«فجر العالم» العراقي أفضل فيلم في «الخليج السينمائي»

ماجد بن محمد يكرم مخرج ومؤلف «فجر العالم» عباس فاضل.             تصوير: عماد علاء الدين

حصد الفيلم العراقي «فجر العالم» للمخرج عباس فاضل الجائزة الأولى في فئة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الخليج السينمائي، الذي اختتمت فعالياته مساء أمس، بعد سبعة ايام حافلة بعروض، وورش عمل، وحوارات ثرية، استضافتها دبي فيستفال سيتي، جامعة عدداً كبيراً من المهتمين بالحراك السينمائي الخليجي، من مخرجين وممثلين ومنتجين ونقاد، وقام سموّ الشيخ ماجد بن محمد بن راشد رئيس مجلس دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة) بتسليم الفائزين في مسابقات المهرجان المختلفة شهادات تقدير حملت شعار «الخليج السينمائي» الذي رسخ نفسه أحد أهم الكيانات الثقافية الداعمة للحراك السينمائي الناشئ في المنطقة، في حدث أعقبته احتفالية ختام المهرجان الذي طوى سجادته الحمراء بعد أن توافد عليها نجوم صناعة الدراما الخليجية والمحلية.

 
«غاية لا تدرك»

أعرب رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة عن رضاه الشخصي في ما يتعلق بنتائج مسابقات المهرجان، راداً هذا الرضا إلى ثقته بنزاهة وحرفية أعضاء لجنة التحكيم، مؤكداً لـ«الإمارات اليوم» أنه لم يكن مطلعاً على النتائج قبيل إعلانها أمام الجمهور، مفضلاً أن يشارك الجميع سحر مفاجأة واحدة من أكثر لحظاته ألقاً وتشويقاً وهي لحظة تتويج أكثر المجيدين تميزاً.

وأضاف «إدارة المهرجان تثمن كثيراً كل الجهود التي بذلت من أجل إنجاح العرس الخليجي سواء في ما يتعلق بأصحاب الأفلام المشاركة أو النقاد والإعلام والمتطوعين وايضاً العاملين في أروقة المهرجان لأن الجميع كان شريكاً مثالياً في إخراج العرس السينمائي الخليجي الثاني على النحو الذي تابعه عشاق السينما»، مستدركاً أن إدارة المهرجان في السياق ذاته ستدرس كل الملاحظات السلبية التي تردها من أجل مزيد من النجاح في الدورة المقبلة، متوقعاً ألا تروق النتائج النهائية وجهة نظر البعض، معتبراً أن «إرضاء الجميع في أي مهرجان سينمائي، أو أي حدث، غاية لا تدرك».

فيما حل ثانيا في فئة الأفلام الروائية الفيلم السعودي «الانتقام»، وذهبت جائزة التقدير الخاصة للفيلم الإماراتي «الغرفة الخامسة ـ عويجة».

وقال رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة لـ«الإمارات اليوم» إن هناك حالة من الرضا المطلق من جانب اللجنة المنظمة في ما يتعلق بنتائج المسابقات المختلفة، نتيجة الثقة التامة في نزاهة وحرفية أعضاء لجنة التحكيم»، مشيراً إلى أن الحضور الجماهيري اللافت للعروض طوال أيام المهرجان السبعة بمثابة إشارة شديدة الإيجابية بأن الحراك السينمائي الخليجي مؤهل لتحقيق مكاسب مهمة خلال السنوات القليلة المقبلة في حال مداومة السير على نهج احتضان التجارب والمواهب الشابة التي تحدت صعوبات غياب الكثير من مقومات صناعة الفن السابع في المنطقة وقدمت تجارب تفوقت على شح الخبرات المتوافرة لديها.

وشدد جمعة على أن الجدل الذي أحدثه المهرجان في دورته الثانية «يعد إيجابياً وصحياً، سواء في ما يتعلق بمحتوى الأفلام أو الخطوط العامة للمهرجان»، مشيداً في هذا الإطار بتفاعل وسائل الإعلام المحلية والخليجية والعربية، وكذلك النقاد، ما «يؤكد أن هناك هماً مشتركاً وحّدهم مع إدارة المهرجان وأيضاً الجمهور لاستيلاد أفلام خليجية تتجه نحو مزيد من الحرفية والجودة مستفيدة من الفرص التي يوفرها «دبي السينمائي» على مستوى تنوع عروض أفلامه أو النقاشات النقدية، وايضاً التعارف المهني بين المهتمين بإبداع أفلام خليجية من منتجين ومخرجين وممثلين وايضاً تقنيين».

وبلغ مجموع جوائز المهرجان المادية نحو مليون درهم، من المتوقع أن يتم إعادة ضخها لإنتاج أفلام سينمائية تسهم في دفع عجلة تطوير السينما الخليجية، وهو ما توقعه عبدالحميد جمعة الذي أضاف «الأكثر أهمية بالنسبة لحاصدي جوائز الخليج السينمائي هو تلك الشهادات الشرفية التي حازوها، وتشير إلى أهمية إبداعهم السينمائي». وتابع «أتصور أن القيمة المادية للجوائز سوف يتم استثمارها بالنسبة لمعظم الفائزين في صورة أفلام جديدة تخطو في الغالب خطوات أبعد من حيث مستوى الإجادة، وهو مكسب جديد للتجربة السينمائية الخليجية».

