اعتبر «القط» تجربة مختلفة وحالة من الإبداع في سينما يحتاجها المشاهد

فاروق الفيشاوي: الجمهـــور يسترد وعيه الثقافي

صورة

قال الفنان فاروق الفيشاوي إن الجمهور بدأ يسترد وعيه الثقافي مرة أخرى، ويشعر بالملل من الأفلام التافهة التي تعتمد على دغدغة المشاعر، متجهاً للبحث عن أعمال جادة مصنوعة جيداً، التي تترك أثراً في نفس المشاهد، معتبراً أن الفترة الحالية بمثابة جسر تعبر من خلاله السينما من موقفها الهزيل إلى موقف أكثر قوة وقدرة على التأثير في المجتمع.

وعبر الفيشاوي في حواره مع «الإمارات اليوم» عن سعادته برد فعل الجمهور تجاه فيلم «القط»، الذي يشارك في بطولته ويعرض ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الحالية. موضحاً أن الفيلم يمثل نوعية مختلفة من الأعمال لم يقدمها من قبل، كما قدم من خلاله دوراً جديداً عليه، وهو ما يجعله يعتز بهذا العمل في مشواره الفني. واعتبر ان حالة الصمت التي سادت القاعة خلال عرض الفيلم في «قصر الإمارات» مساء أول من أمس، هي دليل على الاهتمام والترقب من قبل الجمهور وتعطشه لمشاهده أعمال جادة.

وأضاف: «يمثل فيلم (القط) تجربة مختلفة تماماً بالنسبة لي، وحالة من الإبداع في صناعة سينما يحتاجها المشاهد، حيث جمعني بفريق عمل اعتاد العمل معاً في أعمال سابقة، وهي أعمال ذات طبيعة خاصة، فالفيلم تقريباً غير مكتوب، وكنا نسهم في كتابة المشاهد معاً، حيث يتوقع الفنان ما الذي يمكن أن يقوم به في هذا الموقف، وينفذه بعد الإتفاق عليه، فكنا كأننا نخلق المشهد السينمائي بأنفسنا». لافتاً إلى أن هذه الطريقة في العمل تأتي بنتائج مهمة عند العمل مع فريق متمكن ويمتلك الوعي والدراية، وفي أحيان أخرى يمكن أن تتوه فكرة العمل وتبدو غير واضحة للمشاهد.

وأوضح الفيشاوي أن «القط» لا يقتصر عرضه على المهرجانات فقط، ولكن سيعرض تجارياً أيضاً. مشيراً إلى أنه من الصعب توقع مدى إقبال الجمهور على مشاهدته.

وعن الحالة التي تمر بها السينما المصرية في الوقت الحالي، ذكر فاروق الفيشاوي أن السينما المصرية تمر بفترة عصيبة، وهي ليست المرة الأولى التي تمر بهذه الحالة، فقد سبق ومرت بفترة مشابهة مع ظهور أفلام الفيديو، وأيضاً مع ظهور الفضائيات وانتشارها. معتبراً أن الجو العام السائد يمنح السينما القليل من الاهتمام رغم اهميتها. «أعتقد أن الثورة اثبتت أهمية الثقافة كأحد أركان المجتمع، وأن السينما هي الوسيلة الترفيه الوحيدة والزهيدة من حيث التكلفة المادية المتاحة للمشاهد العربي».

ولم يستبعد الفيشاوي فكرة انتاجه أعمالاً سينمائية جديدة في الفترة المقبلة «فالإنتاج هو سر مهنة الفن، حيث يجمع بين الفن والتجارة والثقافة». عن تجربته السابقة في الإنتاج قال: «اتجهنا إلى الإنتاج لنقدم أعمال مغايرة، لما كان يعرض على الساحة في ذاك الوقت، فكنا كمن يسبح ضد التيار، ورغم أننا لم نحقق مكسباً مادياً، إلا اننا قدمنا أعمالاً ذات قيمة مازالت تعرض حتى الآن، ومع اعادة عرضها يكتشف المشاهد مزيد من قيمتها وجمالياتها». موضحاً أن الاتجاه حالياً لتقديم الافلام قليلة التكلفة، خصوصاً أن هناك أفلاماً يتم رصد ميزانيات ضخمة لها، ومع الاسف تخرج بمستوى منخفض.

