يشارك بالفيلم في مهرجان أبوظبي السينمائي

ناصر التميمي يتطرق للمسكوت عنه بـ «صرخة أنثى»

صورة

بعيداً عن الأفكار المكررة والقضايا الشائعة؛ اختار المخرج الإماراتي ناصر التميمي الكشف عن المسكوت عنه في أفلامه، وطرح موضوعات وقضايا تمسّ المجتمع، كما في فيلمه الجديد «صرخة أنثى»، الذي يشارك به في مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان أبوظبي السينمائي 2014، الذي يتناول فيه قضية تعرّض أطفال لحوادث التحرش والاغتصاب، من خلال قصة فتاة تتعرض لحادثة اغتصاب وهي طفلة صغيرة، فتقوم أسرتها بحبسها في المنزل وإعلان وفاتها تجنباً للفضيحة، وبعد 10 سنوات تقرر الفتاة الخروج من سجنها العائلي لتحضر عرس صديقة طفولتها، بعد أن تصرخ في وجه أسرتها رافضة ما تتعرض له، وتخرج من المنزل.

تجاوز العرض المحلي

أعرب المخرج الإماراتي ناصر التميمي عن أمله في أن يتمكن الفيلم الإماراتي من المنافسة على شباك التذاكر، وأن يتجاوز العرض المحلي ليعرض على المستوى العربي أيضاً. ورغم ذلك يرى مخرج «صرخة أنثى» و«حصة» أن الفيلم الإماراتي لايزال أمامه وقت حتى يقدم أنواعاً معينة من الأفلام، مثل أفلام الفانتازيا والخيال التي تتطلب تقنيات معقدة ومتطورة، كما أن الجمهور أصبح يمتلك الوعي والاطلاع على أفلام عالمية، ومن الصعب أن يقتنع بعمل لا يتميز بالجودة والإتقان. وتمنى أن تحقق الأفلام المحلية مزيداً من التقدم؛ حتى تقنع المشاهد، وتجتذبه إلى مشاهدتها.

وأوضح التميمي لـ«الإمارات اليوم» أنه لا يبحث عن الأفكار المثيرة للجدل في ما يقدمه من أعمال فنية؛ بقدر ما يهتم بطرق قضايا ملحة تفرض نفسها على المجتمع، وأن يقدم رسالة في عمله لتحذير المجتمع من خطر معين أو قضية يجب الانتباه لها ومعالجتها، ولو في قالب كوميدي.

وأشار إلى أن النهاية المفتوحة في الفيلم تمنح المشاهد فرصة للتفاعل مع العمل وطرح توقعاته الشخصية، فكل الاحتمالات واردة «لكن في المقابل لا تصلح النهايات المفتوحة في كل الأفلام».

التطرق إلى قضايا مسكوت عنها وتمسّ فئات مختلفة في المجتمع، لم يقتصر على «صرخة أنثى» فقط، ففي فيلمه الأول «حصة»، طرح ناصر التميمي قضية الدجل والشعوذة التي كانت حديث المجتمع، بعد أن تداولت وسائل الإعلام أخبار قضايا نصب يوهم فيها دجالون ضحاياهم بعلاجهم باستخدام السحر، من خلال نص للكاتبة الإماراتية فاطمة المزروعي، عن طفلة معاقة ذهنياً تلجأ والدتها إلى الشعوذة لعلاجها بدلاً من الطب، فيتم النصب عليها، وتتعرض الفتاة للاغتصاب، ثم الجنون من المعاناة التي شهدتها.

وكشف المخرج الإماراتي الذي درس العلوم السياسية، وعمل في السلك الدبلوماسي، ثم انتقل إلى مجال الإعلام، عن أنه يجهز حالياً لفيلمه الطويل الأول بعنوان «بعد منتصف الليل»، الذي يواصل فيه نهجه في تناول القضايا الشائكة، موضحاً أن الفيلم يتناول قصة واقعية تحدث في المجتمع ولا يعرفها كثيرون.

وقال إن من المتوقع بدء تصوير الفيلم في نوفمبر المقبل، على أن يعرض مع بداية العام المقبل في دور العرض بالدولة، لافتاً إلى تعاون كثير من الجهات في تنفيذ الفيلم، كما سيشارك فيه عدد من الوجوه المعروفة، ومنها شخصية إعلامية نسائية تظهر للمرة الأولى في عمل سينمائي. واعتبر أن العرض التجاري يمثل خطوة مهمة تحتاج إليها الأفلام الإماراتية، حتى تصل إلى شرائح مختلفة من المشاهدين، بعد أن ساهمت المهرجانات السينمائية في لفت أنظار العالم إلى وجود صناعة أفلام في الإمارات، وأتاحت لهم فرصة الاحتكاك المباشر مع فنانين وصناع أفلام عالميين، والاستفادة من تجاربهم.

وأضاف التميمي «لدينا كل الإمكانات، وهناك كثير من الأفلام العالمية يتم تصويرها في الإمارات، كما يوجد دعم رسـمي واضح لصناع الأفلام الإماراتيين، لكننا بـحاجة إلى دعم الأفلام القصيرة التي تظل رهينة العرض في المهرجانات، فتعرض لمرة واحدة فقط وينتهي عمرها، وبالتالي تشكل خسارة إنتاجية لصاحبها، الذي يتولى في معظم الحالات الإنتاج بنفسه، بينما يمكن الاستفادة منها من خلال تنظيم عروض للأفلام القصيرة الجيدة، التي تناقش قضايا وموضوعات اجتماعية مهمة في الجامعات والمدارس والمؤسسات، كما يمكن عرضها على القنوات المحلية».

ولم يقتصر نشاط ناصر التميمي على الأفلام فقط، فقدم تجربة درامية جديدة لم تعرض بعد من خلال «عقد احتراف»، وهو عمل درامي يتضمن خمس حلقات تلفزيونية، تناول فيها قضية الاحتراف في مجال الرياضة بأسلوب كوميدي ساخر، وشارك فيه النجم إسماعيل مطر، وتولت «توفور54» ابتكار دعم وتمويل العمل، كما ستتولى ترتيبات عرضه الذي سيكون عبر إحدى القنوات التلفزيونية المحلية.

وعن تعامله في أفلامه مع النجوم في تجربتيه الأولى والثانية؛ قال التميمي إنه استفاد من كل الفنانين الذين شاركوا في أعماله؛ مثل هدى الغانم وآلاء شاكر وصوغة وغيرهم، ورغم ذلك كانوا حريصين خلال العمل على الالتزام بتعليماته كمخرج مسؤول عن توجيه فريق العمل، لافتاً إلى أنه عندما عرض فيلمه الأول على الفنانين الذين شاركوا فيه توقع رفضهم، وعندما وافقوا شعر بأنه يسير على الطريق الصحيح.

واعتبر التميمي أن الوقت بات مناسباً لدخول الفيلم الإماراتي مجال العرض التجاري، وبالفعل عرضت ثلاثة أفلام إماراتية هي «مزرعة يدو»، و«حب ملكي»، و«ثوب الشمس»، واستطاعت أن تحقق نسب مشاهدة جيدة، وردود فعل مشجعة، وهو ما يتيح للفيلم أن يصل إلى شريحة كبيرة من الجمهور، على عكس المهرجانات التي يتابعها جمهور محدود.

تويتر