مسابقة جمعت 56 فناناً في «آرت سوا» دبي

‏مبدعون فلسطينيون..الفن بمواجهة الأسى‏

المسابقة أبرزت وجوه الفن الفلسطيني. تصوير: أشوك فيرما

‏انقسمت الأعمال التي عرضها غاليري «آرت سوا»، أول من أمس، في المسابقة التي حملت عنوان «الفنون الإبداعية الفلسطينية»، بين لوحات جسدت الأسى من جهة، والفرح الذي يخرج من رحم المعاناة من جهة أخرى، فكانت بمجملها مصدرا يدعو إلى التفاؤل ورؤية بصيص نور وإنْ من طاقات صغيرة.

وتدعو ألوان وصور الفنانين المشاركين في المسابقة والذين وصل عددهم إلى 56 مشاركا، إلى رؤية الحياة الفلسطينية بتفاصيلها الصغيرة، فأظهرت ملامح الحزن والاحتضار، فيما في المقابل كان ثمة لوحات تحمل معاني المواجهة والقوة.

وتعددت الأنماط الفنية، وكذلك الألوان، في المعرض الذي افتتحه وزير التعليم العالي والبحث العلمي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، فكانت الخامات اللونية متنوعة بين الزيتية والاكريليكية أو الممزوجة مع بعضها بعضا، بالإضافة إلى إعطاء جانب مهم من اللوحات لفن التصوير الضوئي.

أما الموضوعات التي شغلت المشاركين فكانت في معظمها معنية بتفاصيل الحياة اليومية، وقد برزت في الوجوه، ولاسيما مع الفنان عبدالرؤوف العجوري، الذي برع في تكوين ملامح الطفل التي كانت تتغير بين لوحة وأخرى لتجسد انفعالات تتباين بين الحزن والفرح.

وبين الوجوه الفرحة كانت في الجانب الآخر الكثير من الوجوه التي تعاني الاحتضار أو تعيش اللحظة الأخيرة التي قد تشكل البداية لحياة جديدة في العالم الآخر، ولم تقتصر الأعمال الفنية على نقل الواقع السياسي، بل كانت هناك أعمال أخذت من حياة القرية البسيطة، أو حتى من الطبيعة، دون أن تغيب عن المعرض الأعمال التجريدية التي تنقل المشاهد إلى تصور ما وراء اللون من أفكار.

ولا يمكن إغفال مشاهد الأسى أو الحروب من أعمال المشاركين، فقد باتت جزءا من حياتهم، لذا بدت الطائرات الحربية أو حتى الورقية بالإضافة إلى الطفولة الضائعة وكأنها مشاهد مقتطعة من فيلم واقعي يرصد حياة الناس ومعاناتهم.

وعلى الرغم من ميل الكثير من الفنانين إلى إبراز الحزن، لا يمكن التخلي عن نظرة تفاؤلية لأن الفن في النهاية عمل يخترق الواقع ليظهره أو ليجمله، لذا لم تختف نزعة الأمل من لوحات العديد من المشاركين وأبرزهم المصور يزيد عناني الذي صور طاقات الأمل المضيئة.

وكانت موضوعات التصوير الضوئي متشابهة إلى حد كبير، فقد تميزت صورة الموناليزا لرائدة سعادة بملامح المرأة القوية التي لا يمكن أن تنكسر، على الرغم من بريق الحزن الذي يملأ عينيها، هذا بالإضافة إلى موضوعات أخرى جسدت الحرب كموضوع الخط الأخضر الذي رسمته سما الشيبي، أو حتى النار المشتعلة لإسراء عودة.

وقال المصور منير علاوي، «التصوير هوايتي وأحب أن استخدمه كوسيلة تبعث الأمل، فحاولت من خلال تقديم صور للمسجد الأقصى أن أقدم رسالة لأهل بلدي ليتمكنوا من مواصلة مشوار التحدي». وأضاف، «على الفنان أن يتحلى بالمسؤولية، ولاسيما حين يتعلق الأمر بالتصوير، فالصورة أقوى من الكلام، لذا أحكي الوضع الفلسطيني من خلال الصور التي أقدمها».

من جهتها، أكدت التشكيلية رهام عودة، أن «المعرض مهم جدا لها، لأن الفنان الفلسطيني بحاجة إلى من يسانده ويدعمه، وبالتالي شكل هذا المعرض دعما للفنانين الذين يعيشون في فلسطين أو خارجها لتقديم أفكارهم وعرضها». بينما أكدت المصورة سما الشيبي، المشاركة ضمن فئة المحترفين أنها، «تحرص على تقديم الكثير من الأفكار من خلال الصورة الواحدة، ولكن بطريقة حرة على أن تكون الفكرة مبهمة لأنه يجب أن يبحث المشاهد عن الخفايا وراء الصورة». وأضافت، «إنني فنانة فلسطينية وعلى الرغم من أني أعيش في أميركا إلا انه لا يمكن أن أنفي إطلاقا أنني لم أعش الأسى والحزن الذي يعيشه غيري، فكما يُعذبون في غزة، عشت عذابا من نوع آخر، حين انتقلت من بلد إلى آخر ولهذا أبرزه في أعمالي».‏

تويتر