اعتبر الأدوار التي تُعرض عليه تقلّل من رصيده الفني

حسن يوسف: أرفض أن أكـــون «ضيف شرف»

صورة

قال الفنان حسن يوسف، إن عدم ظهوره على الساحة حالياً يرجع إلى عدم وجود أدوار تناسب عمره في الأعمال الفنية العربية، وإن الأدوار التي تعرض عليه أدوار «ضيف شرف»، لكنها تقلل من رصيده الفني والجماهيري، ولذلك يرفضها.

«مَن شابه أباه»
يبدو أن مثل «مَنْ شابه أباه فما ظلم»، سينطبق على الفنان المصري حسن يوسف، وابنه الفنان عمر، حيث أشار الفنان المخضرم إلى أن ابنه الفنان عمر، الذي شارك في عدد من الأعمال الفنية، أحدثها مسلسلا «المرافعة»، و«فرق توقيت»، اختار الطريق الصعب في التمثيل، مؤكداً أنه يرفض أدوار هزّ الوسط، التي بات يقدمها عدد غير قليل من أبناء جيله.
وشدّد الفنان المصري المخضرم على ضرورة ترتيب خريطة الفن، لاسيما الأعمال الدرامية التي يبحث كثيرون عن المكسب من خلالها، بغض النظر عن مضمونها الضعيف، وابتعادها عن الفن الحقيقي.

