يُطرح في دور السينما المحلية الخميس المقبل

«البطل الكبير 6».. إنجـــــاز جديد لـ «ديزني»

الحكاية تتناسب مع ما يحبه الطفل في انتصار الخير دائماً. من المصدر

عرض الفيلم الكرتوني «البطل الكبير 6» رقم 54 من إنتاج «ديزني» في حفل ختام الدورة الثامنة من مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، ويعد عرضه الأول عربياً، قبل طرحه في دور السينما المحلية، التي ستعطي فرصة لمحبي أفلام الأنيميشن بمشاهدته يوم الخميس المقبل.

«البطل الكبير 6»، الذي نال استحسان نقاد عالميين اعتبروا الفيلم إنجازاً لا يقل عن فيلم «فروزن» (مجمد)، العام الفائت، هو بأصوات الممثلين جيمي تشوتغ، وجينسيز رودريغز، وديمون وايانز جونيور، وآلان توديك، وت.جي.ميللر، ومايا رودولف، وإخراج كل من دون هول، كريس وليامز.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجي الضغط علي هذا الرابط.

يتناول الفيلم قصة مخترع شخصيات آلية يريد حماية مدينته سان فرانسيسكو من خطر قادم.

وسيتم تناول «البطل الكبير 6» من حيث التقنية المستخدمة فيه؛ بعيداً عن التفاصيل كي يتم إعطاء فرصة للمشاهدين للاستمتاع بحكايته وشخصياته المضحكة والقريبة إلى القلب، قريباً في دور العرض المحلية.

ومن المنصف القول إن ختام فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الثامنة كان «مسكاً»، فالفيلم أثلج قلوب مشاهديه من الكبار والصغار الذين كانوا موجودين في قاعة السينما في قصر الإمارات، أخيراً، إذ بدت السعادة واضحة على وجوه الجميع، حتى الأطفال كانوا يرددون عبارات علقت في أذهانهم من مجريات الفيلم.

وعلى ما يبدو أن «ديزني» أخذت قراراً ألا تقدم فيلماً أقل من «فروزن» الذي قدمته العام الماضي، وحصل على جوائز عدة من أهمها الأوسكار، والتحدي كبير بالنسبة لهذه المؤسسة العريقة بإنتاجها مثل هذا الفيلم الذي يعد أيضاً فيلماً سيحبه الصغار من كل أنحاء العالم.

السيناريو محبك بدقة، والعبارات المستخدمة فيه تحترم عقل الصغار والكبار، النكات موزونة ومضحكة، وتسلسل الحوارات واضح وصريح لا تشوبه شائبة، أما بالنسبة للرسم والمؤثرات البصرية والصوتية فكانت على أعلى المستويات مترافقة مع موسيقى هنري جاكمان.

الحكاية تتناسب مع ما يحبه الطفل في انتصار الخير دائماً، خصوصاً إذا توحّد الضعفاء في مجابهة العدو الأكثر قوة وعتاداً، هذه التوليفة مازالت تجد رواجاً لدى كثيرين، بفطرتهم ينحازون للضعفاء، وبفطرتهم أيضاً يشجعونهم وينتظرون المزيد منهم.

ومن المتوقع أن تحظى شخصيات «البطل الكبير 6» بانتشار كبير، خصوصاً أنه تم فعلاً إنتاج ألعاب الدمى الخاصة بكل شخصية في الفيلم.

ينقل الفيلم المشاهد بين أحاسيس مختلفة: ترقب، وضحك، وخوف، وغموض، وانتظار، وكلها كفيلة بإحياء دقائق الفيلم الـ100، التي لن يشعر فيها المتلقي بأي نوع من الملل، وهذا هو الذكاء في كتابة السيناريو الذي تنقل من محل إلى آخر، دون أن تفلت منك خيوط الربط بين المشاهد، والتوقّعات حاضرة بدورها من قبل المتلقي المتحفز بأن تتوافق رؤيته مع المشهد التالي. تجسيد الصور عبر الشخصيات الجديدة في عالم «ديزني»، والاختيار الذكي لأصوات الممثلين المحبوبين لدى الجمهور؛ خلقا التوازن في تقبّل مثل هذه النوعية من الأفلام التي تعد الأخطر لأنها تحاكي الطفل الحكم الأول والأخير في جودة الفيلم من عدمه، تلك الأصوات خلقت جواً مضحكاً وحماسياً على أحداث الفيلم الحافل بالمغامرات.

الشخصيات الست في الفيلم، التي هي عبارة عن «روبوتات»، تختلف كل شخصية فيها عن الأخرى، وتجمع بينها البساطة والطيبة، ومع وجود هذا التجمّع من الصعب إدراك أن في وحدتهم قوة ضد الشر، فبين شخصية حاد اللسان، والأبله، والمفرط بكرمه، والغريب الأطوار، والقلق والحالم، تكمن كل الحكاية وتتطور.

ومن الجميل أن «ديزني» باتت حريصة على تقديم مثل هذه النماذج، بعيداً عن الجمال الخارق أو القوة الخارقة التي كانت تعتمدها؛ لأنها ببساطة وصلت إلى حد الوعي أن ما تقدمه هو لكل الأطفال على اختلافاتهم.

تجمّع هذه الشخصيات الجميلة هو نوع من خلق قوة نقية تحمل في جعبتها الخير كله، وهذا من شأنه تعزيز مشاعر الحب في قلب المشاهد الصغير في ظل ما يشاهده مصادفة من قتل ودمار يهدد مستقبله.

الفيلم يستحق المشاهدة، بل ويستحق أن تصطحب العائلات الأطفال لمشاهدته، على أمل أن تغيّر الأفلام شيئاً من المشاعر المختلطة التي تنمو داخل البشر، وليس أجمل أن تكون الرسالة إلى الطفل الذي سيأتي يوماً عليه أن يكبر، ويكون جزءاً من مجتمعه الذي يطمح أن يكون بعيداً عن الحروب والقتل والدماء.

تويتر