«حنين» علاء جانب يخطف آخر بطاقة تأهل

«أمير الشعراء» يختتم مرحلته الأولى

صورة

انضم الشاعر المصري علاء جانب إلى الشعراء المتأهلين للمرحلة الثانية من مسابقة «أمير الشعراء»، بعد حصوله على آخر بطاقة تأهل تمنحها لجنة تحكيم المسابقة في المرحلة الأولى التي اختتمت مسابقاتها مساء أول من أمس، في الحلقة التي أذيعت من مسرح شاطئ الراحة مباشرة على قناة «أبوظبي الإمارات». بينما تأهل الشاعر الموريتاني الشيخ ولد لّعمش والشاعرة السودانية منى الحاج من شعراء الحلقة الماضية، بعد حصولهما على أعلى نسبة تصويت من الجمهور، فيما خرج الشاعر باسل كيلاني من المسابقة.

ومن المقرر أن تنطلق الأربعاء المقبل أولى أمسيات المرحلة الثانية من البرنامج الشعري، وتتألف تلك المرحلة من ثلاث حلقات، تعتمد فيها لجنة تحكيم المسابقة التي تضم كلاً من د.عبدالملك مرتاض، ود.صلاح فضل، ود.علي بن تميم، معايير تحكيمية جديدة، فيتقدم في كل حلقة خمسة متسابقين، يكتب كل واحد منهم من سبعة إلى ‬10 أبيات حداً أقصى، على أن تكون موزونة ومقفاة وحرة الموضوع، وخلال الحلقة تتم استضافة شاعر يكتب ‬12 بيتاً، وفي الجزء الثاني من الحلقة يقف الضيف مع الشعراء لمجاراته موضوعاً وقافية من خلال خمسة أبيات مرتجلة، على أن يمنحوا الوقت الكافي لارتجالها، كما سيعطي الضيف انطباعاته عما يقدمه الشعراء، ومن ثم تقيّم لجنة التحكيم القصائد المقدّمة خلال الأمسية، بحيث تقسّم الدرجات على المحورين: الأول الخاص بكتابة قصائد موزونة ومقفاة وحرة الموضوع، والثاني الذي يتعلق بالارتجال.

تنافس

 

سعديات

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/05/01-4yrtr.jpg

في ختام الحلقة عرض البرنامج تقريراً مصوراً حول زيارة الشعراء إلى جزيرة السعديات، حيث متحف اللوفر أول متحف عالمي في المنطقة العربية، والمشروعات التنموية الثقافية التي تعمل أبوظبي على استكمالها لتكون عاصمة ثقافية متميزة، وبعد انتهاء الجولة الثقافية في رحاب السعديات أعلن الفنان باسم ياخور عن تأهل الشاعر علاء جانب ببطاقة لجنة التحكيم، بينما ينتظر بقية الشعراء نتيجة التصويت عبر الرسائل النصية.

 شهدت الحلقة الأخيرة من المرحلة الأولى تنافس أربعة شعراء هم: إيمان عبدالهادي من الأردن، وخالد بودريف من المغرب، وعلاء جانب من مصر، ويحيى وهاس من اليمن. وفي قصيدتها «المثيل» مالت إيمان عبدالهادي إلى الصوفية والنحت في اللغة للوصول إلى مصطلحات وتركيبات لغوية مبتكرة، وهو ما اتفقت عليه لجنة التحكيم في تعليقاتها على القصيدة، كما وجد د.عبدالملك مرتاض أن «القصيدة فيها إيقاع مستفز، وصفير، وهو صوت شديد التأثير في المتلقي، ولاسيما القافية، كما أن العنوان جميل». كما أثنى على أناقة لغة الشاعرة، وسعيها نحو الحفر في اللغة الشعرية، والتجديد، إلى جانب حداثة وعبقرية في التصوير. وأشار د.صلاح فضل إلى أن «الشاعرة تشارف منطقة لغة المتصوفة مثلما عند ابن عربي، إلى جانب عشقها للغة». بينما رأى د.علي بن تميم أن «اللغة تميل إلى كونها أكثر زخرفية، فيها يتوارى الفن، وحين نريد الإمساك بالمعنى نجد أنه يغيب».

بينما كان الحنين والخوف على الوطن موضوع قصيدة الشاعر علاء أحمد السيد، أو علاء جانب كما عرف في المسابقة، التي حملت عنوان «حنين إلى الغربة الأولى»، وأثنى عليه د.علي بن تميم، مشيراً إلى وجود غربة ثانية معاصرة لا يحن إليها الشاعر، بل يتطلع إلى الأولى مع أنها أشد قسوة، لافتاً إلى أن «النص بدا كأنه مونولوج غنائي، ضم أربعة أفعال أمر تستدعي الظلام، والسلام، والخصب، والفن، وكلها مفردات ترتبط بالمرأة مصر التي يستنهضها الشاعر راسماً حالة وجدانية فيها قلق، غير أنه لم يحدد بوصلته». واعتبر د.عبدالملك مرتاض أن «الاغتراب في قول الشعر يمثل قمة، ويمثل بداعته وجماله، وفي متن القصيدة عرامة وجزالة واقتدار، لكن مستوى التصوير لم يواكب المستوى الأول، كما نصح الشاعر بأن يُعِر جانب التصوير الاهتمام». ووجد د.صلاح فضل في النص «لفتة درامية، وفي العموم قدم الشاعر قصيدة شجية مفعمة بالشعرية».

بيئة

اتجه الشاعر خالد بودريف إلى القرآن الكريم بيئة الشاعر المحلية في مراكش ليستمد منهما بعضاً من ملامح قصيدته «اعترافات سَاحِرٍ مِنْ سِدْرَةِ الغَيْب»، وهو ما أشار إليه د.عبدالملك مرتاض، متوقفاً أمام ثورة الشك والضياع والتيه والقلق في النص، مبيناً أنه من الممكن أن تكون حيرة الشاعر وجودية. كما أشار د.صلاح فضل إلى الفكرة نفسها قائلاً: «في النص تناص مع القرآن، وأنت تبدي مهارتك البالغة في السباحة الشعرية، فتمزج الوحي النبوي بالوحي الشعري، وهو ما ميز قصيدتك». في حين رأى د.علي بن تميم أن استعادة التراث بأبعاد رمزية تتطلب مهارة غير مألوفة، «ولدى الشاعر بودريف خيال مطلق بدا شعرياً، إلا أن القصيدة ترهلت على الرغم من اتكائه على القرآن».

واتجه الشاعر يحيى وهّاس إلى البحر ليستمد منه قاموسه في قصيدته «من قاموس البحر»، وقد عبر د.عبدالملك مرتاض عن إعجابه بالنص، مشيراً إلى أنه لم يسمع شعراً يمانياً بهذا الجمال والإيقاع والتصوير، ففيه قعقعة آسرة، وجعجعة ساحرة، وأن يحيى يعشق الشعر كما البحر، وأنه شاعر حقاً. وقال د.صلاح فضل، إن «الشاعر لا يرى فرقاً بينه وبين البحر الذي تسمع إيقاعاته في القصيدة». واتفق معهما د.علي بن تميم، الذي رأى أن القصيدة تقوم على رسم العلاقة بين البحر والشاعر، لكنه اعتبر أن «الانسجام والجدل المثمر مع البحر بين البداية والنهاية غاب في القصيدة التي لم تمس البحر إلا بالشكل فقط، وقد تم المزج بين البحر والبحر الشعري».

تويتر