وأشار إلى أن الجيل الجديد من الفنانين يقع في أخطاء كثيرة لم يقع فيها جيله بفضل ما كان يمتلكه من ثقافة ووعي، متهماً وسائل التواصل الاجتماعي بتسطيح العلاقات الاجتماعية بدلاً من توثيقها، وكذلك ساهمت في تسطيح ثقافة الجيل الحالي، فأصبح يستمد منها معلوماته وقراءاته في الوقت الذي كان الجيل السابق يستقي الثقافة من منابعها.

وقال ان وسائل الإعلام جعلت النجومية أسهل بالنسبة لكثير من الفنانين، بينما كانت النجومية في جيله والأجيال السابقة صعبة، ولا تأتي إلا بالكثير من العمل والجهد.

وعن جديده، اشار الفيشاوي إلى انه يواصل تصوير فيلمه الجديد «يوم الستات» المقرر عرضه في الموسم المقبل، من بطولة إلهام شاهين ونيللي كريم. كما يدرس عدداً من المشروعات الدرامية لتقديمها في الفترة المقبلة. 


«القط»

يتناول فيلم «القط» قصة رجل عصابة يعرف بـ«القط»، يكتشف نشاط إحدى العصابات سيئة السمعة، وما تفعله من خطف الأطفال لبيع أعضائهم، وتزويج القاصرات من أطفال الشوارع واللائي يتم اختطافهن، ويسعى لإيقاف تلك العصابة. الفيلم من بطولة فاروق الفيشاوي، وعمرو واكد، وصلاح الحفني وسارة شاهين والممثلة الشابة سلمى ياقوت، ومن إخراج إبراهيم البطوط.

سبق عرض الفيلم سجادة حمراء مر عليها فريق عمل الفيلم، وعدد من الفنانين منهم أحمد بدير وخالد أبوالنجا، ونيللىي كريم، والمخرج الإماراتي على مصطفى، ومحمد كريم، وزهرة عرفات، وسلافة معمار، وديمة الجندي.

مهرجان أبوظبي

عبر فاروق الفيشاوي عن سعادته بالوجود في «مهرجان أبوظبي السينمائي». مشيراً إلى أن المهرجان في عامه الثامن يشهد تقدماً وتطوراً واضحين، خصوصاً في ما يتعلق بعرض الأفلام العربية، وتسليط الأضواء عليها، وهي وظيفة مهمة جداً للمهرجانات السينمائية.

عروض اليوم

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/10/214107.jpg

يقام، اليوم، العرض العالمي الأول للفيلم المدعوم من سند «قراصنة سلا» للمخرجتين مريم عدو وروزا روجرز، وذلك في فوكس 4. ويحكي الفيلم قصة مجموعة من أطفال الشوارع في المغرب يخالفون أعرافهم المجتمعية بانضمامهم إلى سيرك يحاول أن يغير من حياتهم. ويمكن مشاهدة عالم السيرك الساحر من خلال عيون هؤلاء الأطفال البهلوانيين.

وبإمكان محبي السينما في أبوظبي حضور العرض الأول اليوم للفيلم الروسي «لفاياثان»، للمخرج اندريه زفياكنتسِف٬ المشارك في قسم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. حاز هذا الفيلم جائزة مهرجان لندن السينمائي الدولي، وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي في وقت مسبق من هذا العام.

ويعرض اليوم أيضاً باكورة أعمال المخرج التركي كان موجديجه «سيفاش» الحائز جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان فينيسيا السينمائي٬ وهو مشارك ضمن قسم مسابقة آفاق جديدة. ويعرض اليوم أيضاً الفيلم الجزائري ــ الفرنسي «إن شاء الله الأحد» للمخرجة يامينا بنغيغي، والفيلم الكلاسيكي «الرجل الذي أحب النساء»، كما يعرض فيلم «سلطة الطاقة» للمخرج الألماني هيوبرت كانافال.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/10/214111.jpg

تأويل

عن اختلاف تأويل وقراءة فيلم «القط»، قال فاروق الفيشاوي، إن الفن اختيارات، وليست هناك وجهة نظر واحدة يمكن اعتمادها للعمل الفني، «يجب ألا نحكم على فيلم سينمائي وفقاً لتأويل اجتماعي محدد، كما علينا طرح قضايا مختلفة فنحن متأخرين جداً، بسبب عدم قدرتنا على طرح قضايانا».

تويتر