الفيلم تجربتهم الأولى في عالم التمثيل

أبطال «ذيب»: الفيلم أنصـــفنا والدراما البدوية لا تعبر عنا

أعضاء فريق التمثيل يرحبون بأي عمل يعكس واقع الحياة البدوية بطريقة صحيحة وواقعية وليس كما تقدم على الشاشات العربية أو الغربية. من المصدر

من رمال وسكون الصحراء العربية إلى بريق المهرجانات وأضواء السجادة الحمراء وهتافات المعجبين؛ هذا هو ملخص رحالة «ذيب» أو الطفل جاسر عيد وكل من حسين سلامة، وحسن مطلق، ومرجى عودة بقية أبطال الفيلم الأردني «ذيب»، للمخرج ناجي أبونوار، حيث كان الفيلم الذي عرض مساء أول من أمس، ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي في قصر الإمارات بأبوظبي، هو أولى تجاربهم في عالم التمثيل.

«شاركنا الفيلم عندما وجدناه يتناول قصة تخص منطقتنا ويطرحها بواقعية وصدقية»، أوضح أعضاء فريق التمثيل خلال حوارهم مع «الإمارات اليوم»، أنهم يرحبون بأي عمل يعكس واقع الحياة البدوية بطريقة صحيحة وواقعية، «أما المسلسلات التي يتم تقديمها عنا فلا نجد أنفسنا فيها، ولا تعبر عن حياة البدو».

وأشار عيد محمد، الذي أسهم في عمليات إنتاج الفيلم، وهو أيضاً والد جاسر عيد «ذيب» إلى أن الدراما البدوية أحياناً تطرح قصص تمس اليحاة البدوية أو مستوحاة منها، لكن الشكل الذي يخرج به العمل يأتي مخالفاً للواقع وبه كثير من الأخطاء، مثل المبالغة في استخدام الفنانات للماكياج، أو أن تقوم المرأة بتقديم القهوة أو الضيافة للضيف، وهو أمر لا يمكن أن يحدث في الواقع، حيث ينقسم «بيت الشعر» إلى قسم للرجال وآخر للحريم، ولا يمكن أن تخرج امرأة بدوية على الضيوف.

وعن مشاركة ابنه في الفيلم؛ قال إن اختيار جاسر لتأدية دور «ذيب» من بين عدد كبير من الأطفال، وفي البداية شعر بالقلق من عدم نجاح جاسر في تأدية الدور، نظراً لصغر سنه، 11 عاماً في ذلك الوقت، لكنه فاجأ الجميع بإتقانه للدور والتزامه ضمن فريق العمل. لافتاً إلى أن الدور تضمن مشاهد صعبة مثل سقوط الطفل في البئر، ومكوثه في المياه، وكذلك وجوده في قلب الصحراء حيث درجة الحرارة المنخفضة جداً، فكان ينتفض من البرد فعلياً وليس مجرد تمثيل.

بينما أشار جاسر عيد «ذيب»، الذي يدرس في الصف التاسع، أنه خلال العمل يعتمد على تعليمات المخرج ناجي أبونوار وشرحه لكيفية تأدية المشهد، ما ساعده كثيراً في أداء المشاهد. موضحاً أن فكرة التمثيل كانت بعيدة تماماً عن تفكيره قبل أن يحضر ناجي إلى منطقته ويدعوهم للمشاركة في الفيلم، لكنه الآن ينوي مواصلة العمل في مجال التمثيل.

حسين سلامة، الذي قام بدور «حسين» شقيق ذيب الأكبر، والذي فتح له الفيلم المجال للمشاركة في فيلم فلسطيني بعنوان «المدينة»؛ أشار إلى أن حالة التفاهم بينه وبين جاسر في العمل ترجع إلى قوة العلاقة التي تربط بينهما في الحقيقة، فهما ابنا عم وجيران، ويقضيان معظم وقتهما معاً. لافتاً إلى أن موافقتهم على المشاركة في العمل جاءت لأنه يتناول فترة تاريخية مهمة في حياة البدو، لكن من الصعب قبول أي عمل آخر لا يحمل الطابع الجدي نفسه. وقال إنه كان يقوم في بعض المشاهد باقتراح تغيير كلمات معينة أو تفاصيل صغيرة ترتبط بحياة البدو والصحراء، وبالفعل كان يتم تغييرها. و«شخصيتي في الفيلم لم تكن شريرة بقدر ما كانت ضحية للظروف»؛ قال حسن مطلق الذي قام بدور دليل الحجاج الذي يتحول بعد استخدام القطار في المنطقة إلى قاطع للطريق، بعد أن توقف عمله ومصدر رزقه. لافتاً إلى أن الأبعاد التي تحملها الشخصية كانت سبباً في قبوله لها وترحيبه بأدائها، فهي تجمع بين الخير والشر في الوقت نفسه. وذكر مطلق الذي شارك بدور في فيلم «هالك 2»، عقب الانتهاء من «ذيب»؛ أنه لم يتمالك نفسه وبكى خلال تصوير مشهد قتل «حسين»، وسقوط «ذيب» في البئر.

