«أبوظبي السينمائي» يكشف عن ملامح دورته الثـامنة

197 فيلماً فــي انتظار جمهور الإمــارات

صورة

بمشاركة 197 فيلماً من 61 دولة، وبزيادة 12% في مجمل الأفلام المعروضة، تأتي الدورة الثامنة من مهرجان أبوظبي السينمائي، الذي تنظمه «توفور 54» في الفترة من 23 أكتوبر إلى الأول من نوفمبر المقبلين، في كل من فندق قصر الإمارات، وصالات «سينما فوكس» في مركز المارينا.

عزاء

حرص علي الجابري في بداية المؤتمر على تقديم العزاء للسينما المصرية والعربية، في فقد ثلاثة من نجومها الفترة الأخيرة، هم الفنان سعيد صالح والمخرج سعيد مرزوق والفنان خالد صالح.

لا مكان للسياسة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/201702.jpg

أوضح انتشال التميمي، أن عرض فيلم «العودة إلى حمص» في المهرجان، رغم عرضه تلفزيونياً، يرجع إلى مستواه الفني المتميز، ورفض مخرجه طلال ديركي، عرض الفيلم في أي من المهرجانات الأخرى، مشدداً على اعتماد المهرجان على معايير صارمة في اختيار الأفلام، دون النظر إلى الطابع السياسي، لذا كثير من الأفلام ليس له مكان في «أبوظبي السينمائي».

حضور عربي متزايد

قال انتشال التميمي، إن مهرجان أبوظبي السينمائي يعتبر منصة للسينما العربية، ويشهد المهرجان هذا العام زيادة في الأفلام العربية المعروضة، لتمثل 33% من مجمل المعروض. لافتاً إلى الاحتفاء هذا العام بـ«السينما العربية في المهجر».

وتسجل تسعة أفلام روائية طويلة عرضها العالمي الأول خلال المهرجان، منها ثمانية أفلام عربية. بالإضافة إلى العرض العالمي الأول لما يقل عن 48 فيلماً من خلال أقسام الأفلام القصيرة، مسابقة أفلام الإمارات، ومسابقة الأفلام القصيرة.

وكشف مدير المهرجان علي الجابري، ان المهرجان هذا العام يقدم تسعة أفلام تعرض للمرة الأولى على مستوى العالم، بينها ثمانية أفلام عربية، إضافة إلى أن افتتاح الدورة الحالية سيكون بسابقة هي الأولى في تاريخ المهرجان، من خلال عرض فيلم إماراتي، هو من «ألف إلى باء» من إخراج علي مصطفى، وهي واحدة من المبادرات التي يفخر بها المهرجان، مشدداً على أن اختيار الفيلم لا يعود في الأساس إلى كونه إماراتياً، ولكن لمستواه الفني المتميز. وأضاف خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس، في «قصر الإمارات» في أبوظبي: «بدأنا العمل على الدورة الحالية من المهرجان مبكراً عقب الانتهاء من الدورة السابقة، وحرصنا على انتقاء أفضل الأفلام التي عرضت في مختلف مهرجانات العالم، وتم الاختيار وفق مستوى الفيلم الفني، سواء حصل على جوائز أو لا، وإلى جانب زيادة عدد الأفلام المعروضة تمت إضافة صالة عرض لتستقبل المزيد من الجمهور». مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن لجان تحكيم المسابقات، والنجوم الذين ستستضيفهم السجادة الحمراء في مؤتمر مقبل.

ونفى مدير البرامج العربية وبرنامج سند انتشال التميمي، مسؤولية الربيع العربي عن ضعف الإنتاج السينمائي في الدول العربية، موضحاً أنه خلال السنوات الـ10 الماضية هناك تراجع في الإنتاج السنوي من الأفلام، لعبت المشكلات الإنتاجية دوراً كبيراً فيه، بالاضافة إلى صعوبة الأوضاع الأمنية والاقتصادية في دول مثل مصر. مضيفاً: «رغم صعوبة الأوضاع الإنتاجية هذا العام، ووجود عدد من المهرجانات السينمائية المهمة في المنطقة، استطاع مهرجان أبوظبي ان يستقطب جزءاً كبيراً من أفضل الأفلام المنتجة هذا العام، كما كان للأفلام التي قدمها صندوق (سند) ومهرجان أبوظبي وجود مهم في المهرجانات العالمية، فقد مثلت نصف الأفلام العربية التي عرضت في مهرجان (تورنتو) في العام الجاري، كما سيتم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة عرض أفلام عربية جديدة ستعرض في مهرجانات دولية كبيرة، وهذا لا يعد عاملاً حاسماً في الجزم بجودتها، حيث يظل رأي الجمهور له أهميته، ولذا يخصص مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي جائزة لأفضل فيلم يختاره الجمهور».

