«كتّاب الإمارات» يؤبّن الشاعر الراحل ويشكّل فريق عــــمل لجمع نتاجه

الصايغ: إبداع بن حــاضر برهان على مجد القـــصيدة

بن حاضر.. علم من أعلام العطاء الأدبي والإنساني. أرشيفية

قال الشاعر حبيب الصايغ، إن «رجلاً مثل محمد بن حاضر بعطاءاته الإبداعية والإنسانية من الأمثلة النادرة للشعراء الذين يحيون في الموت. وجهه القريب ظل قريباً، وعيناه تظلان تكتبان نورهما اليومي وشعاعهما التاريخي»، مشيرا إلى أن في إبداع بن حاضر الذي رحل أخيراً «براهين على مجد القصيدة الكلاسيكية، اللغة الطازجة، جزالة التراكيب والمقاصد، التفاف اللفظ والمعنى حول جذور الدمع والحنين، وحول سؤال يبتكر أسباب وجوده كل يوم، ويؤسس يومياً أيضاً لوجود الشاعر والإنسان».

الشاعر حبيب الصايغ. الإمارات اليوم

نتاج

شكّل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فريق عمل لجمع نتاج محمد بن حاضر الشعري والنثري، برئاسة عبدالله محمد السبب، عضو مجلس إدارة الاتحاد رئيس لجنة التأليف والنشر، وعضوية كل من إبراهيم الهاشمي وأحمد العسم وإبراهيم محمد إبراهيم وعبداللطيف الزبيدي.

يأتي ذلك إثر الإعلان الذي أطلقه حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة الاتحاد عن أن الاتحاد بصدد نشر أعمال بن حاضر في مجموعتي أعمال كاملتين تتضمنان نتاجه الشعري والنثري.

إضاءة

ولد الشاعر محمد خليفة بن حاضر في دبي عام ،1948 تخرّج في جامعة ليدز ببريطانيا في إدارة الأعمال ،1970 بدأ العمل في السلك الدبلوماسي منذ سنة ،1972 عمل في بداية حياته في سفارة الإمارات في بيروت، ثم نقل قنصلاً عاماً في كراتشي، ثم ترك العمل الدبلوماسي واتجه الى العمل التجاري الخاص، وعين عضوا في المجلس الوطني الاتحادي ممثلاً لامارة دبي، لمدة دورة واحدة، كذلك كان عضواً مؤسساً ونائب رئيس مجلس ادارة ندوة الثقافة والعلوم لاكثر من دورة، وعضواً لهيئة تحرير مجلة المنتدى الثقافية التي تصدر من دبي.

ويعد بن حاضر أحد الوجوه الثقافية الإماراتية، أسهم في تأصيل وحضور قصيدة الفصحى متأثرا بالشعراء العرب، امثال عنترة والمتنبي، وشعراء المهجر والرابطة الاندلسية والمنفلوطي وحافظ إبراهيم وغيرهم. وأسهم بن حاضر في دعم الحراك الثقافي من خلال العديد من القنوات، إذ أسهم في تأسيس ندوة الثقافة والعلوم بدبي مع الأديب محمد المر، وكان حاضرا في المشهد الاعلامي من خلال تواصله مع محبي شعره عبر النشر المستمر.

لم يصدر له أي ديوان، لكن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات نشر له قصيدة ضمن مختارات شعرية لمجموعة من شعراء الإمارات. ونشر الكثير من القصائد الفصحى والنبطية في مختلف الصحف والمجلات. ورحل بن حاضر إثر إصابته بنوبة قلبية في العاصمة الفرنسية باريس، عن عمر يناهز 63 عاماً.

وأضاف رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، خلال أمسية تأبينية للشاعر الإماراتي محمد بن حاضر، نظمها الاتحاد في مقره في الشارقة، مساء أول من أمس، ان «اتحاد كتاب وأدباء الإمارات إذ ينعى الشاعر الكبير محمد بن حاضر، فهو ينعى فيه علماً من اعلام العطاء الأدبي والإنساني في البلاد، ومع تذكرنا جانب الكتابة والشعر، وأنه كان رمزاً فيهما، لا ننسى أن الرجل كان رمزاً اقتصادياً بارزاً، وأن أياديه البيضاء لا تخفى على أحد».