واستبق المهرجان الكشف عن الجوائز بعرض مجموعة متنوعة من الأفلام الخليجية والعالمية وفاجأت اللجنة المنظمة للمهرجان حضور الحفل الختامي بفيلم قصير يغوص في دهاليز أيام المهرجان السبعة وكواليسه، ليجد بعض الحضور صورهم حاضرة على الشاشة الكبيرة ربما أول مرة، ولكن من خلال عمل توثيقي سينمائي تكامل مع أفلام توثيقية بدأ بها المهرجان فعالياته في ليلته الافتتاحية عن تاريخ الشخصيات الثلاث التي تم تكريمها على هامشه هذا العام.

 
حكاية الـ«فجر»

 تدور حكاية فيلم «فجر العالم» للمخرج العراقي عباس فاضل قصة مستور (وليد أبوالمجد) وزهرة (حفصية حرزي)، وهما قريبان يسكنان أهوار الجنوب العراقي، وبعد إقامة حفل زفافهما السعيد، تتفجر الأوضاع في العراق إيذاناً بانطلاق حرب الخليج. يتم إرسال مستور مع الجيش إلى خط النار، حيث يلتقي برياض وهو مجنّد من بغداد، وهناك تنشأ بينهما علاقة صداقة قوية. يصاب مستور في أرض المعركة، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة يطلب من رياض أن يعده بالبحث عن زهرة والعناية بها. وكان مُصاب زهرة أكبر من أن تسمح لنفسها بمبادلة رياض مشاعر الإعجاب، أما هو فيحاول الفوز بقلبها ما يحوّل هذا الوضع المتأزم إلى مأساة حقيقية تضعه أمام موقف صعب للغاية.

قائمة الجوائز

--المسابقة الرسمية ـ الأفلام الروائية الطويلة:
- الجائزة الأولى: عباس فاضل ـ العراق عن فيلم «فجر العالم».
- الجائزة الثانية: وليد عثمان ـ السعودية، عن فيلم «الانتقام».
- شهادة تقدير خاصة: ماهر الخاجة ـ الإمارات، عن فيلم «الغرفة الخامسة ـ عويجه».
--المسابقة الرسمية ـ الأفلام الوثائقية:
ـ الجائزة الأولى: قيس الزبيدي ـ العراق، عن فيلم «جبر ألوان».
ـ الجائزة الثانية: قاسم عبد ـ العراق، عن فيلم «حياة ما بعد السقوط»
ـ الجائزة الثالثة: فيصل العتيبي ـ السعودية عن فيلم «الحصن»
ـ جائزة لجنة التحكيم الخاصة: عامر الزهير ـ الكويت، عن فيلم «عندما تكلم الشعب».
--المسابقة الرسمية الأفلام القصيرة:
ـ الجائزة الأولى: فنار أحمد ـ العراق، عن فيلم «أرض الرافدين».
ـ الجائزة الثانية: وليد الشحي ـ الإمارات، عن فيلم «باب».
ـ الجائزة الثالثة: محمد الظاهري ـ السعودية، عن فيلم «شروق/غروب».
--أفضل سيناريو: ـ محمد حسن أحمد - الإمارات عن الفيلم البحريني «مريمي».
ـ جائزة لجنة التحكيم الخاصة، مقداد الكوت - الكويت عن فيلم «موز».
ـ المسابقة الرسمية - الأفلام القصيرة شهادة تقدير خاصة عمر المعصب - الكويت عن فيلم «مجرد إنسان».
ـ شهادة تقدير خاصة :مجموعة تلاشي للإنتاج السينمائي - السعودية.
ـ شهادة تقدير خاصة: الممثلة فاطمة عبد الرحيم ـ البحرين عن فيلمي «مريمي» و«رحيل»
ـ شهادة تقدير خاصة الممثل عبدالله عبدالملك ـ البحرين، عن فيلمي «ياسين» و«البشارة».
--مسابقة الطلبة ـ الأفلام الوثائقية:
ـ الجائزة الأولى: إبراهيم أستادي ـ الإمارات عن فيلم «أحمدية».
ـ الجائزة الثانية: مناف شاكر ـ العراق عن فيلم «مواطنو المنطقة الحمراء».
ـ الجائزة الثالثة: إلهام شرف وهند الحمّادي ـ الإمارات عن فيلم «البحث عن الشريك المثالي: ستايل دبي».
--مسابقة الطلبة ـ الأفلام القصيرة:
ـ الجائزة الأولى: راوية عبدالله ـ الإمارات، عن فيلم «غيمة أمل».
ـ الجائزة الثانية: المعتصم الشقصي ـ عُمان عن فيلم «القنت».
ـ الجائزة الثالثة: أنجي مكي ـ السعودية، عن فيلم «بدري».
ـ جائزة لجنة التحكيم الخاصة: محمد التميمي - السعودية عن فيلم «بي جي».
ـ شهادة تقدير خاصة: الطفلة دانة محمد - الإمارات عن فيلم «غيمة أمل».
--مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة:
ـ الجائزة الأولى: إسماعيل عبدالله، عن سيناريو فيلم «الميزان».
ـ الجائزة الثانية: محمد حسن أحمد، عن سيناريو فيلم «هدية».
ـ الجائزة الثالثة: فاطمة المزروعي، عن سيناريو فيلم «تفاحة نورة
».

 

تويتر