يتجه إلى تفعيل حضوره دولياً بعد نجاح مشاركته فـــي «الصيد والفروسية»

«مركز حمــــدان بن محمد» يحلّق بالتراث داخليــــاً وخارجياً

صورة

كشف رئيس قسم البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، جاسم محمد، أن هناك توجهاً بتفعيل المشاركات الدولية للمركز في إطار الترويج للتراث المحلي، والسعي إلى التعريف بالموروث الإماراتي إقليمياً ودولياً، خلال المرحلة المقبلة.

أفق جديد

وصف جاسم محمد، مشاركات المركز الخارجية والترويج لنشاطاته خارج سياق إقامة البطولات بـ«الأفق الجديد الذي من شأنه أن يوسع من قاعدة التعريف بالموروث المحلي».

وقال «بالإضافة إلى الاهتمام الكبير الذي تجده فعاليات البطولات المختلفة، وما يصاحبها من جذب ليس للمتسابقين فقط، بل لشرائح مختلفة من الجمهور، تبقى هناك أهمية للخروج بهذا التراث إلى دوائر أوسع».

وأكد محمد أن هناك تفاعلاً كبيراً من غير الإماراتيين مع العديد من ملامح الموروث التي تهتم بها البطولات بصفة خاصة، ليس فقط من قبل المنتمين إلى الجاليات المقيمة، بل أيضاً من الزوار الذين يتعرفون إلى الموروث الإماراتي للمرة الأولى.

مشاركة بانورامية

قالت مديرة إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، إن مشاركة المركز في معرض الصيد والفروسية بأبوظبي، أتاحت الفرصة لرواد المعرض للإطلالة بشكل بانورامي على مختلف البطولات التراثية التي ينظمها المركز على مدار العام. وأضافت «هناك تنوع كبير في طبيعة كل بطولة، وشرائح المهتمين بها، ووجود مختلف البطولات التراثية في سياق منصة شاملة فرصة لاستقاء معلومات وافية عن مختلف هذه البطولات، وتبيان حقيقة التقائها في أنها مع تعددها فإنها تتكامل في كونها جزءاً اصيلاً من مكونات الموروث الثقافي الإماراتي».

وأكدت درويش اعتزام المركز المحافظة على الوجود بشكل دائم في هذا المحفل الدولي الذي يجتذب المهتمين بالتراث المحلي، فضلاً عن إيلائه أهمية للصيد والفروسية، اللذين يعدان بعدين أساسيين أيضاً من هذا الموروث.

واختتم المركز، أخيراً، مشاركته الأولى في المعرض الدولي للصيد والفروسية 2014، وتم خلالها تعريف رواد المعرض بجوانب مهمة من الموروث المحلي، حسب جاسم محمد الذي أكد لـ«الإمارات اليوم» أنه «في الوقت الذي تلعب فيه إقامة البطولات التراثية بشكل دوري دوراً رئيساً وفعالاً في إطار المحافظة على ممارسة الموروث، فإن قطاعاً وشرائح واسعة حتى من غير المعنيين، بما في ذلك جمهور الجاليات الأخرى، يمكن الوصول إليهم والتواصل معهم، وتعريفهم بالتراث الإماراتي، من خلال المنصات الترويجية المنفصلة».

ولم يستبعد محمد أن يتم الذهاب بعيداً خارج الحدود في سبيل هذه المهمة، مضيفاً أن «الاستراتيجية التي يطبقها مركز حمدان بن محمد تؤمن بأنه إلى جانب كون هذا التراث أصيل في تكوين خصوصية الهوية الإماراتية، فإنه مؤهل أيضاً للانتشار عالمياً، سواء من خلال الجاليات الموجودة بالفعل داخل الدولة، أو عبر الوجود ضمن منصات دولية وعالمية خارج الحدود».

وتطرق رئيس قسم البطولات إلى مشاركة المركز في المعرض الدولي للصيد والفروسية في أبوظبي، مشيراً إلى أن المشاركة جاءت في إطار «خلق فرص جديدة، من أجل نشر الموروث المحلي، سواء من جهة ممارسته كما هو سائد في إقامة البطولات التراثية المختلفة، أو التعريف به، عبر استثمار المنصات المحلية والدولية المتاحة».

وأثنى على الاهتمام الكبير الذي وجده المركز ممثلاً في دعم أصحاب السمو الشيوخ لنشاطاته، من خلال الزيارات المتعددة لمقر جناحه، مضيفاً «شرف جناح مركز حمدان بن محمد للتراث بزيارة كريمة لصاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين».