وأشار الصايغ في ختام كلمته إلى أن اتحاد الكتاب بصدد نشر أعمال محمد بن حاضر الشعرية والنثرية في مجموعتي أعمال كاملتين، انطلاقاً من واجبه تجاه رجل تميز طيلة سنوات عمره بعطاءات الجهد المخلص والمواطنة الصالحة.

شهادات

الوكيل المساعد في وزارة الثقافة وتنمية المجتمع، بلال البدور، قال خلال كلمة أصدقاء الفقيد، إن «هذا اللقاء الذي ينظمه اتحاد الكتاب ربما كان الأول الذي يتناول محمد بن حاضر شخصاً وإبداعاً»، منوها بالدور الذي لعبه الفقيد في الحراك الثقافي في الإمارات، لاسيما أنه كان مشغولاً بالبحث عن دور ثقافي مميز تلعبه دبي يرقى إلى مستوى دورها الاقتصادي والعمراني والخدمي، ومن هنا كانت مساعيه في تأسيس دار الندوة للثقافة والعلوم، التي كان خلال سنوات توليه مهمة نائب رئيس مجلس الإدارة فيها شعلة من النشاط.

وعرج البدور في كلمته على بعض الملامح في شخصية بن حاضر منها شهامته، وصدقه، وعروبيته، وصراحته، وتسامحه «كان رجل مواقف، خصوصا تجاه أمته ووطنه، وهو عروبي حتى النخاع، ولا يقبل المزايدة في الشأن الوطني والقومي».

وعن التجربة الشعرية لبن حاضر قال البدور، إن الشاعر «ينتمي إلى المدرسة التقليدية الكلاسيكية، لا من حيث الشكل فقط، بل المضمون أيضاً، وكانت له حساسية خاصة تجاه الأخطاء التي تتعرض لها بعض القصائد المنشورة».

متفاعل

باسم أصدقاء الفقيد أيضاً ألقى الشاعر الدكتور عبداللطيف الزبيدي، كلمة تناول فيها على نحو خاص علاقة بن حاضر بالشعر، واصفا إياه بإنسان مسكون بالشعر، وقال: «الشعر لديه ليس موهبة فقط، ولا مهنة، أو حرفة، بل هو تماهٍ بين شخصه والشعر. هو شاعر الليل والنهار. هو والشعر صديقان روحيان لا يفترقان». وأضاف «بن حاضر يرى أن الشعر رد فعل على أحداث الحياة وحوادثها وحادثاتها. لا يدع مناسبة إلا ويتفاعل معها.. في الدعابة والغزل والوطنيات وفي الشؤون العربية وفي أحداث العالم، فكل شيء لديه مدعاة للشعر». وأهاب الزبيدي في كلمته باتحاد الكتاب الذي يعتزم نشر أعمال بن حاضر أن يحرص على التقصي الدقيق عن نتاج بن حاضر، وألا يقتصر على ما نشر في الصحافة، فهذا لا يمثل إلا جزءاً يسيراً مما كتب.

واختتمت الأمسية التأبينية بقراءة قدمها الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم لنصين شعريين لمحمد بن حاضر، أولهما بعنوان (عودي)، ومطلعه: «عودي، تعيدي ذكرياتيوتعود نشوى أمسياتي.. وتعود أيام الصبا خضراً ترفّ على الحياة.. عودي فإن جوانحيملت معانقة السبات».

والنص الثاني كان بلا عنوان، ومن أجوائه: «ما للرمال بطاحها خضراء، أتنصلت من لونها الصحراء.. أنا لا أرى الكثبان تجتاح المدى بالجدب، او تجتاحها الرمضاء.. فهل استعارت حلة من سندس،فإذا الفيافي جنة فيحاء؟».

تويتر