امتلأت قاعة العرض فجلس الجمهور على الأرض

«الجمال العظيم» يفتتح عروض السينما الأوروبية

صورة

بـ«الجمال العظيم» للمخرج باولوسورنتينو، ووسط إقبال جماهيري كبير، انطلقت مساء أول من أمس فعاليات «عروض السينما الأوروبية» في الإمارات، التي تنظمها السفارة الإيطالية وبعثة الاتحاد الأوروبي بالإمارات في الفترة من 18 وحتى 25 سبتمبر الجاري، حيث توافد الجمهور الذي جمع بين مختلف الجنسيات وغلبت عليه الجالية الإيطالية، على صالة عرض «فوكس سينما - قاعة 3» بـ«المارينا مول»، قبل انطلاق العرض بما يقارب الساعة ونصف الساعة، ليصطفوا في طابور طويل في انتظار دخول قاعة العرض التي امتلأت جميع مقاعدها وافترش عدد كبير من الحضور الأرض والدرج.

مواعيد العروض

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/197327.jpg

تقام «عروض السينما الأوروبية» بالتعاون بين مهرجان أبوظبي السينمائي ومهرجان دبي السينمائي الدولي، و13 سفارة أوروبية من الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي، تتمثل في: إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، المملكة المتحدة، أيرلندا، إسبانيا، البرتغال، بولندا، جمهورية التشيك، لوكسمبورغ، هولندا، السويد والنمسا، وتُقام العروض في الفترة من 18 حتى 24 سبتمبر في أبوظبي، وفي الفترة من 19 حتى 25 سبتمبر في دبي «ميركاتو مول - سينما VOX -قاعة 1». وتتضمن العروض التي تقدم مجاناً للجمهور مجموعة متميزة من الأفلام منها: الفيلم الهولندي Soof وفيلم Walesa - Man of Hope، الذي يعد سيرة ذاتية مؤثرة لواحد من قادة بولندا المعاصرين، وفيلم الأطفال السويدي The Ice Dragon وفيلم الكوميديا الإسبانية الساخرةCarmina or blow-up، بالإضافة إلى اثنين من كلاسيكيات السينما الأوروبية الحديثة، وهما الفيلم الفرنسي Paris, Je t›aime، الذي حظي بإشادة دولية، حيث يرصد جمال مدينة باريس، من خلال قصص ضواحيها، بالإضافة إلى الفيلم الناجح جماهيرياً والفائز بالجوائز Goodbye Lenin للمخرج ولفجانج بيكر، الذي سيكون فيلم ختام «عروض السينما الأوروبية» الذي يحتفل أيضاً بالذكرى الـ25 لسقوط سور برلين، حيث يشهد اليوم الختامي للعروض اختيار أحد المصوتين عشوائياً لاستلام تذكرتي ذهاب وعودة للعاصمة الإيطالية روما، تقدمها «الاتحاد للطيران» أحد الرعاة الرئيسين للحدث.

أفلام إماراتية

من الأفلام الإماراتية المعروضة ضمن فعاليات العروض الأوروبية «عيد ميلاد سعيد يونس» لمحمد العتيبة، و«لا تحكم على موضوع من خلال الصورة» لعلي مصطفى، و«أصغر من السماء» لعبدالله حسن أحمد، و«صافي» لأحمد زين، و«رأس الغنم» لجمعة السهلي، و«لا تخليني» لخالد لمحمود، و«عربانة» لنائلة الخاجة، و«تليفوني» لحسن كياني، و«الفيل لونه أبيض» لوليد الشحي.

وشهد افتتاح الحدث في دورته الأولى، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بحضور الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وعدد من السفراء ورجال السلك الدبلوماسي لدى الدولة، وأعضاء بعثة الاتحاد الأوروبي. حيث عرض الفيلم الإيطالي الحائز جائزة الأوسكار 2014 The Great Beauty، الذي يطرح تساؤلات عن مفهوم الجمال عبر شخصية الصحافي «جب جامباردلا (الفنان الإيطالي توني سيرفيلو) الذي يحتفل بعيد ميلاده الـ65 في حفل صاخب، يعبر عن نمط الحياة الاجتماعية التي يعيشها الصحافي في مدينة روما، متنقلاً من حفلة فاخرة إلى أخرى، وسط احتفاء الجميع به، ورغم ذلك يعبر جامباردلا عن عدم شعوره بالسعادة بهذا النمط من الحياة، بما يبعثه في نفسه من «خواء» يقف بينه وبين معاودة الكتابة، بعد أن أصدر كتابه الأول منذ 40 عاماً. إلى جانب الطرح الفلسفي الذي يدور حوله «الجمال العظيم»؛ يحفل الفيلم بالمشاهد التصويرية للمعالم والآثار التاريخية النادرة في مدينة روما، بما يقدم للمشاهد لوحات بصرية رائعة صامتة، ساقها في مواجهة صخب حياة المدينة الحديثة (خصوصاً الطبقة الثرية) بما يطغى عليها من زيف وتغليب لكل ما هو حسي. وبينما غاب عدد من صناع الأفلام الإماراتيين الذين تعرض أعمالهم في الحدث، حرص البعض الآخر على الحضور والمشاركة في الحدث، وأعرب مدير سوق دبي السينمائي، سامر حسين المرزوقي، عن حرص مهرجان دبي السينمائي على المشاركة في مثل هذه الفعاليات التي تثري الساحة السينمائية في الإمارات. بينما أشار المخرج خالد المحمود، الذي يعرض له فيلم «لا تخليني»، إلى أهمية الحدث وغيره من الأحداث المشابهة في تحقيق حالة من التواصل الثقافي بين السينما الأوروبية والإماراتية.

