يعرض 118 فيلماً.. ويكرّم نور الشريف بـ «إنجازات الفنانين»

«دبي السينمائي» ينطلق بـ «نظرية» ويختتم بـ «الغابة»

صورة

عقد جديد مع شغف السينما يستهله مهرجان دبي السينمائي الدولي، مع افتتاح دورته الـ11، المقرر انطلاقها في الـ10 من ديسمبر المقبل، لتمتد على مدار ثمانية أيام، تستضيف 118 فيلماً، بدءاً من البريطاني «نظرية كل شيء» الذي تقرر أن يكون فيلم الافتتاح، مروراً بكوكبة من الأفلام العربية والأميركية والأوروبية والآسيوية والإفريقية وغيرها، ليكون الختام مع فيلم «في الغابة». وسيحتفي المهرجان بالفنان المصري نور الشريف.

خيارات واسعة

وجّه المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي، مسعود أمرالله، دعوة إلى جمهور السينما للاستمتاع بعروض الدورة الـ11، مشيراً إلى أن اللجنة المنظمة للمهرجان عمدت إلى اختيار نخبة من أهم الأفلام العالمية، موفرة خيارات واسعة لأعمال ذات قيمة فنية عالية.

وأشار إلى أنه مع الحضور العالمي والعربي الرائع في أفلام المهرجان، فإن السينمائي الإماراتي حاضر بقوة في هذه الدورة، سواء على صعيد الأفلام الروائية الطويلة من خلال أربعة أفلام تشارك للمرة الأولى، أو عبر الأفلام القصيرة لمخرجين معظمهم يخوضون تجربتهم الإخراجية الأولى.

وأضاف «هذا الواقع الجديد الذي أسهم في صياغته (دبي السينمائي)، لا يجني ثماره المهرجان فقط، بل مجمل الحراك السينمائي، الذي من خلاله لم يعد الفيلم الإماراتي غريباً عن دور العرض السينمائية، ورغم وجود بعض التحديات إلا أن الأفق العام مبشّر جداً».


جمعة: المهرجان باقٍ ونمتلك ميزانية لـ 5 سنوات مقبلة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/229214.jpg

نفى مدير المهرجان، عبدالحميد جمعة، صحة شائعات ترددت في الآونة الأخيرة عن الاتجاه لإلغاء مهرجان دبي السينمائي، مضيفاً «المهرجان باقٍ ومستمر، ويتطور إلى الأفضل، بل إننا حصلنا على تمويل للسنوات الخمس المقبلة، لكن طموحنا بكل تأكيد يذهب لأبعد بكثير من هذا الإطار الزمني».

ورداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم» أشار جمعة إلى أن «سياق الحال» اقتضى إيقاف «الخليج السينمائي»، موضحاً «شكل (الخليج السينمائي) منصة مهمة لصناعة السينما الخليجية، في الوقت الذي كانت فيه لاتزال غير قادرة على الالتحام بالمنافسة العربية الأوسع، والآن تغير الوضع».

وتابع «هناك منصات كثيرة الآن مهتمة بصناعة السينما يمكن أن تؤدي الدور ذاته الذي قدمناه عبر (الخليج السينمائي)، لأننا حين انطلقنا لم تكن تلك المنصات ناشطة على الساحة، وأمر جيد أيضاً أن نتناوب الفرص مع الآخرين».

وقال رئيس المهرجان، عبدالحميد جمعة، لـ«الإمارات اليوم» إن «دبي السينمائي» «لايزال قادراً على مفاجأة وإدهاش رواده، ليس بالجديد السينمائي فقط، بل بالمستحق بالفعل المشاهدة»، مشيراً إلى أن المهرجان سعى في هذه الدورة بشكل أكبر الى إعمال مبدأ التركيز على الأجدر بالمشاهدة، بناءً على معايير فنية صارمة، وهو ما يفسر التراجع الكمي في عدد الأفلام المعروضة، لكنه أكد أنه تراجع لصالح السوية الفنية العالية لتلك الأفلام.

ودعا جمعة الجمهور إلى الاستمتاع بعروض المهرجان، والسعي إلى استثمار فرصة وجود أفلام عالية المستوى، لا تعتاد عليها دور السينما التي تركز على الأفلام الأميركية والأوروبية عموماً، أكثر من غيرها.

فكرة الاهتمام بـ«النوع» وفق مقاييس فنية، ومراعاة التنوع أيضاً هو ما أشار إليه المدير الفني للمهرجان، مسعود أمرالله، لافتاً إلى أنه بشكل شخصي ينتصر للأعمال ذات الحس التجريبي، لكنه رغم ذلك، يسعى إلى توفير برنامج متنوع يناسب كل الاتجاهات والأذواق، ما يرسخ فكرة جماهيرية المهرجان، وليس نخبويته.

وكشفت إدارة المهرجان خلال مؤتمر صحافي عقد أمس في «جميرا زعبيل سراي» بنخلة جميرا، عن تفاصيل الدورة الـ11، وهو الحدث الذي قدمه مدير سوق دبي السينمائي، سامر المرزوقي، وأعلن عن قائمة تضم أبرز الضيوف من الفنانين الذين سيحلون ضيوفاً على المهرجان.

