سلطان الجابر: نعمل مع السواعد المصرية لإنقاذ الصرح الحضاري ومقتنياته

الإمارات تعيد الحياة إلى متحف الفن الإسلامي في القاهرة

صورة

قال وزير دولة رئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر، الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر، إن شخصية إماراتية كبيرة لها دور كبير في دعم الثقافة والعلم والمحافظة على التراث قد تكفلت بنفقات ترميم وصيانة متحف الفن الإسلامي بالقاهرة.

سلطان الجابر:

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/188130.jpg

• «ما شاهدناه في متحف الفن الإسلامي يؤكّد أن الأيدي التي صنعت تلك القطع الفنية والتحف الفريدة والمخطوطات، التي لا مثيل لها، إنما تعكس أحد أهم وجوه عظمة التاريخ الإسلامي على مر العصور، وتعد مقتنياته خير شاهد على عظمة واعتدال وقوة الحضارة الإسلامية».


الأقسام الأكثر تضرراً

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/188170.jpg

قالت رئيس قسم الخزف بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة، همت مصطفى، لـ«الإمارات اليوم»، إن الأقسام

الأكثر تأثراً في المتحف بالحادث الإرهابي، هي الخزف والمشكوات الزجاجية، التي يعود كثير منها إلى العصر المملوكي، إذ كان المعروض من الزجاجيات 262 مشكاة، تهشم منها 10، وتأثر منها بدرجة أو أخرى 61 مشكاة، أما الخزف فكان معروضاً منه 77 قطعة، تهشمت تماماً 17، وتأثرت البقية، أما السليم فكان 22 قطعة.

من جهته، قال المفتش الأثري والباحث بالمتحف، عبدالرحيم حنفي، لـ«الإمارات اليوم» إن أعمال التطوير والترميم التي تتبناها دولة الإمارات حالياً تتم بأيدٍ مصرية، وتعتمد على الخبرات الموجودة، لكن عدداً من المرمّمين المصريين تم تدريبهم في متحف متروبوليتان بنيويورك».

يشار إلى أن للمتحف مدخلين، أحدهما في الناحية الشمالية الشرقية، والآخر في الجهة الجنوبية الشرقية وهو المستخدم الآن. وكانت تتقدم المدخل الأول حديقة جميلة بنافورة، لكنها أُزيلت. وتتميز واجهة المتحف المطلة على شارع بورسعيد بالفخامة والثراء الزخرفي، وما تحتويه من مداخل مستوحاة من العمارة الإسلامية في مصر بعصورها المختلفة. ويتكون المتحف من طابقين، الأول به قاعات العرض، والثاني به المخازن، وبدروم يستخدم مخزناً ولقسم ترميم الآثار.


تاريخ

قال رئيس قطاع المتاحف المصرية بوزارة الآثار، أحمد شرف، إن المتحف يعود إلى عام 1869، عندما بدأت فكرة إنشاء دار لجمع تحف الفنون من العمائر الإسلامية، ووضعت لبنته الأولى عام 1880، عندما قامت الحكومة المصرية بجمع التحف الفنية من المساجد والمبانى الأثرية لحفظها فى الإيوان الشرقى لجامع الحاكم بأمر الله، وصدر مرسوم سنة 1881 بتشكيل لجنة حفظ الآثار الإسلامية والعربية، ومع تزايد التحف والقطع الفنية التي تم جمعها من مصر والهند والصين وإيران وتركيا والأندلس مروراً بفنون الجزيرة العربية والشام وشمال إفريقيا، ضاق الإيوان بها، فتم بناء مكان لها في صحن الجامع، واستمر الوضع على هذه الحال حتى بناء متحف كبير سمي بمتحف الفن الإسلامي الحالي، وكان يعرف الجانب الشرقي منه بدار الآثار العربية، والغربي باسم دار الكتب السلطانية، وتم افتتاح المتحف للمرة الأولى في 28 ديسمبر 1903 بميدان «باب الخلق»، أحد أشهر ميادين القاهرة الإسلامية، إذ يقترب من أهم نماذج العمارة الإسلامية التي تعكس جماليات عصورها المختلفة، التي تؤكد ازدهار الحضارة الإسلامية.

وأشار خلال حضوره أمس، إطلاق مشروع تطوير وترميم متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، إلى أن توجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات تقضي بتقديم كل أشكال الدعم لكل ما يسهم في مساندة مصر، بما في ذلك الحفاظ على ما تتمتع به من تراث زاخر، وإمكانات فريدة تعكس مكانتها التاريخية والحضارية، مضيفاً «سنعمل مع السواعد المصرية من أجل إنقاذ هذا الصرح الحضاري ومقتنياته».

ويعد متحف الفن الإسلامي بالقاهرة أكبر متحف إسلامي في العالم، إذ يضم مئات المخطوطات النادرة وأكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل 75% من التحف الأثرية الإسلامية بالعالم، والتي تعكس فنون العالم الإسلامي على مر العصور. وأجريت مراسم إطلاق المشروع بحضور وزير الآثار المصري الدكتور ممدوح الدماطي، ووزيرة التعاون الدولي في مصر الدكتورة نجلاء الأهواني.

ويتزامن مشروع تطوير وترميم متحف الفن الإسلامي مع حزمة المشروعات التي تنفذها الإمارات في مصر، ويستهدف الحفاظ على التراث الإسلامي، وما يضمه المتحف من قطع فنية ومخطوطات.