وعبر المخرج الإماراتي أحمد زين لـ«الإمارات اليوم» عن سعادته بعرض فيلمه «صافي» ضمن الأفلام الإماراتية القصيرة في «عروض السينما الأوروبية»، لافتاً إلى أن الأفلام الإماراتية استطاعت أن تثبت حضورها في المهرجانات المختلفة، حيث عرضت أعماله وأعمال غيره من المخرجين الإماراتيين في العديد من المهرجانات الدولية والعالمية ولاقت ردود فعل إيجابية. وأشار زين إلى حرصه على متابعة هذه التظاهرات السينمائية، التي تتيح الفرصة لصانع الأفلام للتعرف إلى أعمال صناع أفلام من جنسيات وثقافات مختلفة بما يضيف إليه خبرات جديدة، ويتعرف إلى مدارس سينمائية متعددة، ويوسع من أفقه، وهو ما ينعكس بالإيجاب على أعماله، مشيراً إلى أن الانفتاح على العامل بما يحمله من تيارات ومدارس وأفكار عامل مهم للنجاح والتطور في كل المجالات «خصوصاً بالنسبة لنا، فنحن مازلنا في بداية الطريق وفي حاجة إلى التعلم واكتساب الخبرات»، وهو ما اتفق معه مدير التصوير الإماراتي، علي بن مطر، مشيراً إلى انه اعتاد مشاهدة ما يراوح بين 10 و15 فيلماً أسبوعياً، حتى يتمكن من اكتساب الخبرة والتعلم من تجارب صناع الأفلام في العالم، موضحاً أن اختياراته تشمل أفلاماً من مختلف دول العالم حتى التي لا تعرض في المنطقة، مثل الأفلام الكورية والصينية واليابانية، وغيرها. ولذا تعد «عروض السينما الأوروبية» فرصة جيدة لمتابعة أعمال متميزة من الأفلام الأوروبية التي تتميز بطابع خاص يختلف عن السينما الأميركية والهندية. قبل عرض الفيلم أعربت الخبيرة الثقافية للحكومة الإيطالية بمنطقة الخليج والممثلة الدبلوماسية لصندوق دعم السينما الأوروبية (يورماج ـ Eurimages)، أليساندرا بريانتي، عن سعادتها بانطلاق فعاليات الدورة الأولى من المهرجان الذي يأتي في سياق احتفال الاتحاد الأوروبي بعلاقات الصداقة التي تربطه بالإمارات، مشيرة إلى أن السينما تمثل الوسيلة الأفضل لخلق حوار يتجاوز عوائق اللغة. كما أشارت إلى تلقيها خطاباً من البرلمان الأوروبي يعرب عن دعمه للتظاهرة في دورتها الأولى، وتشديده على أهمية دورها في مد جسور التفاهم بين دول الاتحاد والإمارات.

من جانبه ذكر السفير الإيطالي لدى الدولة، جورجيو ستاراتشي، أن العروض تقدم أفضل الإنتاج السينمائي الذي قدمته دول الاتحاد في الفترة الأخيرة، جنباً إلى جنب مجموعة من الأفلام الإماراتية القصيرة، مشيداً بالتعاون مع مهرجاني أبوظبي ودبي السينمائيين. وعبر القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي، توماس بيكر، عن سعادته بالإقبال الكبير على العرض الأول، معرباً عن أمله في أن يتواصل هذا الحضور الجماهيري الكثيف، مبيناً أن الحدث يمثل فرصة مهمة للتعرف إلى ملامح السينما الأوروبية التي تتفرد بها عن أفلام هوليوود وبوليوود.

 

تويتر