ندوة مستقبل القراءة: المكتبات التقليدية بدأت في الاختفاء

(من اليمين إلى اليسار) محمد حافظ ذياب ومروان الصواف وأليس لابلانت. من المصدر

تناولت الندوة الثقافية الفكرية التي عقدت في ملتقى الكتاب، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الـ32، موضوع مستقبل القراءة، وتحدث فيها كل من الباحثة والكاتبة الأميركية، اليس لابلانت، واستاذ الأنثروبولوجيا في جماعة بنها المصرية الدكتور محمد حافظ دياب، وأدار الندوة الإعلامي مروان صواف. وقالت الكاتبة اليس لابلانت، في مثل هذا الموضوع، كان لابد من الحديث عن الكتب الإلكترونية، مشيرة إلى أن الكتب الإلكترونية صعدت بنسبة 100% ثم تراجعت إلى نحو 50% في اميركا خلال الفترة الماضية، وعن الكتب التقليدية والنشر، قالت إن المشكلة ليست في من سيبقى ومن سيتراجع، بل لابد من حالة من التوازن بين الكتاب الإلكتروني والتقليدي، وكلاهما يكملان بعضهما، فمن يرغب في الكتاب الإلكتروني، خصوصاً الشباب والجيل الجديد، سيجده، ومن يرغب في الكتاب التقليدي، يلمسه ويعيره لصديق، ويتغنى بالإحساس الجميل وهو يلامس الورق يمكنه ذلك، لافتة إلى أن نحو 25% من مبيعات الكتب في اميركا عام 2011 من نصيب الكتب الإلكترونية، مشيرة إلى أن مبيعات الكتب الإلكترونية في موقع «امازون» كانت اكثر من مبيعات الكتب التقليدية، وهذا طبيعي ووارد لحد كبير بسبب ان الموقع إلكتروني، لكن بالنتيجة ليس المهم شكل الكتاب، المهم هو ان نقرأ، وبالتالي لا داعي لأن نضع الكتاب الإلكتروني في مقابل الكتاب التقليدي او نقيضه، خصوصاً ان هناك تدفقاً هائلاً في المعلومات، والمهم ان نقرأ، لافتة إلى أنه في اميركا سنويا يتم نشر 600 الف إلى مليون كتاب إلكتروني، وأن اسعار الكتاب الإلكتروني مرتفعة الثمن نسبياً، بسبب ان كلفة الكتاب الإلكتروني عالية، مشيرة إلى أن بعض المكتبات التقليدية العامة في اميركا بدأت في الاختفاء. وقالت: عموماً التكنولوجيا يمكن لها أن تساعدنا كثيراً في القراءة، لكننا لا يمكن أن نتوقع ما الذي سيحصل في قادم الأيام، ومع ذلك لابد ان يكون ممتعاً.

من جانبه، تحدث الدكتور محمد حافظ دياب، عن مقاربة لمستقبل القراءة، لافتاً إلى ان أي حديث عن المستقبل عموماً، كان يمر تاريخياً عبر ثلاث مراحل، هي التخمين والتوقع والتنبؤ، وذلك لاستشراف المستقبل، وما من شك في ان الحديث عن المستقبل، يستوجب الحديث عن الصعوبات والتعرف إليها، وأشار إلى أن القراءة هي نشاط إنساني هادف ومتشظٍ، لافتاً إلى القراءة الجهرية والهمسية، والقراءة التي تركز على التسلية والوعي القرائي، والتي تجمع كل الخطابات، ما يعني ان القراءة تشمل كل الخطابات الادبية والفنية والاجتماعية والسياسية، وغيرها، ولفت إلى أننا في موضوع القراءة نكون إزاء نشاط إنساني يمكن التعامل معه على أساس مفرد بصيغة الجمع، بمعنى ان هناك قراءة لكنها تختلف حتى مع النص الواحد، وليس أدل على ذلك من قراءة القرآن الكريم، فالبلاغي يجد فيها ما ينفعه في التعرف إلى قيم جمالية وبيانية، والفيلسوف يجد فيه دعوة للفكر واليقظة، والفقيه يجد فيه زاداً للتشريعات والقوانين.

وقال الدكتور دياب، لأن القراءة فعل ونشاط إنساني متشظٍ، فإنها يمكن ان تكون أسيرة ثلاث إشكاليات، هي إشكالية التعريف وإشكالية الفعالية وإشكالية المرجعية، ففي مسألة التعريف، هناك سؤال أساسي: ما القراءة؟ وهناك فرق بين القراءة والمطالعة، وبين فعل القراءة وفعل الكتابة، وهناك من يقول إن القارئ عندما يقرأ فإنه يمارس فعل الكتابة أيضاً.

واختتم الدكتور دياب، بسؤال أساسي، يقول: ماذا عن مستقبل القراءة؟ ليشير إلى أن الصورة او المشهد العام يشي بأن فعل القراءة سيبقى، لكن هناك صعوبات تحول دون التعرف والاستشراف لمستقبل القراءة، وأشار إلى مقولة لمفكر فرنسي، تتضمن الإشارة إلى أننا نعيش في عصر الوشاية البصرية وعصر الصورة.

تويتر