يوقع كتابه الجديد ضمن فعاليات «أبوظبي للكتاب»

السويدي.. «من القبيلة إلى الفيسبوك»

صورة

أعرب مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، جمال سند السويدي، عن سعادته بمشاركة المركز في معرض أبوظبي للكتاب ‬2013، وحضوره ليشارك في حفل التوقيع على كتابه «وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحديات المستقبلية: من القبيلة إلى الفيسبوك»، الذي سيقام في الجناح المخصص للمركز في قاعة المعارض، وذلك مساء يوم الجمعة المقبل.

ودعا السويدي في الوقت نفسه الجهات الثقافية والعلمية في الإمارات كافة، إلى بذل مزيد من الجهود لإنجاح المعرض والأهداف التي يعمل القائمون على المعرض من أجلها، في مقدمتها تكريس مكانة إمارة أبوظبي وجهة حضارية للثقافة والعلوم، ونشر المطبوعات في العالم.

يذكر أن الكتاب «وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحديات المستقبلية:. من القبيلة إلى الفيسبوك» الذي انتهى السويدي من تأليفه قبل بضعة أسابيع، أكد في مقدمته أن من يتابع التاريخ الإنساني يجد أن طموح الإنسان وأمل البشـر جميعاً، أن يكون الغد أفضل من الحاضـر؛ فالإنسان يحلم دائماً بتحقيق أشياء كثيرة، تعينه على ما يواجهه في حياته ومعيشته ودراسته وعمله ومجتمعه، وبعض هذه الأحلام يتحقق، وكثير منها يظل في طور الأمل.

وقال السويدي في المقدمة: «لقد تناولنا في هذا الكتاب تطور دور وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام الاجتماعي في المستقبل، وما سيعكسه ذلك من تغييرات على كثير من المسلّمات الراهنة، وسيصبح في الغد واقعاً ملموساً يلزم أن يتأقلم معه الإنسان من دون صـدمة معرفية أو إشكالية في التعامل»، مشيراً إلى أن «التكنولوجيا الرقمية قد تمكنت من العمل على نطاق عالمي لتحقيق بعض أحلام الإنسانية، وأرست قواعد ثقافة إلكترونية عالمية امتدت عبر الزمان والمكان، وتجلى الربط بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي أدت بمرور الوقت، دوراً بارزاً في تشكيل اتجاهات الرأي العام وبناء القناعات الذاتية والمواقف والآراء تجاه مختلف القضايا والأحداث في مختلف المجالات».

وبين السويدي أن وسائل التواصل الاجتماعي أدت إلى التحول من «القبيلة إلى الفيسبوك» فإذا كانت القبيلة الواحدة تتكون من بطون وأفخاذ متفرقة وعصبيات عدة، فلابدّ من عصبية أقوى تلتحم فيها جميع العصبيات وتنصهر، وتصير كأنها عصبية واحدة كبرى، وإلا فسيقع الافتراق المفضـي إلى الاختلاف والتنازع، وإذا كان كل حي أو بطن من القبائل عصبة واحدة لنسبهم العام، ففيهم أيضاً عصبيات أخرى لأنساب خاصة، هي أشـد التحاماً من النسب العام لهم، وهو أمر ينطبق بصورة رئيسة على منظومة وسائل التواصل الاجتماعي، فلكل مجموعة تتواصل على أي وسيلة تواصل اجتماعي، توجهات ورؤى واحدة كأنها عصبية قائمة بذاتها، كما أن المستخدم لا يتخلص من عصبيته الأصلية؛ ولذلك يمكن القول: إن لوسائل التواصل الاجتماعي «عصبيات افتراضية»، وهي سمة البنية الاجتماعية الجديدة في المجتمع الكوني الكبير.

وجاء في المقدمة أيضاً: مع ظهور مفهوم «الجمهور الفاعل»، الذي عكس ظهور مقدرة المتلقي على أن يكون منتجاً وشـريكاً أصيلاً ضمن عملية اتصالية تفاعلية بدلاً من أن يكون متلقياً سلبياً للمحتوى أو الرسالة، نجحت وسائل التواصل الاجتماعي في الربط بسـرعة هائلة، وبطريقة غير مسبوقة بين أناس من مختلف أرجاء العالم، تجمع بينهم خصائص ثقافية أو دينية أو سياسية أو عاطفية أو مالية واقتصادية، فعندما يستطيع هذا العدد الهائل من البشـر التلاقي عبر هذه الوسائل، تصبح المجتمعات التي كانت متخيلة أكثر واقعية. وقد تمكنت هذه العوالم الافتراضية من التوسع، وإشعار «مواطنيها» بالحاجة إلى تأكيد مصالحهم المشتركة؛ ما يجعل من الضـروري دراسة الأثر المترتب على ذلك في مختلف المجالات، ومحاولة استشـراف آفاق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتحليل ما ينبئ عنه تطورها المتسارع من أجل بناء تصورات للتعامل مع هذه الظاهرة في المستقبل القريب. وتنبع أهمية هذه الدراسة من كون وسائل التواصل الاجتماعي أضحت خلال الآونة الأخيرة متغيراً حيوياً ضمن آليات الحراك السياسـي والاجتماعي في مناطق عدة من العالم، ولاسيما في بعض الدول العربية.

 

تويتر