تبرّعوا بجوائز الأشواط في «بينونة للإبل»

إماراتيون يدعمون تراث «المزاين»

صورة

قال مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، محمد خلف المزروعي، إنّ مزاينة بينونة للإبل، التي تنطلق دورتها الثانية في الثامن من نوفمبر المقبل، على أرض مدينة زايد بالمنطقة الغربية في أبوظبي، تسهم في الحفاظ على الموروث التراثي وتعريف النشء بموروث آبائهم وأجدادهم، لما تمثله الإبل من قيمة كبرى في القديم والحديث.

نجاح مُتبادل

قال محمد سالم بن هياي المنصوري (راعي شوط فردي)، إن «الهدف من دعمنا هذه الفعاليات التراثية هو الحفاظ على تراثنا القيم، واستمرارية العادات والتقاليد الأصيلة، وكذلك المساهمة في إنجاح هذه المهرجانات الذي هو نجاح متبادل»، مُعرباً عن تفاؤله بنجاح مزاينة بينونة للإبل، متابعة للنجاح الكبير الذي حققه مهرجان الظفرة، بفضل توجيهات أصحاب السمو الشيوخ، وحرصهم الشديد على توفير جميع وسائل الدعم والاهتمام للارتقاء برياضة الهجن، والمحافظة على تقاليدها ومفرداتها كافة، كما كانت سائدة في مجتمع الآباء والأجداد، والعمل على تواصلها عبر الأجيال».

وأضاف المنصوري «تشكّل مزاينة الإبل تظاهرة مهمة، من شأنها إحياء جانب من التراث المحلي، والمحافظة عليه ونشره بين أبناء الدولة، وتعريف المقيمين والسياح بفعالية تراثية أصيلة، فضلاً عن كونها تخدم الكثير من فئات المجتمع، من خلال التشجيع على اقتناء الإبل وتربيتها، وفاء لدورها في حياة الأجداد».

وأضاف أنّ «المتابعة المستمرة من قبل لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، والعمل الدؤوب من قبل اللجنة المنظمة، للتواصل المباشر مع أبناء المنطقة، والسعي إلى إشراكهم في جهود صون التراث، واستعدادهم للمساهمة في هذه الجهود النبيلة، كل ذلك مجتمعاً أدى إلى حصولنا على الدعم الكبير الذي يقدمه الرعاة والداعمون، في إطار تعزيز حفظ وصون الموروث الشعبي، والذي تعتبر مزاينة الإبل أحد أهم أركانه، وقد تبرّع حتى اليوم عدد من المواطنين بجوائز قيّمة للفائزين، يشمل بعضها كل جوائز المراكز من الأول وحتى العاشر في أشواط الفردي».

وتابع المزروعي أنّ مزاينة بينونة للإبل تستقطب رواد وملاك مزاين الإبل، للتنافس على جوائزها، وإبراز هذه الرياضة التراثية العريقة التي انطلقت منذ فجر التاريخ ولاتزال تمثل أهم الفعاليات الحضارية التي لم يستطع تيار العولمة والمدنية أن يلغيها من حياتنا لقوة رسوخها وثباتها في وجدان هذه الصحراء التي تحتضنها بلاد الخليج العربي عموماً، والإمارات خصوصاً.

وأكد المزروعي أنّ «الإبل تعد تاريخاً مليئاً بعبق الماضي، وكرسنا جهودنا في اللجنة للعمل على اكتشاف أسرار الماضي وموروثاتنا، فالاهتمام بالموروث هو أمرٌ يدل على وعي وتحضر الشعوب ورقيها وتطورها، كما أنّ اللجنة المنظمة لمزاينة بينونة للإبل قد حرصت على تفعيل دور المواطنين الداعمين للمسابقة، للعام الثاني على التوالي، تأكيداً على دورهم الحيوي في دعم جهود صون التراث الثقافي، والحفاظ على الموروث الشعبي، وتعزيزاً للمشاركة المجتمعية لأبناء البيئة البدوية، الذين يعتبرون سفراء لثقافتهم، ويقدمون نماذج تحتذى للجيل الجديد، انطلاقاً من حبهم وشغفهم بثقافتهم البدوية، واعتزازهم بقيمها وحرصهم على إحيائها وتوريثها».

