افتتحها منصور بن زايد في أبوظبي.. ووصفها بـــ «إضـــــافة ثقافية ومعرفية»

جامع زايد يضم أول مكتبة في مئذنة

منصور بن زايد أثناء افتتاح مكتبة جامع الشيخ زايد في أبوظبي التي تضم 3000 عنوان بأكثر من 12 لغة. تصوير: إريك أرازاس

أكد سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، أن مركز جامع الشيخ زايد الكبير يستند في فلسفته ورؤاه إلى المبادئ والتقاليد النبيلة التي أرساها القائد المؤسس المغفور له الشيخأ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، القائمة على اعتماد قيم الحوار والتسامح نهجاً في الخطاب والعمل.

وقال سموه ، خلال افتتاح مكتبة جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، أول من أمس، وهي أول مكتبة في تاريخ المساجد تقام في مئذنة، إن «التقاليد الأصيلة التي أرساها الوالد المغفور له الشيخ زايد، هي ثوابت أساسية يسير عليها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيانأ رئيس الدولة، إيماناً من سموه بالمعاني النبيلة لتلك القيم ودورها في تعميمأ المحبة والتواصل والتفاعل مع الآخر»، مضيفاً إن «المركز وجد دعماً كبيراً من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي أحاطه بالعناية منذ أن كان فكرة إلى أن تحول إلى حقيقة ماثلة للعيان».

وأشار سموه إلى أن الجامع يمثل مَعلماً معمارياً تفخر به الدولة، وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص، مؤكداً أن القيادة الرشيدةأ تولي هذا المركز كل الاهتمام، ركيزةً لبناء صرح الفكر والثقافة في الدولة، والتعريف بجماليات العمارة الإسلامية، محلياً وعالمياً، وإبراز الخصوصية التي تتمتع بها الإمارات في هذا المجال.

أونوه سمو الشيخ منصور بن زايد بالأهمية التي تمثلها المكتبة أمام الباحثين بشكل خاص والجمهور بشكل عام، وقال إن هذه المكتبة تمثل رافداً جديداً للمنجز الثقافي والعلمي والمعرفي للدولة، وستعزز دور المركز منارةَ علم وإشعاع ثقافي، وإضافة نوعية للمشهد الثقافي في الدولة، مشيداً سموه بما يتوافر في المكتبة من مصادر وما تحتوي عليه من وسائل تقنية حديثة تساعد الباحثين على الاستفادة القصوى من محتوياتها.أ

وقال رئيس مجلس إدارة مركز جامع الشيخ زايد الكبير، الدكتور علي بن تميمأ، إن «المكتبة تحتوي على 3000 عنوان، موزعة على مختلف المجالات العلمية والثقافية، بأكثر من 12 لغة حيّة، من ضمنها مجموعات من نفائس الكتب النادرة»، مشيراً إلى أن الهدف من إنشائها يتمثل في توفير وتوثيق أوعية الإنتاج الفكري، ونشر المعرفة والثقافة المعاصرة والاهتمام بالموروث العربي والإسلامي، والإسهام في إحيائه وتجديده وقراءته، وتوفير الخدمات المكتبيّة النوعيّة والمساهمة في إدارة الفعاليات والأنشطة الخاصّة بأعمال الترجمة والنشر العلمي في مجالات العلوم العربية والإسلامية، بما يحقق إضافة نوعية للبحث في مجال الحضارة الإسلامية.

وكشف بن تميم عن أن مقتنيات المكتبة تتنامى بسرعة قياسيّة، وهي متاحة للباحثين والمهتمّين والمختصين، ويقع اقتناء هذه المجموعات ضمن أهداف المكتبة واهتمامها بالحفاظ على التراث العالمي المطبوع في شتى المجالات والعلوم والمعرفة، كما تضمّ نسخاً من المخطوطات العربية النفيسة والكتب النادرة والوثائق وطبعات للقرآن الكريم، طبعت في أوروبا، خلال المدّة الزمنية الواقعة بين 1537 و،1857 وهي تبلغ في مجموعها 50679 ملفوفة مصوّرة من مجموع المخطوطات، التي تضمّ طبعات نادرة جداً.

الموقع والدلالة

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/315059.jpg

 

تقع مكتبة مركز جامع الشيخ زايد الكبير في الطابق الثالث بالمنارة الشمالية من الجامع، وهو ما يحدث للمرة الأولى في تاريخ المساجد، وبذلك تجمع المئذنة بين دلالاتها ووظائفها الدينية المعروفة والمعرفة المنفتحة على العالم، الداعية إلى التسامح، ومن هنا فإن مكتبة جامع الشيخ زايد الكبير تستأنف الدور الحضاري لخزائن الكتب في الإسلام من منظور معاصر، يعي الثوابت ويفهم المتغيرات، ويجعلها هذا الموقع الاستثنائي مقصداً للباحثين والقراء، ونقطة جذب للدارسين من مختلف أرجاء العالم، ويقود بالضرورة إلى أن تؤدي دورها بنجاح، نظراً لسهولة الوصول إليها ووضوح المكان وبروزه، فضلاً عمّا يتصف به من جماليّات معماريّة. كما أن للموقع دلالته الرمزية، إذ تشير بشكل مجازي إلى مكانة المعرفة والعلم في الإسلام الذي احتفى بالعلماء وأعطى العلم المكانة العليا الرفيعة، لتعود المكتبة منارة ترشد إلى الحق والخير والجمال.