ونفى المخرج ناجي أبونوار أن تكون شخصيات الفيلم حقيقية، أو أن يكون الضابط في الفيلم يمثل شخصية «لورانس العرب»، لكنه يقدم شخصيات مختلفة تعكس واقع المنطقة في تلك الفترة والأحداث التي شهدتها، وأن شخصية الإنجليزي استمدها من قصة جنديين عاشا في تلك الفترة.

وقال إن اختيار شخصيات حقيقية لتأدية الشخصيات كان ضرورياً من أجل صدقية الفيلم، فسكان الصحراء هم الأكثر دراية بأجواء المكان والحياة فيه، واللهجة المستخدمة في المنطقة، والعادات والتقاليد، وكذلك لديهم مهارات معينة مثل ركوب الجمال والسير في الصحراء وغيرهما، كل هذه الأسباب جعلت من الضروري اختيار ممثلين من سكان المنطقة.

وأوضح أبونوار أنه قام بالتصوير مع 250 شخصاً يصلحون للتصوير، ثم اختار منهم 20 شخصاً التحقوا بورشة عمل لمدة يومين، وتم اختيار 11 شخصاً هم الذين قاموا بأداء الشخصيات في الفيلم. بينما لفت المنتج كاتب السيناريو باسل غندور إلى أن العمل على تلك الحقبة الزمنية تطلب بحثاً ودراسة لشكل الحياة والملابس واللهجة، وغيرها من التفاصيل المهمة، ومن أجلها قام بالاستعانة بالكثير من الصور الفوتوغرافية التي تتوافر في المتاحف البريطانية وفي مكتبة الكونغرس الأميركي، إلى جانب مناقشة المشاهد مع أهل وادي رم، والاستماع إلى تعليقاتهم والمعلومات التي لديهم. كما كان هناك اهتمام بالاسلحة التي كانت مستخدمة في عام 1916، الذي تقع فيه الأحداث، والفرق بين الأسلحة التي كانت توجد مع القبائل، وتلك التي يستخدمها قطاعو الطرق.


 

 تكريم فارايتي

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/10/213597.jpg

اعتبر المخرج ناجي أبونوار تكريمه من قبل مجلة «فارايتي»، وحصوله على جائزة «فارايتي» لأفضل مخرج من الشرق الأوسط لهذا العام، ضمن فعاليات الدورة الحالية من مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، أمراً مذهلاً لم يتوقعه.

وقال لـ«الإمارات اليوم»، قبيل الحفل الذي أقيم مساء أمس، لتكريمه في قصر الإمارات بأبوظبي، إن كل تكريم يحصل عليه هو نتيجة جهد وتعب فريق كامل من العاملين على إنجاز الفيلم، «أشعر بأنني مندوب للفيلم، فهناك كثيرون خلفي عملوا على أن أحصل على هذه الجائزة».

«ذيب»

تدور أحداث الفيلم في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين، اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر، في مطلع الثورة العربية الكبرى، حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة ومواجهة الخيانة، وتم تصوير فيلم ذيب في صحراء جنوب الأردن. ويضم فريق عمل الفيلم المنتجين باسل غندور وروبرت لويد، والمنتج المنفذ نادين طوقان، والمنتجين المشاركين ناصر قلعجي وليث المجالي، والمنتجين المساعدين يانال كاساي وعيدسويلحين، ومدير الإنتاج ديالا راعي، ومدير التصوير وولفغانغ تالر. وقام بأداء الشخصيات الطفل جاسر عيد، بالاشتراك مع حسين سلامة، وحسن مطلق ومرجى عودة، بالإضافة إلى الممثل جاكفوكس، كما شارك ناجي أبونوّار في كتابة السيناريو مع باسل غندور.

تويتر