و«مزاينة بينونة للإبل» مزاينة خاصة بفئات المحليات والمجاهيم، وقد انطلقت دورتها الأولى العام الماضي، وتشتمل على 32 شوطاً (24 شوط فردي وثمانية أشواط جمل)، 16 شوطاً لفئة المحليات الأصايل (منها 12 فردي)، و16 شوطاً لفئة المجاهيم (منها 12 فردي). ويبلغ عدد الجوائز في مختلف الفئات والأشواط والمراكز 280 جائزة بقيمة أكثر من أربعة ملايين درهم إماراتي، منها جوائز نقدية وبعضها عبارة عن سيّارات قيّمة، ويبلغ مجموع جوائز كل شوط فردي 115 ألف درهم، بينما يبلغ مجموع جوائز كل شوط جمل 170 ألف درهم.

من جهته، قال خميس محمد الشدي المنصوري (راعي شوط فردي)، إن «رعايتنا تأتي في إطار دعم المهرجان بشكل عام، وإحياء التراث الإماراتي الأصيل في سبيل المحافظة على استمراريته، لاسيما الإبل التي كانت على قدر كبير من الأهمية لدى الشعب الإماراتي قديماً وحديثاً، كما بات المهرجان يشكل منافسة كبيرة بين أهالي المنطقة الغربية في كل عام، ما دفعنا للمحافظة أكثر وأكثر على الإبل، والاهتمام بها ورعايتها، لذا نحن من الراعين في سبيل الاستمرارية على هذا النهج».

وأضاف «ندعم هذه المزاينة سنوياً وغيرها من المهرجانات التي تنظمها اللجنة، لإيماننا بما تقدمه للساحة الإماراتية من جهود مشكورة في مجال حماية وصون التراث، كما أننا على ثقة تامة بنجاح هذه المبادرة وما يماثلها، ولإيماننا بأن مهرجانات مزاين الإبل عززت مكانة السياحة الصحراوية بالإمارات، وأسهمت في إحياء العديد من عناصر الصحراء التراثية، ودعم الأسواق المحلية عبر مشاركة الملاك والمهتمين بتربية الجمال في الإمارات، وندعو الجميع إلى زيارة صحراء المنطقة الغربية، والتمتع بأجواء بيئة الصحراء، ومظاهر البداوة وحب الإبل، حيث كلها عناصر تشكل الصورة المعروفة تراثياً لدولة الإمارات في أذهان دول العالم».

فيما قال سالم عاضه البقمي (راعي شوط فردي) إن «دعمنا لمزاينة الإبل هو واجب وطني ورد جميل، وإننا حريصون على أن نسير على خطى قيادتنا الرشيدة وما تقدمه من رعايات ودعم لهذه المهرجانات، ونريد أن يتأصل هذا الحب في شباب الإمارات اليوم، وأن تتضافر الجهود لدعم هذه المشروعات، كما أن هذه الفعاليات لا تحتاج دعمنا ورعايتنا إنما الهدف الأساسي من وراء هذا الدعم هو إشراكنا في عملية صون التراث وإيصاله إلى شباب اليوم، لنقله إلى أجيال الغد». وتابع «لقد استفدنا من هذا الدعم استفادة مجتمعية ومالية، والمجتمعية تمثلت في العلاقات التي تبنى خلال هذه المزاينة مع ملاك الإبل الإماراتيين، إلى جانب بناء جسر تواصل بين أبناء اليوم وتراث أجدادهم، ليتعرفوا إليه عن كثب».

من جهته، قال علي سالم بن هياي المنصوري (راعي شوط فردي)، إننا «لسنا من قدم الدعم للمزاينة، بل إن اللجنة قد كرمتنا بإتاحة الفرصة لنا للمشاركة في هذه التظاهرة التراثية الكبرى، التي نحن على ثقة تامة بأنها ستكون على قدر الجهود المبذولة، للمحافظة على رياضة الإبل وصونها أمام الرياضات الحديثة، كما أنّ احتفالية بينونة هي استدامة لعاداتنا وتقاليدنا ومساهمة الآباء بها، واستدامة لمشروع مهرجان الظفرة الناجح تراثياً وثقافياً، كما يأتي التبرع في مزاينة بينونة، تعبيراً عن حبنا للإبل التي تحتل مكانة خاصة في قلب كل إماراتي وخليجي وعربي، فهو حب يعكس بيئته وثقافته». وأضاف «لقد أرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فينا حب التراث، والتمسك بثقافتنا وهويتنا، والمحافظة على تراثنا الذي ورثناه من الآباء والأجداد، انطلاقاً من مقولته رحمه الله: (من ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل)، وبالتالي فإن هذه المهرجانات تغرس فينا نحن أبناء الإمارات من مختلف الفئات العمرية حب الوطن والانتماء والإحساس بالمواطنة».

تويتر