«نحبك هادي» يعيد السينما العربية إلى المنافسة

«برلين 66».. افتتاح تجاري بفيلم الأخوين كوين

صورة

انطلقت، أول من أمس، فعاليات الدورة 66 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، مع فيلم الافتتاح «يعيش القيصر» للأخوين كوين، وبطولة عدد كبير من فناني هوليوود، من بينهم جورج كلوني، وجوش برولين، وسكارليت جوهانسون، وفرانسيس ماكدرماند، وتشانينج تاتوم، وغيرهم، ضمن أجواء اتسمت كعادة هذا المهرجان بتحويل المدينة إلى ملاذ لعشاق السينما من كل أنحاء العالم، فمن ينافس الصحافة والنقاد على المقاعد بعيداً عن العروض الخاصة للصحافيين هم جمهور مهرجان برلين.

لقطات

• تم إدراج جملة «يعرض في المهرجان» باللغة العربية إلى جانب لغات عالمية في مقدمة مهرجان برلين التي تعتمدها قبيل أي عرض.

• من ضمن الأمور التي اتخذتها إدارة مهرجان برلين السينمائي هذا العام، توعية الضيوف تجاه ملف اللاجئين السوريين وغيرهم، من خلال بروشورات وندوات ستقام خلال المهرجان إضافة إلى مشروع «العراب» لدعوة متطوعين يعملون مع اللاجئين لإحضار أربعة أشخاص لحضور عرض الأفلام مجاناً.

• تم تغيير شكل شعار مهرجان برلين السينمائي بعد سنوات كثيرة، مع الاحتفاظ بثيمة الدب، لكن بأشكال مختلفة.

• تم تعيين الناقد السينمائي اللبناني، محمد رضا، رئيس لجنة تحكيم فيبريسكي لأفلام المسابقة الرسمية.

وَقْعُ فعاليات المهرجان لهذا العام، على الضيوف العرب خصوصاً، من سينمائيين ونقاد وصحافيين، مختلف بسبب مشاركة الفيلم التونسي «نحبك هادي» للمخرج محمد بن عطية، ضمن المسابقة الرسمية التي تنافس على الدب الذهبي، وبهذه المشاركة تعيد تونس السينما العربية، بعد غيابها 20 عاماً عن المنافسة، إلى مهرجان برلين السينمائي، مع لجنة تحكيم تترأسها النجمة العالمية ميريل ستريب، وتضم لجنة المسابقة بين أعضائها الممثل الإنجليزي كليف أوين، والمخرجة البولندية مالجورزاتا زموسكا، والمصورة الفرنسية بريجيت لاكومب، والناقد السينمائي الإنجليزي نيك جيمس، والممثل الألماني لارس إيدينجير. وعلى هامش فعاليات مهرجان برلين السينمائي، تم الإعلان عن الأفلام الثلاثة التي نالت دعم مؤسسة روبرت بوش شتيفتونغ للمشروعات، ومن بينها الفيلم المصري «حار جاف صيفاً» للمخرج شريف بنداري، والفيلم الفلسطيني «السلام عليك يا مريم»، للمخرج باسل خليل، المرشح لجائزة الأوسكار، وكلاهما تم عرضه في الدورة الـ12 من مهرجان دبي السينمائي.

وعودة إلى فيلم الافتتاح للمخرجين الأخوين كوين، الذي حسب متابعين ونقاد يعد فيلماً تجارياً أكثر من أن يكون فيلماً لافتتاح مهرجان، حيث تدور أحداثه في قالب كوميدي، ضمن إسقاطات عبقرية لحالات كثيرة يعيشها العالم، لكن تم حصرها في استوديو كبير لدعم إنتاج السينما الهوليوودية، مع شخصية ايدي مانكس الذي تحاصره مشكلات الإنتاج والممثلين والفضائح التي تلاحقهم من قبل الصحافة والأمن، ومع ذلك يصر على التمسك بفكرة بقاء هذا الاستوديو كداعم للفن، وبما أن الحديث عن الاستوديو فمن الطبيعي أن يشارك في الفيلم عدد كبير من النجوم، حتى لو بلقطة واحدة، فالحكاية تدور في خمسينات القرن الماضي، وتطور صناعة السينما في هوليوود.

كمية الفنانين في الفيلم كفيلة بأن تجعله الرقم الأول على شباك التذاكر حيث سيتم عرضه في الصالات السينمائية في أميركا، وغيرها قريباً، والأدوار التي قدمها كل فنان سواء كان دوراً كبيراً أو كضيف شرف، كان له أثره، واستطاع الأخوان كوين أن يحكيا كل ما يدور في ذهن العالم من مشكلات من خلال استوديو إنتاج للأفلام، الدين حاضر، والعلاقات المشبوهة حاضرة، والإسفاف وعدم تحمل المسؤولية من قبل فنانين، مثل أن تحمل فنانة بطفل غير شرعي في فترة الخمسينات كان فضيحة، ويجب التستر عليها كي لا تصل إلى الصحافة، والتخبط لدى الفنان الذي إذا ما تذوق طعم الشهرة يصبح هو صاحب الأمر، حتى أن لفظ فلسطين في بداية الفيلم ومع مشاهد تمثيلية عدة للقيصر، حاضر، وانتهى الفيلم بغيابه مع لفظ «إسرائيل»، علاقة الولايات المتحدة مع روسيا، والرأسمالية والشيوعية.

التمثيل في الفيلم مضحك جداً، فأنت عندما تشاهد جورج كلوني الذي يؤدي دور القيصر تشعر أنه يمثل شخصية حقيقية لممثل لا يتقن فن التمثيل، ومع ذلك يتم دعمه، في المقابل ظهرت فرانسيس مكدورماند في مشهد واحد فقط لكنه كان بأداء محترف غيّر من ريتم الفيلم المليء بالصخب، وكانت المفاجأة حاضرة مع الفنان تشانينج تيتوم الذي يؤدي دور ممثل أيضاً في هذا الاستوديو الضخم، استطاع بشكل مختلف عما قدمه سابقاً أن يقدم مشهداً من لقطة واحدة تضمنت أغنية يؤديها مع رفاقه، فلم يخرج من كادر المشهد، حيث قدم دوراً استثنائياً بالنسبة له.

تمر أحداث كثيرة في الفيلم، تشعر كل لحظة بأن شخصية ايدي مانكس، التي أداها أيضاً بتميز واختلاف الممثل جوش برولين، والتي تلاحقه مشكلات الاستوديو من كل صوب وجانب، ويختصرها في أنه بسبب تدخينه السجائر خفية عن زوجته، سيترك هذا الصخب ويعود لبيته، إلا أنه يتمسك بالفكرة أكثر، فكرة هذا الاستوديو المليء بمشكلات كبيرة.

تويتر