متسابقون من 44 دولة أجابوا عن 657 سؤالاً مرتبطاً بتاريخ الدولة

العالم يحتفـــــي بالإمارات في مبادرة «1971»

صورة

حققت مبادرة 1971 للمعرفة الوطنية نتائج مذهلة في دورتها الأولى، التي كشف مكتب سمو ولي عهد دبي عن نتائجها، مساء أمس، حيث شهدت مشاركة 44 جنسية مختلفة، بعضها لمتسابقين غير ناطقين بالعربية، ومن جنسيات أوروبية وآسيوية وإفريقية، وأيضاً أميركا اللاتينية.

وقال عبدالله الريس، رئيس مجلس إدارة اللجنة المنظمة للمبادرة، إنه من بين 7532 مشاركاً، سعوا إلى الإجابة عن 657 سؤالاً مختلفاً عن تاريخ الدولة وقادتها وأهم محطات مسيرتها، على مدار ثلاثة أشهر متصلة، تمكن المئات من الوصول إلى معدل كبير من الإجابات الصحيحة، قبل أن يتم الوصول إلى 71 فائزاً، قدموا جميعاً إجابات صحيحة لأكثر من 600 سؤال، تطلب الوصول إلى بعضها بحثاً ورصداً وتصحيحاً لمعلومات شائعة.

الأرشيف الوطني

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/197991.jpg

قال مدير اللجنة المنظمة لمبادرة 1971 للمعرفة الوطنية، ماجد عبدالرحمن البستكي، إن المبادرة تسعى لعقد شراكات جديدة مع مؤسسات وجهات رسمية متعددة في مختلف إمارات الدولة، من أجل إثراء فعاليات المبادرة، سواء من خلال المساهمة في الوصول إلى المعلومات الموثقة، أو التحفيز على المشاركة في تلك الفعاليات المتنوعة.

وأشاد البستكي في هذا الإطار بالتعاون المثمر الذي وجدته المبادرة من قبل الأرشيف الوطني، من خلال المدير العام الدكتور عبدالله الريس، الذي يترأس أيضاً مجلس إدارة اللجنة المنظمة لمبادرة 1971، من خلال شراكة انعكست بشكل مباشر، سواء على صعيد المحتوى المعلوماتي الدقيق والموثق ، أو عبر تسهيل التواصل مع المشاركين في المبادرة، الساعين إلى الوصول إلى المعلومات محور أسئلة المسابقة، من مصادرها الأصلية.

وأضاف أن «الهدف من إطلاق المبادرة، التي جاءت بتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، هو تأصيل المعرفة الوطنية، وبث روح البحث المعلوماتي في ما يتعلق بتاريخ الدولة، وهو ما تحقق بالفعل، حسب إحصاءات المشاركة، ورصد اللجنة المنظمة لتفاعل شرائح واسعة من المجتمع مع فعاليات المبادرة المختلفة».

وتعليقاً على القراءة الأولية لنتائج المسابقة المعلوماتية، قال مدير الاتصال والإعلام في مكتب سمو ولي عهد دبي، ومدير اللجنة المنظمة للمبادرة، ماجد عبدالرحمن البستكي، في تصريح لـ«الإمارات اليوم»: «سعت المبادرة إلى توجيه رسالة واضحة، نجحت فيها بامتياز في عامها الأول، فيما جاءت الرسالة الإيجابية الأخرى عالمية، من خلال احتفاء عالمي بتاريخ الدولة ورموزها، من خلال هذه المشاركة الواسعة، على الرغم من الصعوبة النظرية للالتزام بالمشاركة في مسابقة معلوماتية على مدار ثلاثة أشهر متواصلة».

وأضاف: «على الرغم من أن آليات المسابقة المعلوماتية محددة بفئة عمرية معينة، وهي ما فوق سن الـ16 عاماً، ولديها شروط في ما يتعلق باللغة، وكذلك استمرارية الإجابة عن عدد كبير من الأسئلة بشكل دوري، على مدار ثلاثة أشهر متصلة، يصل مجموعها إلى 657 سؤلاً، إلا أن المؤشر النهائي لإحصاءات المشاركة، يؤكد أن حجم التفاعل معها في دورتها الأولى تجاوز أكثر التوقعات المتفائلة».

وأشاد مدير اللجنة المنظمة للمبادرة بمشاركة الشرائح العمرية المختلفة من أبناء الدولة، الذين أبدوا حماسة وتطلعاً للوصول إلى الإجابات الصحيحة، في حين أن الكثيرين كان شاغلهم الأساسي ليس فقط المشاركة في المسابقة ذات الجوائز القيمة، بل الوصول إلى المعلومة الصحيحة، باعتبارها معلومات شديدة الأهمية والارتباط بتاريخ الدولة عموماً، ومنجز الاتحاد بصفة خاصة.

وتضم اللجنة المنظمة للمبادرة التي يترأسها الدكتور عبدالله الريس في عضويتها أيضاً الشاعر علي الشعالي، الذي رأى أن الاهتمام العالمي بجانب ذي خصوصية إماراتية خالصة على صعيد الفرد العادي، يبقى ملمحاً دالاً في مسابقة تبدو كأنها ذات طابع محلي، وهو أمر يستحق التوقف عنده، مضيفاً «قراءة جنسيات المشاركين في المسابقة تؤكد حقيقة التقارب الثقافي والاجتماعي والجسور الحقيقية التي استطاع الشعب الإماراتي، في ظل قيادته الرشيدة، أن يقيمها مع كل شعوب العالم».

