فيلم لاقى استحسان ورضا المشاهدين

«أعسر».. الثقة تحتاج إلى الحـــب

أداء جاك جيلنهال كان مميزاً وهو عملياً المحور الأساسي والمحرك لكل الأحداث. أرشيفية

استحسان عام وكبير لاقاه فيلم «أعسر»، المعروض الآن في دور السينما المحلية، وهو من إخراج أنتوان فوكوا، وبطولة جاك جيلنهال وريتشيل ماك - آدامز، وغيرهما، يحكي الفيلم قصة بطل ملاكمة اسمه هوب، يدخلك كمشاهد في العديد من الانفعالات العاطفية، التي لها علاقة بالصعود والانهيار، وثم الصعود مرة أخرى، من خلال علاقته مع مدير أعماله من جهة، ومع عائلته من جهة أخرى، بعد أن يفقد هوب وهو ابنٌ عاش في دار الأيتام، زوجته، تاركة له وصايا لها علاقة بابنته وحياتها القادمة.

بين كل هذه المشاعر ينقلك الفيلم بوتيرة تشبه حدة رياضة الملاكمة، تتعاطف حيناً وتغضب حيناً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر برمته بانكشاف الحقائق، وبعلاقة حب وثقة يريد أن يعيدها البطل العالمي إلى ابنته الوحيدة.

إشادة بالبطل

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

لا شك في أن أداء جاك جيلنهال كان مميزاً، وهو عملياً المحور الأساسي والمحرك لكل الأحداث التي تدور حوله وحول محيطه، ومن المتوقع ترشيحه لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثل لهذا العام، لما قدمه من تميز وانفراد وتطور، فقد استطاع ببساطة أن ينال استعطاف المشاهدين، لشخصية ملاكم عتيد بالحلبة، جريء وقوي وشرس، لكنه مثل طفل صغير عندما يكون مع زوجته، وأمام ابنته، هذه الحالة الصعبة التركيب استطاعت أن تصل منذ المشاهد الأولى من الفيلم، والتي أوجزت الكثير من حياة هذا الملاكم الذي يصر الاعلام دائماً على أن يقرن صفة ربيب دار الأيتام به.

يقول عمر عبدالله 17 عاماً: «الفيلم رائع، وفيه الكثير من المشاهد التي أثرت فيّ بشكل شخصي، قصة النجاح والفشل والقوة الكامنة من أجل شيء ما يجعل الشخص ينهض مرة أخرى هي الأساس الذي دار حوله الفيلم»، مؤكداً أن جيلنهال بطل الفيلم استطاع أن يتقن الدور بكل حرفية. في المقابل، قالت عائشة الظاهري (22 عاماً): «لم أتخيل نفسي أجلس أمام فيلم يحكي قصة ملاكم، لكن كمية الرومانسية فيه والعاطفة طغت على مشاهد الضرب والعنف، وهذا ما نال إعجابي، أن ندخل إلى تفاصيل حميمية، وفيها الكثير من الإخلاص والحب في شخصيات لا نقرنها إلا بالقتال هذا في حد ذاته إنجاز للفيلم الموفق أيضاً في خياره لبطل الفيلم».

وأشاد فارس غالبي (30 عاماً)، هو أيضاً بدور بطل الفيلم جاك جينهال «أداء استثنائي غطى على أدواره السابقة، واستطاع بالفعل أن يقدم المختلف، ولن أستغرب إذا حصل على (الأوسكار) هذا العام، لأنه يستحق».

الخسارة

يظهر في الفيلم ميغيل إسكوبار، الذي يتمنى أن يجابه البطل هوب، ويلاحقه أينما ذهب، إلى أن يشتد الاشتباك بينهما أثناء حفل خيري لصالح دار الأيتام، وبسبب هذا الاشتباك يخسر هوب زوجته، وتنقلب حياته رأساً على عقب، خصوصاً مع وجود ابنته ليلى.

هداية إسماعيل أكدت أن الفيلم مليء بالمشاعر «فمع وجود علاقة أب بابنته تتجسد معنى العاطفة، وهذا الذي حدث فعلياً مع البطل هوب، الذي انهار وخسر كل ما يملك، وبقي عليه استعادة ابنته».

بدوره، قال طارق هادي (33 عاماً): «الفيلم، وعلى الرغم من أنه مصنوع بشكل متوسط، إلا أن قصته قد تؤثر في كثيرين، فمعنى الخسارة الكاملة تتجسد في أحداث الفيلم، ومسألة النهوض مرة أخرى، والتي تحتاج إلى قرارات حاسمة كانت قريبة من الواقع ومؤثرة جداً».

علي هاشمي (30 عاماً)، قال: إن الفيلم وأحداثه من السهل أن تتوقعها «لكن تفاصيل الحبكة، وطريقة تسلسل الأحداث، وصعود الوتيرة فيه هي أساس الجذب في الفيلم، خصوصاً مع تمثيل فائق وقادر على لفت انتباهك طوال الوقت».

يستحق المشاهدة

الفيلم لايزال يعرض في دور السينما المحلية، ويحمل الكثير من الأحداث التي من المستحسن عدم ذكر تفاصيلها كي لا تفوتك المشاهدة، فهو باختصار يحكي قصة من السهل أن تمسك بها عاطفياً، خصوصاً عندما يصل هوب إلى مرحلة الانهيار التام، ويقترب من فقدان ابنته أيضاً، فهو يريد أن يشعر بالثقة كي يستطيع أن يمنحها لمن حوله، بعد أن وجد نفسه ليس أكثر من هالة قد تفقد بريقها، إذا ضعف قليلاً أمام ظروف الحياة القدرية، فهو كملاكم لا يحتاج لمرحلة النهوض سوى لضربة قاضية تعيد له مجده وابنته».

تويتر