الفعاليات الأخرى التي تتضمنها المبادرة، خصوصاً تلك الفعاليات التي تستثمر وسائل الاتصال الحديثة مثل معرض الصور الذكية لمبادرة 1971، ومسابقة «كلمتك في 1971»، التي تهتم بأفضل التعليقات التي كتبت في موقع إنستغرام، مذيلة إحدى الصور ذات الدلالة في تاريخ الدولة، وغيرها. يذكر أن مسابقة المعلومات تستهدف طرح 1971 سؤالاً، يتم طرحها تباعاً على ثلاث مواسم متصلة، خلال أشهر مارس وأبريل ومايو من كل عام، ويتسنى للمشارك اختيار الإجابة التي يراها صائبة، من بين ثلاث إجابات مختلفة، وهو الأسلوب التي أقرته اللجنة في ما يتعلق بآلية المشاركة.

وبالإضافة إلى الإسهام في توثيق تاريخ الدولة في جميع المجالات والنواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، فإن المبادرة التي تستهدف التركيز على الإنجازات والمكتسبات التي حققتها الدولة في ظل الاتحاد بكل الوسائل المتاحة، تسعى أيضاً إلى تثقيف أفراد المجتمع بتاريخ تأسيس اتحاد الدولة من خلال توفير المعلومات الصحيحة والموثقة، ليس فقط من خلال الأطر النظرية، بل عملياً أيضاً من خلال تعزيز المشاركة المجتمعية في البحث عن المعلومات المتعلقة بتاريخ الدولة .

وبالإضافة إلى أثره في دقة وصحة المعلومات التي يتم تداولها، فقد أتاح توقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين المبادرة والمركز الوطني للوثائق والبحوث الاستفادة من خبرة المركز العريضة في مجال الأرشفة التاريخية.

تويتر