من بينها نسخ نادرة من القرآن الكريم و«المعلقات»

كنوز تراثية في «دار المخطوط العـــربي»

المرزقي: مستعد للسعي ورا ءالمخطوط في أي مكان بالعالم. تصوير: إريك أرازاس

تعد دار المخطوط العربي من بين دور النشر المتميزة المشاركة في معرض أبوظبي للكتاب في دورته الـ،22 إذ تنفرد الدار التي تقع في مدينة العين بمقتنياتها من المخطوطات النادرة، والتي تُعد نواة لإنشاء أكبر مكتبة للمخطوطات في العالم في أبوظبي، بحسب ما أوضح صاحب الدار سلطان عبدالله.

وقال المرزوقي لـ«الإمارات اليوم» إنه استطاع بعد إنشاء الدار في العام الماضي أن يقتني مئات المخطوطات المهمة، مشيراً إلى أن بإمكانه الحصول على آلاف المخطوطات، لكنه لا يملك المكان المناسب لحفظ هذه المخطوطات، ولا يملك الإمكانات اللازمة للتعامل معها، إذ لا تتسع الدار التي يملكها سوى للمخطوطات التي لديه بالفعل.

وأفاد المرزوقي بأن المخطوطات التي لديه تم جمعها من دول عدة، من أهمها موريتانيا والنيجر ونيجيريا، وهي التي تمثل منطقة الصحراء الكبرى التي يوجد فيها عدد كبير من المخطوطات التي جُلبت من الاندلس بعد سقوطها، لافتاً إلى أنه رغم تركيزه على منطقة الصحراء الكبرى، إلا أنه على استعداد للبحث عن المخطوط في أي مكان من العالم.

كتب نادرة

عن أندر المخطوطات التي يمتلكها؛ أشار صاحب الدار إلى أن من أبرزها نسخة من القرآن الكريم يعود عمرها إلى 570 سنة، ونسخة لمصحف عماني آياته مرمزة بالذهب، ترجع إلى 300 عام، إضافة إلى نسخة من المعلقات من دون شروح عمرها 600 عام، وشرح الزوزني في المعلقات، وشرح الأعلم في المعلقات.

وقال إن من الصعب الحديث عن أسعار المخطوطات التي اقتناها، إذ قد يكون هناك مخطوط نادر لكنه مهمل، أو أن أصحابه لا يدركون قيمته، وقد يكون المخطوط متواضع الأهمية لكن مالكه يبالغ في ثمنه، لتحقيق مكسب مادي مضاعف.

وأضاف المرزوقي أن «العمل في مجال اقتناء المخطوطات يحتاج إلى (مال قارون وصبر أيوب)، نظراً لأنه يقتني المخطوطات ولا يبيعها، كما أن الحفاظ على المخطوطات يتطلب بيئة وآليات خاصة، مثل ضرورة حفظ كل مخطوط في حافظة خاصة، تتيح الاحتفاظ به بحالته 25 سنة، ثم يتم تغيير الحافظة بعدها، إضافة إلى احتياطات الأمن، وتكاليف عمليات ترميم المخطوطات القديمة والبالية. موضحاً أنه على استعداد للتعاون مع أي جهة تهتم بهذا المجال، من أجل توفير الدعم له ولما لديه من مخطوطات مثل آلات الترميم وكاميرات تصوير المخطوطات وغيرها.

وذكر مؤسس «دار المخطوط العربي» أن اتجاهه لهذا المجال جاء نتيجة نشأته في بيت يهتم بالكتاب، إذ كان والده قارئاً نهماً، كما أنه شاهد في موريتانيا العديد من المخطوطات المهملة والمهلهلة رغم أهميتها وقيمتها التاريخية الكبيرة، لذا فكر في إنشاء الدار للحفاظ على هذه الثروات، من خلال العمل على جلب واقتناء المخطوطات العربية وصيانتها وحفظها، ثم طباعتها من جديد على كتب، وأيضاً حفظها على هيئة كتب رقمية ووضعها على الإنترنت، لإتاحتها لاكبر شريحة ممكنة من الجمهور، خصوصاً الشباب، إلى جانب طباعتها في كتب، وتوزيعها على أشهر المكتبات في مختلف الدول، حتى تصل الرسالة إليها.

مقولات

نوه المرزوقي إلى حرص الدار على تصدير جميع كتبها بمقولات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومنها مقولة: «الكتاب هو وعاء العلم والحضارة والثقافة والعرفة والآداب والفنون»، ومقولة «إن الأمم لا تقاس بثرواتها المادية وحدها، وإنما تقاس بأصالتها الحضارية، والكتاب هو أساس هذه الأصالة والعامل الرئيس على تأكيدها».

وأشار إلى أن اختياره المخطوطات التي تتم طباعتها في كتب يتم وفقاً لمدى أهميتها والفائدة التي تحققها للقارئ، وخلال ستة أشهر قامت الدار بطباعة 16 عنواناً، تمت طباعة 3000 نسخة من كل عنوان. ومن العناوين التي تمت طباعتها «فتح الحق»، و«فتح الورود في شرح مراقي السعود»، لافتاً إلى تلقيه العديد من الدعوات للمشاركة في معارض في دول مختلفة، من بينها السعودية وماليزيا وقطر والهند، إلى جانب تلقيه عروضاً لدعم وتبني مشروعه من الهند، ومن الهيئة العالمية للمخطوطات.

أما على المستوى المحلي فتأتي مشاركة المرزوقي في معرض أبوظبي للكتاب على حسابه الخاص، مبادرة منه لتعريف الجمهور ودور النشر والمهتمين بدار المخطوط العربي ونشاطاتها واهتمامها بالمخطوطات، بينما تربطه بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث علاقات تعاون، إذ قام المركز بمساعدته على ترميم بعض المخطوطات، بينما قدم المرزوقي للمركز صوراً من المخطوطات، إلى جانب تعاونه مع دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة.

تويتر