وفي ما يخص الأفلام التي تتناول الربيع العربي، اعتبر التميمي أن الفسحة الزمنية قد تعطي فرصة لصناعة أكثر قيمة وبعناصر فنية أكبر مما قدم، معرباً عن اعتقاده بأن السنوات وربما العقود المقبلة ستشهد تغطية أحداث هذه الفترة سينمائياً بشكل جيد وكبير، وهو ما يندرج تحته فيلم «العودة إلى حمص»، الذي يعرض في المهرجان في دورته الحالية، واستغرق الإعداد له فترة طويلة.

ورداً على تساؤل حول صندوق «سند» ومعايير اختياره الأفلام التي يدعمها، ولماذا لا يخصص برنامج أو صندوق لصناع السينما الإماراتية دون العربية، شدد علي الجابري على ان «سند» عربي إماراتي، وله معايير واضحة يعتمد عليها، حيث يقدم نوعين من الدعم، الأول لمرحلة التطوير، وتبلغ قيمته 25 ألف دولار، والثاني في مرحلة ما بعد الإنتاج، فيتم تقييم الفيلم عقب مشاهدته، ويراوح الدعم في هذه المرحلة بين 30 و60 ألف دولار، نافياً أن يكون هناك معايير للاختيار بخلاف مستوى العمل وجودته بصرف النظر عن كونه إماراتياً أو من أي بلد عربي آخر. كما أشار إلى أن الصندوق قدم هذا العام منحة للفيلم الوثائقي الطويل «صوت البحر»، للمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، الذي حصل على منحة «سند» في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج. وبينما أشار انتشال التميمي إلى حرص الصندوق على دعم الفيلم الإماراتي، ليس تمييزاً أو عطفاً، ولكن لتميز مستواه مثله مثل بقية الأفلام التي يدعمها الصندوق. منوهاً بقلة عدد طلبات الدعم الإماراتية التي ترد إلى الصندوق، فهي لا تتجاوز 13% من العروض التي تتلقاها. وأشار إلى ان «سند» قام بدعم اكثر من 100 فيلم، شارك 35 فيلماً منها في مهرجانات من الفئة الأولى عالمياً، كما استطاع أن يدفع الأفلام الوثائقية في العالم العربي إلى مرحلة مختلفة.

وفي مداخلتها، استعرضت مديرة البرمجة تيريزا كافينا، أبرز الأفلام التي تتضمنها الدورة الحالية للمهرجان، منها فيلم «فحم أسود، ثلج رقيق» إخراج دياو ينان، الفائز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي، والفيلم التركي «سبات شتوي»، الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان هذا العام، وهو من إخراج نوري بيلغي جيلان، بالإضافة إلى الفيلم الفائز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية «حمامة جلست على غصن تتأمل الوجود»، للمخرج السويدي روي أندرسون. وتضمن المؤتمر الإعلان عن جميع المشاركين في مسابقة الأفلام الروائية، ومسابقة «آفاق جديدة»، ومسابقة الفيلم الوثائقي، فضلاً عن مسابقتي أفلام الإمارات والأفلام القصيرة.

وللسنة الثانية على التوالي، يستضيف المهرجان «جائزة حماية الطفل»، بالشراكة مع مركز حماية الطفل بوزارة الداخلية، التي تهدف إلى لفت الانتباه إلى ذلك النوع من الأفلام، التي تعزز الوعي بالقضايا المتعلقة بالأطفال، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لحمايتهم من سوء المعاملة والإهمال. كما تتواصل مسابقة «عالمنا»، وهي عبارة عن مجموعة من الأفلام المختارة، التي تهدف إلى التوعية بالقضايا البيئية والاجتماعية ذات الصلة. أيضاً تشمل دورة هذا العام برنامج العروض الجماهيرية، الذي يضم 32 فيلماً من أحدث الأفلام الروائية والوثائقية. وتكون الأفلام المشاركة في هذا القسم مؤهلة للحصول على جائزة اختيار الجمهور، وتمثل أحدث الأفلام وأكثرها تميزاً من جميع أنحاء العالم. أما البرامج الخاصة فتتضمن لهذا العام برنامج «الشتات العربي»، و«تروفو: الرجل الذي عشق السينما»، وكذلك برنامج «كلاسيكيات السينما المرممة».

 

 

تويتر