وشدد الشعالي على ضرورة التأكيد على أن «1971» مبادرة أشمل بكثير من الانحصار في المسابقة المعلوماتية، وهو ما تعكسه مؤشرات الإقبال عليها في عامها الأول، مضيفاً أن «التعدد الهائل للجنسيات، وحرص حتى غير ناطقين بالعربية على المشاركة باللغة العربية الفصحى، وما يستتبع ذلك من جهد، مؤشر دال على اهتمام وتفاعل حقيقيين بالمبادرة».

وتوقع عضو مجلس إدارة مبادرة «1971» أن الفترة المقبلة ستشهد الكشف عن شراكات متعددة للمبادرة مع مؤسسات رسمية مختلفة في الدولة، خصوصاً الجامعات، لافتاً إلى أن الأرشيف الوطني من خلال الدكتور عبدالله الريس رئيس مجلس إدارة المبادرة، لعب دوراً فعالاً في هذا الصدد، سواء من خلال شراكته الرسمية مع المبادرة، أو تواصله مع المشاركين في المسابقة الذين سعوا إلى المعلومات الصحيحة من خلال تواصلهم المباشر مع المعنيين في مقره بأبوظبي.

وفي ما يتعلق بالجانب التقني، ومدى نجاعة استقبال كم هائل من المشاركات، يعتمد على تواصل مستمر مع الأسئلة المطروحة، أشار الشعالي إلى أن الآلاف من المتواصلين مع المبادرة هم من أعمار مختلفة، وشرائح ثقافية واجتماعية متباينة، مضيفاً «لم تصلنا اي شكاوى تتعلق بصعوبة التعامل مع المسابقة، نظراً لأن مكتب سمو ولي عهد دبي تعاقد مع مؤسسات عالمية مرموقة، لضمان سلامة وسهولة الجانب التقني، وهو أمر مهم حينما يتعلق الأمر بمسابقة تشهد إقبالاً هائلاً من المشاركين». من جانبه، أشاد عضو مجلس إدارة المسابقة، حسن عبدالله المزروعي، بالتفاعل الكبير الذي وجدته المبادرة من مختلف الجهات في عامها الأول، مضيفاً: «كان لدى مجلس إدارة المبادرة هدف أولي في عام الانطلاقة، وهو التعريف بأهدافها وآلياتها المختلفة، وعلى الرغم من جدة الفكرة، واعتمادها بشكل أساسي على عنصر الجهد الذاتي، في ما يتعلق بالمسابقة المعلوماتية، إلا أن التجاوب الجماهيري كان ثرياً، وهو أمر يعود في جانب منه إلى تفاعل العديد من المؤسسات الرسمية في الدولة مع المبادرة».

وأضاف «من خلال تواصل أعداد من المشاركين في المسابقة مع اللجنة المنظمة عبر الموقع الإلكتروني، لوحظ أن بعض المتسابقين يبادرون إلى الحصول على المعلومة من مصادرها الأصلية، دون الاتكاء فقط على شبكة المعلومات الدولية مصدراً وحيداً للمعلومات، وهي الآلية التي هدفت المبادرة إلى تفعيلها منذ البداية، على اعتبار أن المبتغى ليس فقط تكرار المعلومات المتواترة، بل تصحيحها وتنقيتها أيضاً، واستبعاد غير الدقيق منها».

وشدد المزروعي على حقيقة أن مبادرة «1971» تتضمن عدداً متنوعاً من الفعاليات، ولا تقتصر فقط على مسابقة المعلومات التي كانت أولى الفعاليات التي أزيح الستار عنها، لافتاً إلى أهمية مسابقة «الانستغرام» التي تهتم بأفضل تعليق يصاحب صورة ذات دلالة تاريخية في مسيرة الدولة، وكذلك معرض الصور الذكية وما يوفره من استثمار لتكنولوجيا وسائل الاتصالات الحديثة وتكنولوجيا المعلومات في تحقيق أهداف المبادرة، فضلاً عن الفعاليات المختلفة التي توفر صوراً تاريخية نادرة تمت معالجتها بالتكنولوجيا المعاصرة على نحو يجعل من عرضها منزلياً ذا بعد جمالي ووطني في آن واحد.

تعدد جنسيات المشاركين في المسابقة أيضاً هو أكثر ما فاجأ عضو مجلس إدارة اللجنة المنظمة لمبادرة «1971» حمد الحمادي، الذي أعرب عن سعادته بمؤشرات إحصاءات المشاركة في الدورة الأولى، لافتاً بشكل خاص إلى تعدد جنسيات المشاركين، مضيفاً «إذا أخذنا في الاعتبار أن نحو 200 جنسية مختلفة تعيش على أرض الدولة، فإن مشاركة 44 جنسية في الدورة الأولى، من خلال مسابقة ذات أبعاد وطنية خالصة، تعد دلالة قاطعة على وجود تفاعل مجتمعي ملموس مع المبادرة».

وأضاف «يجب الأخذ في الحسبان في هذا الصدد أن المسابقة مقتصرة على الناطقين بالعربية، وهو أمر يستبعد تلقائياً غير الناطقين بها، ما يعني أن العدد وجنسيات المشاركين كان من الممكن أنت تتضاعف في حال قبول مشاركات باللغة الإنجليزية».

وكشف الحمادي عن أن اللجنة المنظمة للمبادرة قد تتجه إلى تطوير المسابقة، أو إطلاق فعالية أخرى تستوعب هذا القطاع من الواسع من المجتمع، لكنه أكد ضرورة استباق ذلك بتوافر ترجمات ومراجع دقيقة يمكن أن تتم الاستعانة بها في هذا الصدد من قبل غير الناطقين بالعربية، بعيداً عن مشكلات الترجمة الحرفية للنصوص.

تويتر