وأضاف: «على الرغم من أنها المشاركة الأولى للمركز إلا أن هناك مردوداً كبيراً لتوجودنا في هذا الصرح الدولي، لاسيما أننا تلقينا دعوة كريمة من قبل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، إلى ضرورة المحافظة على هذا الوجود في الدورة المقبلة، وما يليها من دورات».

وحول طبيعة المشاركة والفريق الذي شارك به المركز، قال جاسم محمد: «كان هناك تركيز مباشر على التعريف ببعض جوانب الموروث المحلي من خلال فعاليات البطولات نفسها، وانسجاماً مع العنوان العريض للمركز، كان الاهتمام الأكبر ببطولات القنص المختلفة، لاسيما بطولات الصيد بالصقور التي تجد اهتماماً كبيراً من قبل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، إذ تم اعتماد إضافة مسابقات جديدة إلى هذه الفئة من البطولات في الدورات الأخيرة».

بطولة الرماية للجنسين أيضاً كان لها نصيب وافر من الاستفسارات من قبل رواد المعرض، حسب جاسم محمد، الذي أوضح أنه «من خلال رصد جهود فريق العمل الذي وجد في جناح مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث على مدار ثلاثة أيام، فإن الاستفسارات الفنية، سواء تلك المتعلقة ببطولات الرماية المختلفة، التي تضم فئات الرجال والسيدات والناشئين، إضافة إلى (الشوزن) أو المرتبطة بطبيعة السلاح المستخدم، وعلاقة ذلك بالتراث الإماراتي في ما يتعلق بالبندقية (السكتون)، وغيرها من الأسئلة التي تتبادر في ذهن رواد المعرض».

الشعبية الكبيرة التي حققتها بطولات اليولة المختلفة أيضاً جعلها محطة أساسية للتعريف بها، وشروط الاشتراك في المسابقة التي تشهد اهتماماً إعلامياً ملحوظاً في فئاتها الثلاث يولة الكبار، ويولة الناشئين، ويولة المدارس، إذ تطرقت الاستفسارات أيضاً إلى جوانب مهمة، حسب جاسم محمد، منها علاقة اليولة باللحن والإيقاع، وارتباطها أيضاً بالشعر، والمناسبات الاجتماعية المختلفة، على الرغم من أن الأداء الرئيس فيها هو السلاح التقليدي، ودلالات ذلك.

وأضاف جاسم محمد: «لم يغب أيضاً التعريف بسائر البطولات المختلفة التي ينظمها المركز، لاسيما أن هناك كتيباً شاملاً تم توزيع آلاف النسخ المطبوعة منه، إضافة إلى النشرات المفصلة التي توضح فنون كل موروث على حدة، إذ توزع فريق عمل يضم نحو 10 أفراد من المنتمين إلى المركز، من أجل الالتقاء برواد المعرض، والتعريف بأنشطته المختلفة التي يقع التراث المحلي عموما في القلب منها، وتوافرت المعلومات الدقيقة أيضاً عن بطولات الصيد بالسلق والغوص الحر، وبطولات فئة ذوي الإعاقة، وغيرها». من جانبها، قالت مديرة إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، إن «نجاح هذه الخطوة والاهتمام الكبير الذي وجده جناح مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، في معرض الصيد والفروسية بأبوظبي، يحفز باتجاه مزيد من تكثيف جهود نشر الموروث المحلي على نطاق إقليمي وعالمي أوسع، في إطار توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ببذل كل الجهود في سبيل نشر الموروث الإماراتي، باعتباره مكوناً أساسياً من مكونات الهوية الوطنية».

من جهته، كشف مدير الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، إبراهيم عبدالرحيم، أنه سيتم الإعلان قريباً عن فتح باب التقدم لتسجيل المرشحين للاشتراك في الدورة الجديدة لبطولة فزاع لليولة للكبار، التي تعد دائماً المستهل لاستئناف الموسم الجديد للبطولات التراثية.

وتوقع أن يحمل الموسم الجديد زيادة ملحوظة في أعداد المرشحين، مضيفاً أن «الزيادة الكمية اعتدنا عليها مع كل دورة من دورات البطولة، ويبقى الرهان دوماً على الإضافة النوعية، سواء فنياً، أو من حيث المستوى التنظيمي للبطولة».

وأشار عبدالرحيم إلى أن «الاهتمام الإعلامي بالبطولة أسهم في تحقيق إحدى أهم استراتيجيات المركز، وهي نشر ثقافة الموروث المحلي، مشيداً بالدور الذي تلعبه مؤسسة دبي للإعلام عبر وسائلها الإعلامية المتعددة».

 

تويتر