وأشار يوسف، الذي حلّ ضيفاً على مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الحالية لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن كتّاب الدراما العرب لا يهتمون بكتابة أدوار للمرحلة العمرية التي يمر بها، فهم نادراً ما يتحمسون للكتابة للممثل بعد تجاوزه مرحلة الفتى الأول، على العكس من الوضع في الغرب، حيث تكتب نصوص مخصوصة للفنانين الكبار أمثال مارلون براندو وروبرت دينيرو وغيرهما.
وقال الفنان المصري، الذي اعتزل لسنوات قبل أن يعود للأضواء مرة أخرى، إن معظم المهرجانات العربية تتشابه في الطابع العام وتختلف في الشكل، ولكن أهم ما تقدمه هذه المهرجانات انها تخرج بالسينما من حالة المحلية، وتتيح للفنانين من مختلف الجنسيات والثقافات التلاقي والتعارف. وعلى المدى البعيد تخلق روحاً تغلب على الثقافة العامة، وفرصاً للتعاون المشترك، وهي فائدة كبيرة جداً.
واعتبر يوسف أن السينما المصرية ستشهد في الفترة المقبلة مرحلة إعادة ترتيب أوراقها. وأوضح: «قبل 2011، كان لدينا خريطة للسينما وشركات انتاج متعددة تقدم قدراً لابأس به من الأعمال سنوياً، إلى أن جاءت فترة حكم (الإخوان المسلمين)، التي توقف فيها الفن بشكل عام، وحالياً وبعد أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم مصر، بدأت الحياة تعود إلى حالتها الطبيعية، فأصيبت السينما بحالة تشبه حالة شخص منع عنه الطعام لأيام عدة، ثم وضعت أمامه مائدة عليها أصناف مختلفة بطريقة عشوائية، وأصيب بحالة تخمة.
وقال الفنان المخضرم إن الدراما باتت تحتاج إلى تهذيب بعد أن تجاوزت الخطوط الحمراء، وتناست ان التلفزيون يدخل البيوت ويتابعه الصغير والكبير. «فقد تضمنت أعمال رمضان الماضي ألفاظاً يجب ألا تقال في الشارع، فكيف عندما تقال في البيوت، وفي شهر رمضان. وتصحيح هذا الوضع لابد أن يأتي من صنّاع الدراما انفسهم، وان يضعوا في الاعتبار النقد الذي يوجه إليهم، أيضاً على الفنان أن يرفض المشاركة في هذا الوضع، ويرفض أن يتلفظ بالألفاظ الخارجة والشتائم الجارحة التي ترد في النص، أما رقابة التلفزيون فهي ضعيفة، لأن الحلقات تعرض عليها قبيل العرض، وبعد ان يتم التعاقد بين الفضائيات والمنتج بالفعل، ولا يكون لدى الرقابة الوقت لمشاهدة ما يعرض عليها بتأنٍ».
وعن أدوار «الولد الشقي»، التي ارتبط بها، أشار إلى أنه لم يتوقف عند شخصية الولد الشقي خفيف الظل، وتطور مع تقديم العمر من دون عقد أو رغبة في التمسك بهذه المكانة، لافتاً إلى حبه للأجيال الجديدة وتشجيعه لهم، وسعادته بتقديم النصيحة لمن يسأله منهم، مثلما قام اخيراً بتهنئة أحمد السقا، على فيلمه الجديد «الجزيرة 2»، «خصوصاً ان عمر ابني من هذه الأجيال، وهذا دور الفنان عندما يتعدى الشباب، يجب ألا يتوقف عن هذه المرحلة أو يأخذ موقفاً سلبياً من الشباب».
أما عن تجربته في مجال الإنتاج فقال: «الممثل الناجح يلجأ إلى الإنتاج عندما يكون لديه عمل جيد يحمل وجهة نظر معينة، ولا يجد من ينتج له هذا العمل، وأول فيلم أنتجه كان يتناول قصة هجرة الشباب، والاعتقاد السائد لديهم بأنهم سيجدون في الخارج العمل والحياة المرفهة بسهولة، وكانت تدور أحداث الفيلم في أكثر من بلد، ولذا تخوف المنتجون من تقديمه رغم الرسالة التي يحملها، فقمت بإنتاجه، وبعد ذلك تعددت الأفلام التي تصور مشاهدها في دول مختلفة».
وذكر يوسف أن علاقته بالإخراج بدأت فترة متقدمة من مشواره الفني، تحديداً في فترة الثمانينات، وأضاف: «لم أكتف بحب الإخراج، لكن كنت أتابع المخرجين الكبار الذين عملت معهم مثل صلاح أبوسيف، وحسن الإمام، وفطين عبدالوهاب، وغيرهم، وأراقب اسلوبهم في التعامل مع الفيلم، ولأني لم أكن أرغب في تقليد أي منهم، وكنت أبحث عن اسلوبي الخاص، قمت بدراسة الإخراج دراسة حرة، كما كنت أحرص على حضور مهرجان كان السينمائي، ومشاهدة الأفلام التي تعرض فيه، لان كل فيلم فيه بمثابة مدرسة. كما درست المونتاج والتصوير لأتعرف إلى جميع المراحل، وأخذت عهداً على نفسي أن اعتزل الإخراج إذا فشل أول فيلم أخرجه، وللأسف الشديد نجح، لأن جميع المخرجين أخذوا موقفاً تجاهي ورفضوا عرض أدوار علي بعد نجاحي في الإخراج، فاضطررت إلى ان انتج فيلماً جديداً وأخرج فيلماً آخر».
واعتبر أن الأعمال التي قدمها هي أفلام تستحق ان تكون في مكتبته، حيث كان حريصاً على عدم تقديم أفلام لا يندم عليها في ما بعد أو يرغب في نسيانها.
وعن أفلام قدمها وغير راضٍ عنها؛ قال: «كممثل من الطبيعي أن أقدم الجيد والضعيف، ولكن غالبية ما قدمته من الأعمال الجيدة، لكن في مسيرة الإخراج والإنتاج لم أقدم أعمالاً ضعيفة، ربما فيلم واحد أخرجته من انتاج صديق، هو «ليلة لا تنسى»، وللأسف كان المنتج بخيلاً ولم يقدم الإمكانات اللازمة ليخرج الفيلم بالمستوى المطلوب، ولم اكن راضياً عنه»، مشيراً إلى أن هناك فرقاً بين عدم توافر الإانتاج الكافي، وبين تقديم عمل بإنتاج قليل، وهو ما تقوم عليه السينما المستقلة.



 

تويتر