علماً بأن دوام المكتبة يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً وينتهي في الثامنة مساءً، من الأحد حتى الأربعاء، بينما ينتهي يوم الخميس في الرابعة عصراً.

وقال الدكتور علي بن تميم، إن إدارة المركز تتطلع إلى إنشاء قواعد بيانات كاملة ومعلومات مخزّنة على أقراص بصرية، وبناء شبكات داخلية تساعد على تنظيم المعلومات وتيسير تداولها، مشيراً إلى أن المكتبة، ضمن خدماتها العديدة، ستقدم المعلومات بناء على الطلب، وستجب عن الاستفسارات المباشرة، أو التي ترد عبر وسائل الاتصالات المختلفة، وذلك بمستوى عالٍ من الدقة والجودة، وبما يرضي جمهور المستفيدين ويلبّي حاجاتهم.

وقال مدير إدارة الأنشطة والفعاليات، طلال المزروعي، إن إدارة المركز عملت على التنمية المستمرة لمقتنيات المكتبة، وتغذية مصادر المعلومات بمختلف أشكالها، مشيراً إلى أن المكتبة ستوفر مساحات للتعلّم والمطالعة، وستقدّم المعلومات بجميع صورها، عبر تسهيل البحث في الكتب والدوريات والخرائط والمخطوطات والوسائط المتعددة والمصادر الإلكترونية، بهدف تنظيم المعلومات وتيسير استخدامها، فضلاً عن الخدمات التي تقدمها وفقًا لحاجات روّاد المكتبة من طلاّب وباحثين ومهتمّين، مع العناية بذوي الإعاقة، كما كشف عن أن مجموعة متنوعة وغنية من الأنشطة الثقافية ستقام في المكتبة، ترجمةً لدورها في رصد التراث العربي والإسلامي والإسهام في إحيائه ونشره بما يتلاءم ومتطلبات اللحظة الحاضرة، وإسهاماً في خدمة المجتمع وتنميته على المستوى الثقافي، من خلال إقامة المؤتمرات والندوات والمحاضرات والمعارض والاحتفال بالمناسبات الدينيّة والوطنيّة والاجتماعيّة، ودعم حركة البحث العلمي تأليفاً وترجمة ونشراً في مجال الحضارة الإسلامية، وتوفير خدمات المعلومات، وتبادل الخبرات مع المؤسسات المتخصصة وتنظيم الزيارات، إضافة إلى وجوب قيام المكتبة بعرض مطبوعات المركز من الإنتاج الفكري الذي يدعم اهتماماتها ورؤيتها وأهدافها في نشر المعرفة والثقافة، وتبادله مع نظيراتها من المكتبات والمراكز.

الجدير بالذكر أنأ المكتبة تقوم بفهرسة جميع الكتب والمراجع وغيرها من أوعية المعلومات المختلفة باستخدام نظام تصنيف مكتبة الكونغرس الأميركي، كما يعتمد نظام الفهرسة، قواعد الفهرسة الأنجلو ـ أميركية (الطبعة الثانية)، ويعمل الفهرس الإلكتروني الخاص بالمكتبة، الذي يشمل فهارس المؤلفين والعناوين، وعناوين الموضوعات لتسهيل مهمة الباحث للوصول إلى المعلومات بسرعة وكفاءة في جميع أنواع المواد المكتبيّة المتاحة.

ويذكر أيضاً أنّ مركز جامع الشيخ زايد الكبير قد تعاقد على شراء نظام «الميلينيوم» من الشركة المصنّعة بالولايات المتحدة، لاستخدامه في المكتبة، وهو ما تحتّمه مرحلة الأتمتة الشاملة والمتسارعة التي تعيشها المؤسسات المعرفية والبحثية والأكاديمية في الدولة، ما يعد خطوة للأمام لتحقيق رؤية مركز جامع الشيخ زايد الكبير في الإفادة من التقنيات الحديثة، التي تساعد على تلبية الطلبات المتزايدة على الوثائق والمعلومات المطبوعة والرقميّة على حد سواء، إضافة إلى الخدمة التي يمكن توفيرها للمستفيد في تسريع عمليات الوصول للمعلومات والبيانات، وقد تمّ اختيار هذا النظام نتيجة للتطور المتسارع في مصادر المعلومات، للعمل به نظاماً آلياً للمكتبة لقدرته العالية على استيعاب الزيادة والتنوع في مقتنيات ومصادر المعلومات، ولاسيما المصادر الإلكترونية، ومعالجة هذه المقتنيات بصورة تسهّل عملية تصنيفها واستخدامها، كما يسهم النظام في حل المشكلات بصورة سريعة ومنظّمة، وإعداد تقارير وإحصاءات دقيقة عن مقتنيات المكتبة.

تويتر