وقال سلطان الجابر «مثلما تقوم الإمارات بالعديد من المشروعات التنموية ضمن قطاعات حيوية رئيسة تستهدف تحسين الخدمات المقدمة للمواطن المصري؛ فإن الكثير من أبناء الإمارات يودون المساهمة في مسيرة التنمية والتطوير التي تشهدها مصر، بما في ذلك حماية كنوزها وإرثها الإسلامي والحضاري الفريد»، مشيراً إلى أن متحف الفن الإسلامي يضم العديد من القطع الأثرية والمقتنيات التي تعكس ازدهار ونماء الفن الإسلامي بمخطوطاته النادرة، وبما يحتويه من قطع وأعمال فنية نؤمن بأن الحفاظ عليها واستمرارها يسهم في الحفاظ على جزء مهم من التراث الإنساني.

وتابع الجابر «ما شاهدناه اليوم في متحف الفن الإسلامي يؤكد أن الأيدي التي صنعت تلك القطع الفنية والتحف الفريدة والمخطوطات التي لا مثيل لها إنما تعكس أحد أهم وجوه عظمة التاريخ الإسلامي على مر العصور، وتعد مقتنياته خير شاهد على عظمة واعتدال وقوة الحضارة الإسلامية»، لافتاً إلى أن الإمارات تتشرف بتقديم مختلف أشكال الدعم المادي والتقني من أجل إعادة هذا المتحف إلى ما كان عليه، كأحد أهم متاحف الفن الإسلامي على مستوى العالم.

وأوضح «سنعمل مع السواعد المصرية من أجل إنقاذ هذا الصرح الحضاري ومقتنياته، وتقديم الدعم اللازم لإتمام أعمال الترميم، وإعادة تأهيل المتحف وافتتاحه في أقرب وقت ممكن، وإعادته إلى استقبال زواره ليشهدوا على عظمة الحضارة الإسلامية، وأيضاً لتعزيز الحركة الثقافية والسياحية، ودعم الاقتصاد، ليؤكد الشعب المصري من جديد نجاحه وصموده في وجه التحديات، ويعبر عن معدنه الأصيل الذي يظهر ويتجلى في الشدائد، ويتحدى كل الصعوبات إذا ما توافرت له الإمكانات والدعم المطلوب».

ويتكون المتحف من طابقين يضمان 23 قاعة، وروعي فيه الطرز الفنية المختلفة للمعروضات، كالطابع الأموى والعباسي والفاطمي والمملوكي، وتم تقسيم القطع الفنية حسب المادة المصنوعة منها، مع مراعاة التسلسل التاريخي، فخصصت قاعات للتحف الخشبية وأخرى للمعادن ومجموعة ثالثة للخزف.

من جانبه، قال الدكتور ممدوح الدماطي «لمسنا حرصاً كبيراً من الجانب الإماراتي على تقديم الدعم المادي والتقني والفني لترميم متحف الفن الإسلامي الذي تعرض لخسائر كبيرة عندما تم تدمير واجهته وعدد من مقتنياته نتيجة التفجير الإرهابي الذي طال مبنى مديرية أمن القاهرة، ونشكر موقف دولة الإمارات بالبدء في ترميم المتحف وإعادته إلى الحالة التي تليق بما يحتويه من مقتنيات وقطع فنية نادرة». وأشار إلى أن أعمال الترميم سيقوم بها خبراء على أعلى مستوى من السواعد المصرية، وخبراء دوليون من كبرى المتاحف والمعاهد والمؤسسات والمنظمات العالمية المتخصصة في ترميم المتاحف، والحفاظ على القطع الأثرية الخشبية والزجاجية والمعدنية والمخطوطات التاريخية.

ولفت الدماطي إلى أن أعمال تطوير المتحف الإسلامي ستجرى بأحدث الأساليب لضمان الحفاظ على القطع النادرة التي تأثرت بالتفجير، وبواسطة خبراء في هذا المجال، وباستخدام الأساليب والأدوات والتقنيات التي تتناسب مع أهمية المقتنيات الأثرية، منوهاً بأن المشروع يتضمن أعمالاً إنشائية وفنية وتقنية للترميم الداخلي لمنصات العرض والنوافذ الزجاجية والخشبية والمعدنية، ومجموعة من المقتنيات والقطع النادرة، وكذلك خطة لإعادة البناء الخارجي التي تشمل إعادة ترميم وتأهيل الواجهة الأمامية للمتحف.

نماذج

من أبرز نماذج مقتنيات متحف الفن الإسلامي النادرة والتي لا مثيل لها، مجموعات من الأباريق والصحون والسجاجيد والقطع الخشبية التي يرجع بعضها إلى أكثر من 1000 عام، وبعضها من القرن الرابع والخامس والسادس والسابع الهجري وما بعدها، منها إبريق بركة، وإبريق الناصر أحمد حمد، وإبريق طبطق، وإبريق محمد بن مروان وهو من أقدم التحف المعدنية الإسلامية، وباب مسجد الحاكم بأمر الله، وباب مسجد الصالح طلائع، وحشوة خشبية باسم السلطان الظاهر برقوق ترجع للقرن التاسع الهجري، ودواة المنصور محمد، ودنانير الخلافة السنية التي ضربت بالإسكندرية عام 1174م، وشمعدان السلطان قايتباي، وطاسة خضة للأمير أيبك، وقطعة نسيج (شارة) خاصة بوظيفة السلحدار.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/188145.jpg

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/188146.jpg

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/188147.jpg

تويتر