وقال جمعة إن إدارة المهرجان أولت أهمية كبيرة لاختيار فيلم الافتتاح الذي يحمل رسالة إنسانية تتوافق مع روح دبي، مشيراً إلى أن الفيلم ملائم للاهتمام العلمي الخاص بعلوم الفضاء الذي أصبح حديث الساعة في دبي، كما أنه يحمل رسالة وقيمة إنسانية مهمة، تحفز على تحدي الصعاب، والتشبث بالحياة بكل ما فيها من أمل وانجازات وطموح، معرباً عن قناعته بأن «مهرجان السينما يجب أن يحتفي في المقام الأول بالأفلام، وليس بما يقام على هامش عروض الأفلام بالدرجة الأولى».

وينتمي فيلم الافتتاح للمخرج البريطاني الحائز العديد من الجوائز، جيمس مارش، «نظرية كل شيء»، من بطولة إيدي ريدمايني وفيليسيتي جونس، إلى السيرة الذاتية التي تتناول حياة أعظم عقل إنساني لايزال على قيد الحياة، وهو عالم الفيزياء الفلكية ستيفن هوكينغ، وقصة عشقه لطالبة كمبريدج جين وايلد.

وحول فيلم الختام، قال جمعة إن «(دبي السينمائي) حافظ على مفاجأته لجمهوره بفيلم ختام شديد الخصوصية»، مشيراً إلى أن معظم خيارات المهرجان في هذه المناسبة كانت متميزة، وفقاً لآراء المتابعين، إذ ستختتم هذه الدورة بفيلم يُعرض للمرّة الأولى دولياً للمخرج الأميركي روب مارشال «في الغابة»، وهو من بطولة ميريل ستريب، وجوني ديب، وإيميلي بلنت، وآنا كندرك، وكريس باين. وهو فيلم موسيقي لا يخلو من الطرافة، حيث قصص «سندريلا» و«ذات الرداء الأحمر» و«جاك وشجرة الفاصولياء» و«رابونزل» تتشابك في حبكة واحدة، حول خبّاز وزوجته، وأمنيتهما بتأسيس عائلة، لكنها تصطدم بساحرة شريرة ألقت عليهما تعويذة سحرية. ويشار إلى أن فيلماً لروب مارشال «تسعة» كان قد افتتح الدورة الثامنة من مهرجان دبي السينمائي.

ويصل إجمالي مجموع الأفلام التي ستُعرض خلال هذه الدورة من المهرجان 118 فيلماً بين روائي طويل وقصير وغير روائي، على مدى ثمانية أيام تضم 44 عرضاً عالمياً أول، و11 عرضاً دولياً أول من 48 دولة بما يقرب الـ34 لغة، وهي من أعمال مخرجين مخضرمين، وصاعدين.

ويكرّم المهرجان هذا العام الممثل المصري نور الشريف، بمنحه جائزة «تكريم إنجازات الفنانين» عن مسيرته الفنية الطويلة التي تشمل أدواراً في 100 فيلم على مدى خمسة عقود، وقد كان ومازال الكثير منها راسخاً في الذاكرة العربية.

وتتألّف لجنة تحكيم جوائز المهر هذا العام من كوكبة من صانعي وخبراء السينما، وتكرّم الجائزة بشكل أساسي هذا العام صانعي السينما من الإمارات والعالم العربي، ومُنحت هذه الجائزة لأكثر من 255 فيلماً عربياً وإماراتياً حتى اليوم.

ويترأس المخرج والمنتج الأميركي المرشح للأوسكار، لي دانيالز، لجنة تحكيم جوائز المهر للأفلام الطويلة، والتي تضم في عضويتها المخرج والمصوّر الهولندي ليونارد ريتيل هلمريتش، والمخرج الجزائري مالك بن إسماعيل، والممثلة المرشحة لجائزة الأوسكار فرجينيا مادسن، والممثلة والمخرجة اللبنانية نادين لبكي.

بينما يترأس لجنة تحكيم جوائز المهر للأفلام القصيرة وجائزة المهر الإماراتي المخرج المصري محمد خان، الذي اختيرت ثلاثة من أفلامه في قائمة مهرجان دبي السينمائي لأهم 100 فيلم عربي، وفاز فيلمه الأخير «فتاة المصنع» 2013 بجائزة «فيبريسكي»، وجائزة أفضل ممثلة في الدورة العاشرة من مهرجان دبي السينمائي، وينضم للمخرج في عضوية اللجنة كل من المخرجة الفلسطينية شيرين دعيبس، وكاتب السيناريو الإماراتي محمد حسن أحمد.

وللعام الرابع على التوالي، يتعاون كل من مهرجان دبي السينمائي، و«دبي العطاء» حيث يستضيفان هذا العام الأمسية الخيرية العالمية «حفل غلوبل غيفت» التي تقام بدعم من «مؤسسة إيفا لونغوريا»، التي تقدم فرص التعليم، وريادة الأعمال لدول أميركا الجنوبية.

تويتر